اضطراب الإنية
أنا أبلغ من العمر 18 سنة. إني أعاني من أنني لم أعد أشعر بالواقع منذ عام تقريبا بعدما عزمت وانقطعت عن شرب المنبهات، كذلك بعد معاناتي وقلقي الشديد على أختي التي عانت من الذهان تـأثرت كثيرا بحالتها فصرت أتجنب آنذاك العودة إلى المنزل باكرا حتى لا أنهار أكثر وقد كنت في ذلك الوقت بصدد إجراء امتحاناتي...
حقا معاناة وتعب لا يمكنني وصفه لكم، وبعد أن شفيت أختي والحمد لله بادرني ذلك الشعور بأنني فقدت الشعور بالواقع إلى حد الآن أشعر أحيانا أنني جننت.
هل يجدر بي الذهاب إلى طبيب نفسي؟؟؟
ساعدوني أرجوكم
27/2/2015
رد المستشار
أرحب بك "كريمة" على موقعنا وشكرا لثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتك لنا، ما تعانين منه يطلق عليه اختلال الإنیة وهو مصطلح في الطب النفسي يعني: "حدوث تغیر مزعج أو على الأقل غیر سار في إدراك الشخص الواعي لكیانه النفسي" ويعبر عنه البعض بتبدّد الشخصية، ويزيده سوًءا أن يحاول ذلك الشخص استبطان مشاعره فيشعر بأنه معزول بشكل أو بآخر عن مصاحبة ذاته فكأن مشاعره فارغة أو بعیدة أو غیر موجودة أو مختلفة عن مشاعره المعتادة، أو كأنه مجرد مراقب لذاته من بعید، وھو لا يعزو ذلك لغیر أنه مرض أصابه ويطلب العلاج منه وإن كان في أغلب الأحيان يعجز عن إيجاد الكلمات التي تعبر عن مشاعره المرضية.
واختلال الإنیة هذا كثيرا ما يصاحبه تغیر مزعج أو على الأقل غیر سار في إدراك الشخص الواعي للواقع الخارجي الذي يعيشه، فيشعر أن خبرته للواقع تغيرت فالصبح مثلا لیس صبحا كالذي كان يعرفه ولا صوت الأذان كما كان والسبب في هذا الاضطراب غير معروف على وجه التحديد ولكن هناك احتمالات مختلفة منها التغيرات الفسيولوجية وما يمكن أن تحدثه من تغيير لمستويات الإدراك ومنها التغيرات في الناقلات العصبية وما يمكن أن تحدثه من تغيير في المشاعر.
والعلاج في هذه الحالة يبدأ بإعطاء دواء مناسب للاضطراب النفسي الموجود سواء كان قلقاً أو اكتئاباً وفى نفس الوقت يكون هناك علاج نفسي موازياً يتيح للمريضة التحدث بلا خوف عن الحادث الذي سبب هذا الاضطراب بكل تفاصيله وأن يستعيد المشاعر التي صاحبت هذا الحادث, وهذا يحدث عملية تفريغ لشحنات مخزونة من القلق والخوف والاكتئاب تشعر بعدها المريضة أنها أصبحت أكثر قرباً من ذاتها الحقيقية, خاصة مع استعادة التوازن الكيميائي المتحقق عن طريق العلاج الدوائي.
والمهم بعد ذلك أن يعمل المريض على تقوية ذاته الحقيقية, ففي رأي إحدى علماء النفس وهي «كارين هورنى Karen Honey» أن للإنسان ثلاث ذوات: الذات الاجتماعية والذات المثالية والذات الحقيقية، وكلما كان الإنسان قريباً من ذاته الحقيقية بلا رتوش أو خداع, وكلما كانت هذه الذات الحقيقية قوية كلما اقترب الإنسان من الصحة النفسية.
نرحب بك صديقة متابعة لموقعنا وتابعينا بأخبارك دوما.
اقرئي معنا على موقعنا:
الصدمة النفسية واضطراب الإنية
الصدمة النفسية واضطراب الإنية مشاركة
ختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري
من اختلال الإنية إلى رهاب الساحة
وسواس، اكتئاب، اختلال إنية: كله في النطاق