العائدون من الخليج..!؟
السلام عليكم، أنا فتاة عشت 9 سنين من عمري في السعودية وحاليا أنا في سن الـ 17.
اعتدت هناك على نمط حياة معين هادئ يخلو من الصخب والبهرجة. فنشأت والحمد لله نشأة دينية سليمة.
ولكن حينما عدت إلى مصر وجدت أن حالي فيها منقلب رأسا على عقب.
وجدت أنني أريد المحادثة مع الفتيان زملائي في الفصل من باب الفضول والتعرف على كيفية التعامل معهم،
وليس لمصادقة أحدهم
و العياذ بالله.
ولكن لهفتي لذلك الأمر صورت لأمي أنني على وشك الانحراف فهي تراني مثلا أعلى في التدين والأخلاق الفاضلة.
ملحوظة هامة: كلما أخالطهم أكثر تزداد ثقتي بنفسي وقدرتي على التصرف دون تكلف أو مبالغة.
هل ما أريده هو مطلب ضروري للتعرف على الجنس الآخر؟
ولكم جزيل الشكر
13/10/2004
رد المستشار
من باب الموافقات القدرية منذ بضعة أيام قابلت شابا في بداية العشرينات من عمره، وهو متزوج منذ سنوات، وتحادثنا عن خلفية نشأته في السعودية، وما يراه من ميزات في هذه النشأة ثم ما يقابله الآن من مشكلات مع زوجته، وما بين ذلك وذاك من تساؤلات ومواقف لاحت أمامه حين عاد لاستكمال دراسته في بلده مصر بعد إنهاء الثانوية في السعودية.
"العائدون من الخليج" ملف آخر كان من أحلامي أن أدرسه يوما، وأنت تشيرين إلى بند من بنوده الجديرة بالاستطلاع والتدقيق
أمك كانت مستريحة هناك فلا يوجد مجال عام معلن مفتوح يتقابل فيه الرجال مع النساء، وأمك مثل كل أم تخاف عليك مما تراه هذه الأيام من انحرافات، وتسمع عنه من مصائب وفضائح، ومن الحكمة أن تتفهمي هواجسها هذه، وتتعاملي معها، ونفس الدعوة موجهة لكل فتاة في مثل عمرك.
تماسكي أمام "هذا العالم الجديد" الذي تعيشين فيه وتتعاملين معه، واصطحبي والدتك إلى هذا العالم بأسلوب أو بآخر فمن ناحية تطمئن عليك، ومن ناحية تعرف عنه هي الأخرى لأن الناس أعداءَ ما جهلوا.
فضولك مفهوم، واندفاعك يتناسب مع سنك، وثقتك بنفسك عندما تنجحين في التعامل مع الآخرين ذكورا وإناثا مفهومة أيضا، ولا غضاضة في كل هذا،
ولكن السؤال هو كيف يمكن ممارسته بإيقاع منضبط حتى يتحقق لك الانتقال الهادئ من مجتمع لمجتمع، وأكرر لك أن صحبة والدتك هامة، وأن إقناعك لها بأن تصحبك لن يكون سهلا لأسباب متعددة، ولكنك ستنجحين في الحصول عليها معك وخاصة لو استثمرت ذكاءك ودبلوماسيتك.
ومن ناحية أخرى فإن حسن اختيار الدوائر التي تحتكين بها وفيها مع الأولاد، وحسن اختيار الاهتمامات والهوايات والأنشطة التي تمارسينها وتجمعك مع الأفراد من الجنس الآخر، كل هذا من شأنه إنجاح مهمتك التي تسألين عنها والتي أرجو ألا تشغلك عن دراستك لأن نجاحك الدراسي سيكون دائما مؤشرا للنجاح العام، ومعيارا مما يحكم به أهلك على حسن سيرك وسلوكك أو العكس، وتابعينا بأخبارك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة كوم، وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي وحبيبي الدكتور أحمد عبد الله ، غير الإشارة إلى الشكل الصحيح للعلاقة بين الأولاد والبنات في المجتمع المسلم، فالمفروض هو أن يكونَ هناك تعامل بين الأولاد والبنات أطفالا ومراهقين ومراهقات بشرط أن يكونَ ذلك التعامل جماعيا (أي في وسط مجموعة) ومجتمعيا (أي يهتم بشؤون مجتمع المسلمين)، وإنما يكونُ التوجس من انفراد شاب بفتاة بحيث يكونُ مجالٌ لتدخل الشيطان وهما في خلوة ببعضهما، أي أن تعامل الفتى والفتاة في المجال العام هو الأصل الذي لم يغيره الإسلام وإنما غيرته التقاليد المتحجرة، والتي لا تجد غير سندٍ واهٍ من التفسيرات والشروح على بعض النصوص التي لا علاقة لها لا بالقرآن ولا بالسنة!،
وأضيف بالفعل أنت مثلٌ أعلى في التدين والأخلاق وليس معنى أنك ترغبين في التحدث مع الأولاد، ليس معناه وجود أي ميل لديك للانحراف لا قدر الله، وإنما أن توجهك الفطري تجاه الجنس الآخر موجود، وأما الذي يجبُ عليك فهو أن يكونَ تعاملك مع الأولاد في إطار من الضوابط التي تضبط البنت المسلمة وهي تتحرك في المجتمع، وأما عبارتك التي تقولين فيها: (كلما أخالطهم أكثر تزداد ثقتي بنفسي وقدرتي على التصرف دون تكلف أو مبالغة) فمعناها أنك وفقك الله تفهمين نفسك وتعالجين نقاط الخوف فيها، وربما علمك تعاملك مع الأولاد أن تكوني أكثر جرأةً وقدرة على التعبير عن نفسك،
وبالتالي تكون الإجابة نعم على سؤالك: (هل ما أريده هو مطلب ضروري للتعرف على الجنس الآخر؟)، وأخيرا أسعدني أن أقرأ استشارة مسلمة واعية مثلك، بارك الله فيك، كما شرفني أن أفصل بعض ما قاله الدكتور أحمد عبد الله مجملا، كما أحيلك إلى قراءة مقاله المنشور على الموقع تحت عنوان: سيكولوجية الفتاة العربية
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا دائما.
ويتبع:>>>>>>>: العائدون من الخليج: عودٌ على بدء مشاركة