اتحدي يا أمة العرب، اجتمعوا رؤساء العرب، اصرخي أيتها الشعوب، أعلوا كلمة الحق وانبذوا الحرق وقفوا مجتمعين مع شقيقة لكن تغتصب أمام أعينكم، فللكرامة أولوية تعلو أولويات الحياة كافة.... تعلو المال والكرسي والمنصب والبدع التي ابتدعتموها، هذه صرخات أهالي غزة لكم منذ قامت إسرائيل بحربها المفترسة عليهم فما كان منكم إلا ما كان من العالم الغربي وقد يكون أقل وهذه الكلمات للأنظمة على وجه الخصوص فللشعوب مواقف الشرف الأكبر.
أيا أمة العرب وقد سمعتم الحكمة أو المثل الذي يقول أكلت يوم أكل الثور الأبيض كتمثيل على مجموعة فرط أولها وكان لا مبالي فوصل الجحيم آخرها، وهكذا أنتم فقد أضعتم من بين أيديكم الثور الأبيض أضعتم بوابة الشرق ونظرتم إلى مجازر الطاغية بوش بنظرات المراقب وغير ألم تألم أو المتألم العاجز وإن آلمت شعوبكم لكن الحكام لا حياة لمن تنادي، هوت العراق بهمبقاتكم ومعتقداتكم أن هذا الطاغية بوش يملك الرقاب العربية فإن تحركت يمين أو يسار فسيدي بأرواحكم، وبقي الأمر كذلك إلى أن أضيفت دولة عربية عملاقة إلى قائمة الدول المحتلة، فان كان مصير الغراء العراق كذلك، واليوم تحرق غزة هاشم وتذبح وتدك البيوت وتنسف المساجد وتسوى الأبراج بالأرض والأشلاء تملئ المشافي والشوارع وتحت الأنقاض، وعن الإعاقات سنتحدث دون حرج فقد تمكن الصهاينة من إضافة آلاف المعاقين حركيا للشعب الفلسطيني باعتقاد منهم أن القتل أو الجرح أو البتر سيودي بالعزيمة الفلسطينية والأكيد أنهم واهمين، لكن أنتم يا معشر الزعماء ما هو دوركم؟؟.
معشر الرؤساء معشر الزعماء العرب يا من ارتضيتم الخلية السرطانية بأجسادكم ورعيتم كبرها وتراقبون إعاثتها فسادا في أجسادكم ماذا تنتظرون؟ هل تشتاقون لمصير العراق؟ هل أعجبتكم مذبحة غزة؟ هل تريدون أن تشربوا من الكأس الذي شربته الدول المحتلة؟ بربكم ماذا تنتظرون وانتم تعلمون أن حلم اليهود بدولتهم الكبرى يطال كثير منكم؟ إذا كان هذا هو المراد فلا بد أن التخاذل والخنوع الذي وصلنا له أمة العرب والإسلام سيوصلنا جميعا وسنكون غدا والغد القريب بالعالم المحتل لا العالم الثالث وإن كان عار العالم الثالث يلاحقنا إذ بمقدراتنا صنعنا الأول والثاني فحكمنا أنفسنا لهم.
امة العرب امة القمم امة الشعارات والنداءات والشجب والاستنكار!!! نستحلفكم بالعلي القدير أي من الدول العربية اتخذت موقفا حاسما بشأن الهولوكوست المرتكبة بحق أهل غزة هؤلاء المصابون والمحاصرون والمعتصرون ألما وحصره وفجيعة وقطيعة، هؤلاء الأيتام من أمتهم، هؤلاء من باتت الدول تتراكض على أجسادهم لتحقيق مكسب سياسي وسبق صحفي وإعلامي، من على أنقاض ممتلكاتهم وأرواحهم وأعضائهم المبتورة ستعتلي ليفني أو باراك سدة حكم يحلمون بها.
أمة العرب كم من النساء صرخت واستغاثت وبكت وهرولت مفزوعة، ألم يقلن واه ه ه ه عرباه ه ه ه فبماذا أجبتم؟ تبرعتم بالمال فهل المال يعيد الأرواح؟ هل المال كله يعيد طرف بتر، وهل أموال الأرض كافة تعيد البسمة لطفل فقد أهله أو عينيه أو لأم افتقدت رفيق دربها وأبنائها؟؟؟
يا لفجيعة فلسطين من رؤية الحقيقة!!! ويا لعجب التاريخ عندما يسجل الرد العربي على الانتهاك الإسرائيلي، فأي تاريخ سجل هذا العام وأي مواقف وأي نداءات وأي بطولات، نعم ففي هذا العام نقطة شرف واحدة ملحمة وصمود أهل غزة لكن أين دور المتابعين بل المراقبين إن لم يكن أدنى سواء أكانت مواقف العالم الذي يدعي الحرية أو العالمين العربي والإسلامي.
أي إهانة أضيفت لتاريخنا أما كان الأولى أن يتحد القادة العرب على قلب رجل واحد فقد بكلمة وقبل فوات الأوان، لما انتظرتم للنهاية التي أرادتها إسرائيل ألا وهي الانتهاء من دك غزة مع الانتهاء من ولاية الطاغية المجرم بوش، لما تركتم غزة فريسة الفراغ السياسي والتنقلات الرئاسية في أمريكا، ونظمت لجثث الشهداء وأشلائهم وهي تستخدم كمادة دعائية لانتخابات إسرائيلية.
لكن وأيا كانت المواقف فالنصر حليف من يسطر الملحمة بدمه دون دعم أو إسناد من أي نظام إلا من نظام خالق ومالك كل نظام فالأكيد من يكون القدير حليفه لا بد وسينتصر، وستتعلم الشعوب العالمية سواء العربية أو الإسلامية أو غيرها أن الصمود والعزيمة يؤتيان أكلهما الطيب.
* خيريه رضوان يحيى: مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي، جنين- فلسطين
اقرأ أيضاً:
الصواريخ الفلسطينية... قوة الضعف وضعف القوة/ الدعم النفسي الهاتفي (تلي دعم)/ الحرب النفسية وغسيل الدماغ/ نشوف ولا ما نشوفش.../ انتهى الدرس "التركي ـ الأردوغاني"!!