فألهمها فجورها وتقواها...!؟
نشأت في أسرة متوسطة المستوى مرتفعة الثقافة والتعليم ولكن تؤلمني مشكلة كبيرة بدأت منذ أن كنت في سن صغير قبل دخول المدرسة حين كان أحد أقربائي يقنعني بالجلوس على رجليه تكررت مرات لم أتذكرها جيدا من حيث العدد لكني اليوم بعد ان نضجت وفهمت معنى الجنس تذكرت ما كان يفعله في هذا الشخص من شعوره بالمتعة إلى غضبي وقتها...
سيدي أصبحت المشكلة كبيرة حين كبرت فقد شعرت أنني بدأت أفكر في هذه المشكلة كثيرا كما أصبحت أتألم منها لدرجة أنني أشعر بالأختناق في بعض الأوقات وأشعر أيضا بانني أمتلآ خوفا وحزنا و يراودني أحساسي بالخلاص في ان افعل فيه او ابنه ما فعله بي لكن اعود عن هذا التفكير...
فماذا أفعل انتم اول من حكيت لكم وبحت لكم بسر كان قد ستر على مدار ما يقرب من 15 عاماً...
ولكم الله...
والسلام...
13/5/2005
رد المستشار
أسير الماضي: لا تدفن نفسك معه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
أهلا بك يا "سيد" وبمشكلتك على موقعنا، وإن شاء الله ستجد معنا ما يريح بالك ويعينك على الخلاص من هذا الهمّ الذي يثقل قلبك... وشكراً لثقتك بنا التي جعلتك تبوح بهذا السر المكتوم في قلبك لما يقرب من 15 سنة، هذه ثقة نعتز بها جدا...
ما فهمته من رسالتك أن ما فعله قريبك هذا كان تحرشاً جنسياً بسيطاً جدا، إلا إذا كان هناك ما لم تقله لنا، على كل حال: الماضي مات وانتهى، ولن يعود أبداً، وقد خلّف لنا هذا الماضي قبل أن يرحل كنزاً ثميناً اسمه: التجارب والخبرات، وهذه التجارب إن أحسنّا الاستفادة منها نجحنا في صناعة مستقبلنا، وإن بقينا محبوسين في المشاعرالتي خلّفتها تجاربه من الآلام أو حتى الأفراح، فسنفشل فشلاً ذريعاً في بناء مستقبلنا... قد تتساءل الآن: الآلام... دي فهمناها... والأفراح؟؟
ألا ترى معي أننا حين نكتفي بفرح الانجاز الذي حققناه في الماضي فإننا سنتوقف ولن نحقق شيئا جديدا في المستقبل؟ الحقيقة أنني رأيت الكثير من هذه النماذج من الناس، ممّن لا يزالون يعيشون في الماضي بأحداثه وذكرياته وآلامه وآماله.. وكلّما تقدمت بهم السن كلّما وجدوا أنهم يمعنون في التمسك بهذا الماضي والركون إليه... مشكلتهم أنهم لا يدركون أنه مات وانتهى، وإذا بقوا هم أيضاً يتمسكون به فهذا يعني أنهم هم أيضاً ماتوا رغم أنهم أحياء..
إذا.. كيف نطبق هذاالكلام على حالتك؟
أنت الآن لديك خبرة في الماضي ولّدت لك الآن مشاعر سيئة فدوام التفكير في ما حدث واستشعار الألم والخوف والحزن، هذا التفكير المؤلم الذي يولّد لديك الرغبة في الانتقام من الجاني نفسه أو من أولاده... هل استوعبت الآن ما حدث؟
أنت تتألم الآن لشيء حدث منذ فترة طويلة ولم تكن واعيا له حين حدث، ولم تتألم له حين حدث... فلماذا تريد أن تعذّب نفسك وتهدر طاقاتك بهذا الشكل؟؟ "حاجة حصلت والحمد لله عدّت.. خلاص عدّيها انت كمان" وسأخبرك على طريقة في التفكير تعينك على أن "تعدّيها".. ما رأيك بأن "تلتمس لأخيك المؤمن سبعين عذراً، فإن لم تجد فقل: لعلّ أن يكون له عذر"
التمس للجاني العذر حين فعل ما فعل بأن كان جاهلا، أو واقعاً تحت تأثير أصدقاء سوء زيّنوا له هذاالتصرف، أو....، فهذا سيخفف من شعورك بالألم من هذا الجاني، وستشعر بالألم والحزن عليه لأنه هو ايضا ضحية تستحق الشفقة ومدّ يد المساعدة، وإن لم يكن ضحية من حوله فهو ضحية الشيطان بالتأكيد..
طريقة التماس العذر هذه ليست لتبرير الفعل الذي ارتكبه الجاني وبالتالي إسقاط المسؤولية عنه، لا أبداً... فهو يتحمّل مسؤوليته عن أعماله كاملة، وما هذه الطريقة إلا لتخفيف الألم المتولد في قلب المجني عليه وكما نقول "عشان قلبك ميتقلش عليه".. لأن ثقل القلب بالكراهية والنفور والحزن والألم لا يورث إلا حياة ملؤها النكد والشقاء والفشل...
ولكن كيف تستفيد من هذه الخبرة السيئة في الماضي؟ بأن تتعلم وتعلّم الأطفال من حولك سواء كانوا أطفالك أو إخوتك أو... كيف يحمون أنفسهم ويصدون مثل هذه التحرشات التي قد تحدث لهم، عليك أن تبحث عن الطرق الصحيحة لذلك وتتعلمها ثم تعلمها من حولك...
إذاً الحل بيدك يا سيد: إما أن تختار البقاء أسير مشاعر الماضي وأحداثه ولكن عليك أنتتحمّل النتيجة وهي ضياع المستقبل، وإمّاأن تختار دفن مشاعر الماضي وإبقاء تجاربه في "الخزنة" وعندها ستتمكن من الإفادة من هذاالماضي وبناء مستقبلك الذي ينتظرك والنجاح فيه..
ولا تنس التعوّذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم الذي سيوسوس لك لتبقى أسير مشاعر الألم المدمّرة، فهذا تماما ما يريده، ومهما نصحك بأن هذا هو الصواب وأنك إن تناسيت ما حدث فأنت انسان عديم الكرامة وأنك لن ترد كرامتك المهدورة ولن ترتاح إلا حين تنتقم وووو، ومن هذه النصائح، فاعلم أنه مخادع وكذّاب.. إذ كيف سيخلص لك عدوّك في النصيحة؟ وهو يهدف من وراء كل ما يفعله معك أن يجعلك تخسر الآخرة وليس الدنيا فقط؟!؟!
استعن بالله ولا تعجز، والله معك في حربك القادمة.. وطمئنّا عن نتائجها أولا بأول..
ويتبع >>>>>>>>>>: قريبي تحرش بي هل أنتقم؟ م. مستشار