وسواس الشذوذ الجنسي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد...
أظن أنه ليس من المهم ذكر اسمي تجنبا للإحراج، أبلغ من العمر 18 سنة وأقيم في المغرب مع أمي المطلقة من أبي بسبب بعض المشاكل والعنف اللفظي والجسدي ضدنا الذي تسبب لي منذ صغري في العديد من المشاكل : كالتبول اللا إرادي، الخوف الشديد والعزلة...كنت منعزلا بشدة منذ صغري رغم رغبتي في الحصول على صداقات مع أبناء الحي أو أبناء مدرستي إلا أن الجميع كان ينفر مني وذلك بسبب أنني لا أجيد المزاح وأبالغ فيه أحيانا لكن كل ذلك كان بسبب طيبتي وعدم تصنعي لا أكثر، عانيت من التنمر بجميع أشكاله في طفولتي ومن العنف بسبب والدي وخالي وزوجته في بعض الأحيان بحكم أنني قضيت جزءا من طفولتي معهم...
منذ صغري أدمنت التفكير الزائد والمبالغ فيه وأدمنت الإباحية بسبب أبي الذي كان يستغل غياب أمي عن البيت ليشاهد مختلف أنواع الأفلام، لكنه لم يكن يعرف أنني أتصفح الحاسوب عند خلوتي وأشاهد أشياء من تلك القبيل، عائلتي غير متحفظة كثيرا لكنهم كانوا يزجرونني أكثر من اللازم بسبب أبسط الأشياء لذلك كنت شخصا استسلاميا وانهزاميا في العديد من الفترات، بعد الإباحية اكتشفت العادة السرية وكانت بمثابة هرمون السعادة الذي يجعلني أحس برجولتي وأنني شخص بالغ، لطالما كنت ضد المثلية وكنت أوجه أسوأ العبارات للمثليين وعلى وجه الخصوص الذكور منهم، لم أكن أتقبل أنهم يتركون جمالا كجمال النساء ويذهبون في أحضان الرجال ممارسين أوسخ العادات التي ليست من طبيعتهم... تعلقت بالعديد من الفتيات وأعجبت بواحدة لدرجة الجنون لكنها لم تكن تحبني بل وأهانتني أمام زملائي في الفصل، حاولت نسيانها وأجبرت نفسي على ذلك، الشيء الذي أثر علي من ناحية القدرات العقلية والتحصيل الدراسي وتسبب في انخفاض درجاتي مما سبب لي عنفا متجددا في البيت لدرجة الطرد...
بعد طلاق والدي لم يمر يوم واحد دون أن أعاني مع أمي التي كانت تضغط علي باستمرار، قد كنت دائما مكتئبا وشارد الذهن أتمنى الموت ولكني كنت أرفض أن أنتحر خوفا من عذاب الله، بدأت أخسر ثقتي بنفسي وأدمنت التفكير المتزايد كما أدمنت العادة السرية أكثر وأكثر رغم محاولاتي لمقاومتها...
في هذا الصيف، بدأت أعاني فعليا مع الوسواس القهري في أمور عدة، أولا في الموت وكنت أخاف جدا منها وبعدها عانيت منه في أمور الدين أما الآن أعاني منه تجاه المثلية الجنسية، حيث أنني صرت خائفا كل اليوم من ذلك وأحس بالذنب حتى في التفكير فيه، فبعيدا عن معتقداتي الدينية الإسلامية فأنا مستعد للانتحار على أن أخرج عن الفطرة البشرية وأجلب العار لنفسي ولعائلتي، كلما رأيت صورة أحد في تطبيقات التواصل يخيل لي أنني أميل له والعياذ بالله.
عانيت كثيرا من الأمر وحاولت التواصل مع طبيب نفسي إلا أن أمي لا تريد ولا تستطيع الدفع له كما أنها لا تهتم بأمري إطلاقا إلى جانب تفضيلها لأختي الصغرى علي، كنت أعاني منذ شهر من هذا المشكل وكلما قل إحساسي بالذنب يخيل لي وكأنني بدأت أتقبل شذوذي وأعيش الجحيم بيني وبين نفسي، بحثت حول الأمر فهناك من قال لي أنني مصاب بالهوموفوبيا وهي الخوف من المثلية وهناك من قال لي أنني مصاب بالوسواس القهري وهناك من نصحني بزيارة طبيب نفسي، أما أنا فقد أصبحت حطاما ويوما بعد يوم يزداد شعوري بالعار تجاه نفسي علما أنني لم أمارس قط أي علاقة شاذة والعياذ باسم الله الأعظم فما الحل ؟
أرجوكم... أجيبوني
وشكرا لكم... شكرا
10/08/2021
رد المستشار
الابن الفاضل "أمين أمين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تشير المعلومات التي أوردتها عن طفولتك ومراهقتك ورشدك المبكر إلى عصابية مستمرة ناهيك عن المناخ الأسري غير الداعم على الأقل..... وطبيعي أن يدفعك ذلك إلى مختلف المشكلات السلوكية التي أشرت إليها... ولابد من القيام بخطوة العلاج لكي تتمكن من التركيز على ما هو أولى وأنفع لمستقبلك.
يكمن الحل في أن تعرف أولا أن معاناتك الحالية هي مع الوسوسة بالشذوذ... ولا علاقة لهذا بالشذوذ من الأساس... بمعنى أن هذه الوسوسة لا تحولك إلى شاذ ولا تعني أنك تحب الشذوذ أو تريده... فقط تبقى تخاف وتوسوس فأنت في فخ اسمه الوسواس القهري ... والخروج من هذا الفخ يحتاج إلى علاقة منتظمة مع طبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي وينفعك أن تقرأ مقالين لنا في هذا الموضوع هما :
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
في حال عدم توفر المقدرة المالية على تكلفة العلاج الخاص من الممكن البحث عن مكان يقدم خدمة طبنفسية في أقرب مستشفى جامعي أو تابع لوزارة الصحة حيث يكون العلاج مجانيا أو بتكلفة في المتناول.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.