السلام عليكم.
لدي مشكلة أرهقتني وعذبتني ولا أستطيع أصلا أن أحكيها لأحد... كنت أبحث في الإنترنت عمَّن يسمعُني ويرشدني، ووجدت موقعكم، وأحببت أن أعرض مشكلتي، آمل أن أجد من ينصحني فيها. عمري 36 سنة أعمل مهندس كومبيوتر مستقر ومتزوج ولدي ذرية طيبة وأموري جيدة بشكل عام.
عندما كنت في 12 من عمري كنت مع عيال حَارَتِنَا، كان فيهم واحد أخرجُ معه دائمًا لنذهب للبقالة، البقالة بعيدة عن بيتنا قليلاً.
ذات يوم من الأيَّام خرجت معه للبقالة ثم رجعنا، ووجدنا في الشارع اثنين معهما سيارة وهو يعرفهما جيدًّا، ونادى أحدهما، قال: اتركهم يُوصِّلانا البيت، قلت: أنا موافق.
وجدت ولد جارنا قد سبق له عَمَلُ مخطط معهما، "يطلعان فِيَّ"، وأنا ما كنت أدري القصة، المهم أنا حاولت أن أقاومهم، فلم أقدر، لأنَّهما أكبر مني، وجلدوني، ابن جارنا لم يفعل شيئًا، ذهب ورجع بعد ربع ساعة، والموضوع انتهى على هذا، حينها أنا قطعت عَلاقتي بابن جارنا.
الآن أنا فجأة تذكرته وفجأة تذكرت ما حدث... رغم سنوات تزيد على العشرين المشكلة أني لا أتذكر جيدا تفاصيل الربع ساعة السوداء... وفي نفس الوقت أشعر بدفع لتذكرها رغم معرفتي بأنها تكاد لم تؤثر في حياتي... لكنني أصبحت تأتيني أفكار غريبة مثل أنت كنت تود لو تكرر الأمر... لكنك لم تجرؤ على ذلك... هل كان الجلد كافيا لتسلم نفسك؟ هل حصل إدخال أم لا!! هذه كنت أتذكر أنه لم يحدث لأنهما كانا كبيران وكنت صغير الجسم... لكن شيئا يقول لي بل حصل.. تخيلوا عذابي
لابد يوميا أن أكرر العذاب في التذكر ولا أجني راحة مهما حاولت فأنا أصبحت غير متأكد مما كنت متأكدا منه....
ماذا ترون علي أن أفعل؟
9/8/2021
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله
مرحبا بك مهندس "فارس" نحن لا ننسى الإساءة حتى لو تعافينا منها
الآن أنت في حياة طيبة وناجح في حياتك المهنية والأسرية ومستقر نفسيا ومزاجيا وهذا أمر طيب، كونك تذكرت فجأة موقف إساءة حدث لك في الطفولة بتخطيط وتدبير من أفراد منحرفين سلوكيا فهذا وارد ومحتمل،
ربما يظل التذكر نتيجة:
مثيرات ومنبهات كالأخبار والحديث عن التحرش وحماية الأطفال.
تتذكر لحماية نفسك أو أولادك من تهديدات مماثلة.
قد يحدث تذكر تلقائي ليس له سبب واضح ومحدد.
وأيا كان السبب فتذكرك لما حدث لا يعني أنك تعيش في آثاره، فأحداث الطفولة السيئة يمكن التعافي منها خاصة عندما تكون معدودة.
ما تعرضت له أمر محتمل وليس لك ذنب ولا دخل فيه، فمجرد تذكرك لهذا الموقف تقول "الربع ساعة السوداء" وقطعت علاقتك بمن تسبب في الأمر وساعد في التخطيط له، وكنت طفلا صغيرا وفي ضعف، ووقتها عقلك تصرف بما يضمن لك حماية أكبر، فالمخ اختار أن تتعرض للإساءة حماية لك من تعرض حياتك للخطر، هكذا كان تقدير المخ وقتها والمخ هو الذي يتصرف بدون تفكير كما تسحب يدك فجأة من شيء ساخن أو شكة الدبوس.
وعلى كل حال تذكرك لتفاصيل ما حدث لن تفيد أو الذهاب بخيالك للتحقق مما حدث وحجم الإيذاء لن يجدي لأنك الآن بخير، والتشكيك في رغبتك في هذا الأمر هي عكس الفطرة وتفاصيل الواقعة. عندما تنتبك هذه الأفكار فكن واعيا بوجودها دون التمادي فيها ودون استكمال التخيل أو السرحان ووجه نفسك لعمل شيء أو انتبه لما في يديك.
وتذكر أن هذه الإساءة كانت حدثا محتملا ويتعرض لذلك الكثير من الصغار لكن لا يفصح عن ذلك سوى القليل جدا، وأحيانا الإساءات تجعلنا أكثر وعيا لحماية أطفالنا وتبقى في الذاكرة كي نتعلم منها وندرك أن الحياة ليست سالمة من بعض المشكلات.
واقرأ أيضًا:
ذكرى تحرش : بوابة عذاب
ذكرى التحرش حادث تافه في الطفولة
ذكرى اللعب الجنسي 7×5 انس الموضوع !
التعليق: كثيرين مروا بنفس تجربتك يبدو أنك تجاوزتها وما هي الآن إلا أفكار ربما مصدرها وسواس قهزي ليعكز صفو حياتك .. أنا لست طبيبا ولا تأخذ كلامي طابو ولكن أقول لك من خبرتي بالحياة وتجربتي استمر وتصالح مع ماضيك
فانظر هناك مشاهير ناجحين تعرضوا لمثل موقفك وانظر نجاحهم الآن مثل أوبرا الإعلامية
وإن لم تستطع التجاوز اعرض نفسك على طبيب