عندما يتعرض الإنسان لما يعوقه، ويصده، ويحول بينه وبين تحقيق أهدافه، أو إشباع الدوافع النفسية، التي فطره الله عليها، فإنه يكون معرضاً للشعور بالإحباط النفسي Frustration، الناجم عن هذه الإعاقة والصد. وكثير من علماء النفس، يرون الإحباط سبباً هاماً من أسباب اضطراب النفس وقلقها وفقدانها لسكينتها واطمئنانها. اقرأ المزيد
إن النفس الخالية من الإيمان وأنواره، نفس مظلمة، يعشش فيها الخوف والقلق والاضطراب، ومن دون الإيمان بالله، والتوكل عليه، تغدو النفس البشرية، ألعوبة بيد الشيطان، يبث فيها الحزن والقلق، كي تستجيب لدعائه لها إلى الفحشاء، والمنكر. أما النفس المؤمنة المتوكلة، فإنها عصية على الشيطان، حصينة في وجه وساوسه، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)﴾ [النحل: 98 - 100]. اقرأ المزيد
3. نعمة الوجود في عصرنا هذا، وبعيداً عن هداية الله، بحث الفلاسفة والأدباء الوجوديون في أسباب القلق النفسي الإنساني، فوصلوا إلى أن القلق والمعاناة النفسية أمران ملازمان للوجود الإنساني، مجرد الوجود في هذه الحياة، إذ طالما أن الإنسان وُجِد، فلا بد له من مواجهة القلق والمعاناة. اقرأ المزيد
إن من أسباب القلق في حياة الإنسان عموماً الخوف من الإخفاق. هذا النوع من القلق النفسي يعرفه الطالب الذي يخشى الامتحان خوفاً من الرسوب فيه، ويعرفه كل من يقدم على مشروع أو تجارة أو أي عمل يحرص حرصاً شديداً على إنجازه بنجاح ويخاف الإخفاق فيه. وحتى لا يقع المؤمن في مثل هذا القلق، علّمنا رسولنا محمد ﷺ أن نأخذ بأسباب النجاح ما استطعنا، فنخطط لما نريد القيام به ونبذل الجهد ونثابر، ولا نعجز فنستسلم للأحلام دون أن نعد للأمر عدته، ودون أن نسعى في سبيل ما نريد السعي اللازم، فقد سمى النبي محمد ﷺ هذه الحالة من عدم السعي، ومن الاكتفاء بالتمني "عجزاً"، ويقابلها: "الكَيْس"، حيث السعي والأخذ بالأسباب بفطنة المؤمن، واجتهاده، وإتقانه. اقرأ المزيد
وذات مرة قصد شابان من آل محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان منه أن يوظفهما على الصدقات، كي يستعينا بما يناله العاملون على الصدقات منها، وذلك ليتزوجا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخُ الناس) (رواه مسلم). وفي رواية ثانية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: (إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحلُ لمحمد ولا لآل محمد). اقرأ المزيد
وتزكّيهم : الصدقات-وعلى رأسها الزكاة- تطهر نفوس المؤمنين، وهي في الوقت نفسه فيها النماء، والزيادة، والبركة، وهذه مكاسب اقتصادية تعمّ المجتمع المسلم أغنياءه وفقراءه. ولدور الزكاة وباقي الصدقات في النمو الاقتصادي في المجتمع جوانب اقتصادية بحتة، والجوانب الاقتصادية البحتة أترك بحثها لأصحاب الاختصاص في الاقتصاد، وان كنت أُشير هنا إشارة عابرة إلى أن الصدقات والزكاة بالذات تزيد من القوة الشرائية في المجتمع، إذ الزكاة توزّع حيث المال (إلا في أحوال خاصة) وعندما توزع على فقراء المجتمع، الذي أنفقها أغنياؤه، فإن الازدهار والرواج في أسواق الم اقرأ المزيد
الفصل الأول: تطهّرهم وتزكّيهم بها قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)) "المؤمنون: 1-4". لقد بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإيقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً. لكن للصلاة والزكاة أهمية بالغة، إذ لا يكاد الإيمان يذكر في القرآن إلا وتذكر معه الصلاة والزكاة، وقد قاتل الصديق –رضي الله عنه– أقواماً من المسلمين منعوا الزكاة. اقرأ المزيد
القلق عند الإنسان ثلاثة أنواع: الظرفي، والوجودي، والمرضي. 1. القلق الظرفي وهو القلق الذي يخطر ببالنا كلما تحدثنا عن القلق النفسي، فما منا من أحد إلا ومر بظروف أصابه فيها القلق على شيء معين مهم. كالذي يشعر بالقلق عند الامتحان، لأنه لا يضمن النجاح، ويخشى الرسوب والإخفاق، فينتابه شعور متردد، بين الخوف وتوقع الرسوب، والطمأنينة والثقة وتوقع النجاح. وهكذا هو، لحظة يتشجع ويتفاءل، وأخرى يركبه الهم ويتوقع الرسوب. اقرأ المزيد
إنّ للحج من الآثار النفسية الرائعة في نفس المؤمن ما يبرر ما ينفقه فيه من مال كثير، وما يبذله في أدائه من جهد كبير. ولعل في المشقة والنفقة الكبيرة التي يتطلبها الحج حكمة، إذ إن عدم تيسّر الحج لكل من شاء متى شاء، بالإضافة إلى كونه الركن الخامس من أركان الإسلام، كل ذلك يجعل أداء الحج إنجازاً هاماً في حياة المؤمن. اقرأ المزيد
خلق الله الإنسان وجعله سميعاً بصيراً وبث فيه الشوق لمعرفة كل شي، فترى الإنسان يبحث عن تصور لكل حادث، أو مكان، أو إنسان، أو أمر سمع عنه، فإن لم يتيسر له التصور الصحيح ربما أبدع خياله التصورات، حتى لو كانت سخيفة وغير منطقية، لكن يظن أنها تسد جوعة عقله، فعندما جهل الناس كيف تحدث الزلازل قالوا: إن الأرض محمولة على قرن ثور عظيم، فإذا تعب من حملها نقلها إلى قرنه الثاني فتهتز وهو ينقلها. اقرأ المزيد