مجرد فراغ عاطفي ؟ أم تعلق مثلي ؟ م1
هل هو مجرد فراغ عاطفي ؟ أم تعلق مثلي ؟ م2
السلام عليكم، دكتورنا الفاضل استفدت من كلامك كثيرا وذهبت لطبيب نفسي لعلاج المشكلة وبالفعل وصف لي إستيكان ٢٠ مع علاج سلوكي، لكن أريد أن أستفسر منك لماذا استبعدت وجود وسواس في هذا الأمر ؟
ثانيا قلت إني لابد أن أتخلص من فكرة أريد من يدعمني عاطفيا، ولكن لا أظن أن الأمر دعم عاطفي لأن التعلق يكون بأشخاص بالكاد بلغوا فكيف أحتاج لدعم من طفل.
ثالثا تطوير الذات الذي كلمتني عنه، أنا في حياتي أهداف ولله الحمد ومتفوق في عملي... نعم ليس لدي هوايات حركية لكن أحب القراءة.
المشكلة الكبرى أن بعد قطع التعلق مع شخص والمرور بأعراض انسحاب تستمتر هذه الأعراض طويلا حتى أستبدل هذا الشخص بشخص آخر فتنتهي.
أريد من حضرتك إيضاحا أكثر لخطوات العلاج أسير عليها
ولو هناك علاج دوائي فلا مانع من وصفه
10/1/2020
رد المستشار
أهلا بك الصديق "محمد" بالنسبة للأدوية لا توصف عبر الأنترنت، وهذا أمر موضّح في شروط الرد على الاستشارات، فضلا على أنّني لستُ مخوّلا لوصف أدوية حتى على أرض الواقع.
أما عن تساؤلاتك عن التعلق والنضج ولماذا تلك المعايير..... وجود أهداف لك في الحياة لا يعني أنّك تتخلّص من كل تاريخك الطفوليّ وارتباطاتك وتصوراتك الجنسية التي عشتَها وانغرَست عميقا فيك في فترة من فترات طفولتك أو مراهقتك.
وها أنت تقول أن التعلّق مرتبط بالأمرد الوسيم، أليست هذه معايير ذات بُعد جنسيّ ؟ فليست القضيّة متعلقة بوجود أهداف أو كثرة قراءة الكتب أو الرياضة، هذه أذواقك الجنسية التي تكوّنت في وقت مضى...
أما أعراض الإدمان والانسحاب، فهو نابع قطعا من تكوّن أفكار وخيالات تتمحور حولها، تزيدها قوّة، وتزيدك ضعفا تحت وطأتها، لكن ما تُخبر عنه من تناقص التعلّق والألم النفسي تدريجيا عندما تتجاهل الفكرة والميول. هذا شيء مبشّر وقد يكون متعلّقا فعلا بالوسواس وأنّ ما كُنتَ تفعله من "طاعة" الفكرة والسعي للتواصل والتفكير المستمر والتقرب وتغيير تصرفاتك وربما نظام حياتك من أجل ذلك "الشخص"... هو تنازل منك وبسرعة أمام القلق النفسي الذي تخلقه الفكرة الوسواسية.
الوسواس لا يُفسّر قطعا لماذا تتعلق بشباب في سن وشكل معيّن، لكنّه قد يفسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها، تعلّق وسعي وراءه، صدّ منه لك، ألم نفسي، بحث عن آخر تتعلّق به، تنسى الأول لتتشبّث بالثاني.... وهكذا دواليك، وكأنّها دورة نموذجية لسعي وسواسي.
قد لا تعرف أبدا لماذا ينتهي التعلّق، لكن الأمر اليقيني أن التجاهل والصبر عن أي تصرّف يُدخلك ذلك الوهم (كما وصفتَه) هو الطريق الصحيح للتشافي، ومحاولة تغيير ميولاتك وتغيير نظرتك للتعلّق ومن يُمكن أن يكون "وعاء" له من النساء والشخصيات والأشكال.
زواجُك قد يكون حلا لمشكلة "دوريّة التعلّق" هاته، ويصحّح مسارا يبدو أنّه سيصحّح ذاته كلّما تقدّم بك النضج. لكنها ليست دعوة للتسريع بالزواج والارتماء بين أحضان أول فتاة جذابة تلوح في الأفق. تابع علاجك بشكل تحترم فيه جرعات الدواء وأوقات تناولها، أخبر طبيبك باي تطورات أو أعراض جانبية، إن استطعت أن تقوم بجلسات علاج سيكون ذلك مفيدا جدا.
وأنصحك أن تُكثر من الخطوات العملية (كالتجاهل) ولا تفكّر كثيرا حتى لا تقع في فخّ "السعي للتأكد" من أفكارك وشعورك فتقوم بتجارب أخرى لتعود لنقطة الصفر....
تحيتي إليك، وأتمنى لك الراحة والهناء