أبي جعلني أكره الناس

رد المستشار

 السلام عليكم ورحمة الله؛
أهلا بك يا "كوثر"، معاناة الإنسان دائما جديرة بالاهتمام، وغالبا ما يكون شعورنا بالألم في بداية حياتنا أعلى من غيره فكما ذكرت يكبر الإنسان ليفاجأ بأن الحياة مليئة بالمشكلات والصعاب التي عليه أن يتعامل معها، ولكن بما أنه كبر إلى الحد الذي يدرك وجود المشكلات فهو لا بد لديه القدرة على التعامل معها، تذكري هذا وخففي من حزنك.

مشكلتك بسيطة وأليمة في ذات الوقت ولكن الحقيقة لا حل لها جذري ولا نهائي لها فوالدك هداه الله صاحب شخصية أنانية وهوائية حريص على صورته أمام الناس فيداعب ويلاطف أطفالهم ويقسو على أطفاله الأولى بمشاعره، فخففي عن نفسك بفهم دوافعه لهذا السلوك فتصرفه اللطيف مع الغرباء ليس حبا لهم بل حبا لنفسه وحرصا على صورته أمام الآخرين، أما لماذا هو أناني وقاسي فهذا أمر آخر لا تشغلي بالك به، تقبليه كما هو وتجنبي أن تكوني هدفا لسخريته أو غضبه.

لم تذكري ما الذي تفعلينه ليشير والدك بحاجتك لطبيب نفسي، ومع ذلك بنيتي الذهاب للطبيب النفسي ذكاء فهو كغيره من الأطباء والنفس مثلها كالجسد تمرض وتحتاج طبيب ولعلها أولى من الجسد بالاهتمام.

من بين كلماتك وصفك لحالتك قد تكوني تعانين من درجة من الاكتئاب وقد يكون فقط عسر المزاج، فاقرئي من على الموقع عن الاكتئاب وإن وجدت أنك كذلك فلا تترددي ولا تتأخري بالذهاب إلى الطبيب النفسي فالأمور في بداياتها أسهل في العلاج، ومهما فعلت لا تفكري بالموت فمن خلقك يرى أنك جديرة بالحياة وأنعم عليك بها فلماذا ترفضين نعمة الكريم.

كوثر لا تكثري التفكير في المنغصات من حولك بل اشغلي نفسك بالتفكير بأهدافك المستقبلية وما تريدين تحقيقه في الحياة فأنت قبل أن تنهي دراستك وتحققي لنفسك بالعمل شيء من الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي سيكون من الصعب التخلص من معاناتك.

ركزي على الإيجابيات التي لديك والتي منها مثلا أنك لا تعيشين مع والدك القاسي طوال الوقت، والعيش في بيت العائلة له سلبياته لكن إيجابياته أكثر، تذكري أنك ما زلت في بداية حياتك ولديك وقت طويل إن شاء الله لتسعدي وتيعشي الحياة على هواك ضمن حدود الله، وابحثي لنفسك عن أصدقاء من حولك فلا يجتمع الناس أبدا على الشر كما لا يجتمعون على الخير ففكري بإيجابية وكوني دائما قريبة من الله.

المستشار: د. حنان طقش