قلق وخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 30 متزوج ولدي أطفال حياتي عادية لا تخلو من بعض المشاكل البسيطة والاقتصادية، مشكلتي أني أخاف من طرق الباب على منزلي أو عندما يرن الهاتف الخاص بي أخاف أن هناك أحدا يريد أن يعاقبني أو أن هناك مشكلة يرتعش قلبي وأشعر بخوف شديد حتى إن وجدت بعض أصدقائي أو أقاربي من بعيد أحسبهم يتهامسون علي.
وأخاف كثيرا وأشعر أن أغلب أصدقائي وأقاربي يحيكون لي أشياء لكي يضروني ويوقعوا بي وأشعر أنهم فعلول أشياء كثيرة من دون معرفتي، عندي وسواس قهري بلمس الأشياء مرتين وأستعمل له دواء دون تحسن، ما هي مشكلة خوفي ؟؟
أرجو الرد
وشكرا لكم ......
10/1/2020
10/1/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "عدنان" حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في موقعك فأهلا وسهلا بك، وأعتذر لك عن التأخر في الرد لكثرة المشاغل والارتباطات.
أخي الكريم: طرحك أعجبني كثيرًا، فأفكارك واضحة، وسَلِسَة، ومرتّبة، وإن شاء الله تعالى الأمر في غاية البساطة، فهذا الذي تعاني منه نسميه قلق استباقي، قلق افتراضي، أدَّى إلى شيء من الوسوسة والمخاوف، نسميه أيضا بقلق المخاوف الوسواسي، لديك مخاوف، ولديك شيء من الوسوسة، والقلق هو جامع بين الاثنين – بين المخاوف والوساوس – وهذه الحالات كثيرة ومنتشرة، وحالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدًّا، ربما تكون تعرضت لنوع من المخاوف، أحد أخافك من شيء معين، أو سمعت قصة، أو شاهدت منظرًا معينًا فيه شيء من الرهبة، هذا النوع من المخاوف دائمًا يكون مكتسبًا، وقد يكون متعلقا بشخصيتك، وبعد ذلك المخاوف قد تتشعب وقد تتوسع وتختلف محتوياتها، ولكنها في نهاية الأمر كلها مخاوف.
وهذا النوع من الخوف الوسواسي يتخلص منه الإنسان من خلال التدعيم السلوكي، والتدعيم السلوكي – أخي – يقوم على تحقير الخوف، تحقير الوسواس، عدم مناقشته، تجاهله تمامًا، الانصراف عنه بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وأن تعيش حياة صحيّة جميلة، أن تتريض، أن يكون الغذاء متوازنًا، أن تتجنب السهر، أن تنام النوم الليلي المبكر، أن تكون لك علاقات اجتماعية ممتازة وراشدة، والحمدُ لله تعالى لديك الأسرة، هذا أيضًا يؤدي إلى الاستقرار النفسي، الحرص على الصلوات في وقتها، الدعاء، رفقة الصالحين، هذا كله يُضيف لك إضافاتٍ إيجابية جدًّا في حياتك، فاحرص عليه.
إذًا الصورة واضحة، والرؤية واضحة، والفكر الاستباقي يُحقَّر، ولا خوف من المستقبل -إن شاء الله تعالى- أبدًا، المستقبل طيبٌ، والحاضر طيبٌ، ومن ناحيتي أرى أن حالتك جيدة وبسيطة، ومآلاتها تتجه في اتجاه ما تأمل وترجو - إن شاء الله تعالى- كما أن التطور والارتقاء النفسي يأتي أيضًا مع التقدم في العمر.
أخي الكريم :عبِّر عن ذاتك، هذا ما نسميه بالتفريغ النفسي، ومن المهم جدًّا لو تمكَّنت من الذهاب إلى طبيبك النفسي فهذا أمرٌ جيد، راجع معه دواءك، وناقش معه أسباب عدم تحسنك على العلاج، وإن لم تتمكن فيمكنك تناول دواء بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (لوسترال)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين)، هذا دواء بسيط يُستعمل في القلق والمخاوف والوساوس، وأنت محتاج له بجرعة متوسطة، وهي مائة مليجرامًا لمدة ستة أشهر، جَرِّبه، وإن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خيرًا كثيرًا، وهو غير إدماني وغير مؤثِّر سلبيًا على أعضاء الجسم.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.