وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر! م1
وسواس النجاسة
تَكْمِيلًا لسؤالي الماضي بِهَل حَقًّا قَوْل المالكية بسُنِّيَّة الإزالة هِي بعض الأجوبة التي وَجَدْتُها، والتي قُلتُها، مثل الشيخ يقول سنة، وقالوا سُنَّة، والدليل كذا وكذا، ولكن وبالأخير يقول الأَوْلَى أنَّها واجبة. فأنا كشخص أُعَانِي ما أُعانِيهِ، والله أعلم بمُعَانَاتِي التي إحداها هي جلوسي خمس ساعات بالحمام أستخدم للغُسل فيها لِيفَة مَطْبَخ للتَّنْظيف، ولو نَظَرْتُم لِيَدِي لَحَسِبْتُم أنِّي خارج من مكان للتعذيب بسبب الجروح.
فَلَوْ فَرَضْنَا أنَّ الإزالة سُنَّة، وسوف أقوم بالاستجناء فقط بِرَشِّ الماء مكان خروج الغائط مع دَلْك خفيف فقط. ولو فرضنا أنَّهُ بَقِيَ قليل نجاسة، وبِتَطْبِيقي للسُّنِّيَّة فَصَلاتِي بذلك النَّجَس صحيحة؟ هل هذا حقًّا صحيح أم ماذا؟ مع التَّذكير أن أيام سَيِّد الخلق _صلَّى الله عليه وسَلَّم_ كانوا يستخدمون الحَجَر، ومستحيل أن يكون الحجر سيُزِيل الأَثَر كامِلًا، وربما يترُك كمية تُعتَبَر كبيرة نسبيًّا.
ومثلًا أنا شخص قرَّرت آخُد بسُنِّيَّة الإزالة قولًا وفِعلًا، فلم أَعُد أَلْتَفِت للمكان طاهر أم نَجِس، رَطِب أم جاف، تنتقل من رَطِب لِجَافَّ أو جاف لِرَطب (أنا ماشي على مذهب المالكية وقَوْلِهِم بالسُّنِّيَّة فقط، ولم أَعُد أهتم بالتفاصيل). فهل ذلك يجوز وتَصِحُّ صلاتي بتطبيقي هذا القول؟
فمثَلًا قول الحنفية أنَّه لا تنتقل النجاسة من رَطِب طاهر إلى نَجِس جاف إلَّا إذا ظَهَر أَثَرُ النجاسة، فأنا كَمُوَسْوِس سوف أَحْلِفُ أنَّ هناك أثَرَ حَتَّى لو لم يَكُن، ولكن بِعَقْلِي سوف أقول "لا، هناك أثر للنجاسة" حتى لو جعلت جميع عائلتي تنظر وتَحْلِفُ أنَّه ما في أثر؛ وذلك بسبب تَمَكُّن الوسواس مِنِّي، وبالتالي فِعِلاجِي سيكون فقط السُّنِّيَّة بإزالتها، ولكن أَعُودُ للحِيرَة أنَّ أَغْلَب من نَصَحَ بالسُّنِّيّة يعود ويقول حكم آخر كما في هذه الاستشارة التي كتبتها دكتورة رفيف، حيث قُلْتي "اعْمَل على السنية"، وفي نهاية الاستشارة قُلِت "اعمل بالحنفية".
وأنا أستشيرك وأهتَمّ بكل تفصيل بِمَقَالاتِك؛
لأنِّي أَثِقُ بِعِلْمِك وجوابك الذي قرأتيه عن مشايخ ذَوِي علم ومعرفة.
11/7/2021
رد المستشار
أهلًا يا "محمد" مرة أخرى على موقعك
كلامك الأول أجبتُ عليه في استشارتك السابقة
بقي الإشكال الأخير عن قولي لإحدى الموسوسات اعملي بالمالكي ثم في الآخر قلت لها اعملي بالحنفي! الرابط الذي أرسلْتَه ليس في آخره نصيحتي لها باتباع المذهب الحنفي، ولكن في آخرها رابط متابعتها، وهي في تلك المتابعة اختلطت عليها المذاهب في نصٍّ قرأتْه، ثم في متابعة بعدها، تسأل عن شرح لنص عند الحنفية.....، هذا شيء، والشيء الآخر أنها كانت تسأل عن انتقال النجاسة في عموم الأشياء كالطعام......، ولم تكن تسأل عن حكم التطهر للصلاة.....
ودائمًا أذكر الرخص في أكثر من مذهب، عسى يطمئن قلب الموسوس، ويكف عن الشك في الأحكام ومدى انطباقها عليه، كما يجري معك أنت.
على أني –كما قلت لأحدهم- بعد تتبعي لأحكام الموسوسين في كتب الفقه على مدى ثلاثة عشر عامًا، استخلصت منها قاعدة عامة في أحكام الموسوسين، وهي أن التكليف مرفوع عن الموسوس في موضوع وسواسه، خاصة إذا كان يفشل بالتجاهل وعدم الاستجابة، فهنا فقد القدرة نهائيًا، كما هي حالتك، وعند انتفاء القدرة ينتفي التكليف، وفي القاعدة الأصولية: (إذا أخذ ما أوهب، أسقط ما أوجب).
أنت لا تطالب بتطهير شيء، وأحكام النجاسات ساقطة في حقك بكل ما فيها. ولا عليك بحكم صلاة من حولك، وقد شرحت لك لماذا في الاستشارة السابقة.
هذه خلاصة ما يساوي نصف عمرك، أمضيتُها بحثًا وقراءة مشكلات، فأرجو ألا تجزع من هذه النتيجة! نعم التكليف مرفوع عنك في الطهارات فأرح بالك يا أخي....
أرجو لك المعافاة التامة في العجل، وفقك الله
ويتبع >>>>>>> : وسواس قهري تعمقي : وسواس الاستنجاء والتطهر ! م3