هل أنا شخصية شكاكة ؟
استكمالا للاستشارة السابقة (هل أنا شخصية شكاكة).. بدأت تتضح بعض من تلك الشكوك.. فلقد اكتشفت كذبات بسيطة وصغيرة جدا ومتكررة بشكل متوسط لدى خطيبي.. وعندما واجهته بإحداها برر فعلته وأنه لا يقصد الكذب واستنكر حدوث هذا وقال أنه يكره الكذب.. ولكن حتى بعدها اكتشفت كذبات بسيطة ليجمل شكله أمامي أو أمام الناس.. أنا أكره الكذب بجميع مستوياته ولا أشعر بالأمان مع شخص يعتمد الكذب في حياته بأي شكل..
وأشعر أن الكذب طبع في خطيبي.. لأني أعتقد أن من يكذب بتلك السهولة هو شخص معتاد على هذا.. وما يخيفني حقا أن يكون وراء تلك الكذبات الصغيرة كذب أكبر ومؤثر.. لم أكتشف هذا بعد ولكن لا أستبعده بعد ان اهتزت ثقتي فيه... أخشى أن أقطع العلاقة معه وأكتشف بعدها أن تلك الكذبات الصغيرة كانت جل عيوبه.. وأنه لا يتعداها لأكبر منها.. ولكن الخوف والشك في مشاكل أكبر هو ما يسيطر علي الآن..
أرجو النصيحة
ولكم الشكر
20/1/2020
رد المستشار
أهلا بك وسهلا مجددا آنسة "فرحانة".
وددت وقد أرسلتِ رسالة ثانية أن تُخبرينا ما نوع هذه "الكذبات البسيطة والصغيرة جدا"، حتى تضعينا في الصورة معك، خصوصا أنّه لا يتعبرها كذبا أصلا. وقولك (وعندما واجهته بإحداها برر فعلته وأنه لا يقصد الكذب واستنكر حدوث هذا وقال أنه يكره الكذب..) هو ما أخبرتُك به في ردّي الأول، بأنه غالبا سيملك تصوّرا مختلفا عن الكذب وأن ما يفعله في الحقيقة قد يكون كذبا عندك من حيث أنّه يعارض "صرامتك" في وصف الواقع والتعامل معه، وأنا أفترض أنّك من النوع الذي يحرص على اختيار الكلمات ولا يحب أن يزيد ولا تفصيل صغير ويحب أن يعكس كلامه ووصفه الواقع بشكل دقيق وصادق، وإلا صار ذلك كذبا لا يُغتفر. بمعنى أنّ لديك معيارا نقيّا للصدق من خالفه قيد أنملة تشعرين معه بعدم الأمان لأن يحرّف الكلام.
أما عن الأمور التي يقولها عن نفسه ليُحسّن صورته أمام الناس وأمامك، هذا شيء نسبيّ، وجدا ! أي أنّك ترينَ صورَتَه بشكل معيّن وتفترضين أنّه يراها كما ترينَها أنت، لكنّه يزيد عليها شيئا من "المحسّنات". ألم تسألي نفسك عن إمكانية أنه يرى نفسه حقا كما يصِف ؟ تلك التفاصيل الصغيرة أو المبالغات أو الإحساس الذي يشعر به فيذكره فيبدو كأنه كذبات بسيطة وصغيرة لتحسين صورته ؟ !
بالنسبة لقولك (... أخشى أن أقطع العلاقة معه وأكتشف بعدها أن تلك الكذبات الصغيرة كانت جل عيوبه) لا يُمكن لأحد أن يعرف بشكل يقيني، وهذه الأمور لا تُعرف إلا باقتحام التجربة، لكنّ تجربتك لن تكون موضوعية، ولا يُمكن أن تكون هذا واضح، لكن الذاتية هنا لا تلعب دورا إيجابيا لتقييم مدى صدق خطيبك، بل ستكون السبب في تقييم سلبي منذ البداية بسبب النظرة المسبقة.
نصيحتي؟ ما أنا متأكد منه هو أن مفهوم الصدق والكذب عندك مختلف عمّا عند خطيبك، وأنّ هذا المفهوم مهم ومركزي عندك لدرجة أنه قد يبني علاقة جيّدة أو يُدمّرها بسبب الاختلافات الطفيفة. وبعد الارتباط ستُضاف مفاهيم أخرى تضعكُما في المِحكّ مثل مفهوم الجنس عند كليكُما، والاهتمام، وحسّ المسؤولية، والاحترام والرومانسية... إلخ
فأمامك حلاّن لا ثالث لهما، إما أن تتأقلمي ليصير مفهوم الصدق والكذب عندك أقل صرامة ويتّسع ويشمل مناطقَ لا تدخل في الصدق، وتُخرجي مظاهر من الكذب ليست منه على وجه الحقيقة.. أو أنّك تختارين من يناسبك في "مفهوم الصدق والشفافية". سوى هذا ستقومين بالتربّص بخطيبك هذا إن كان زوجك وستجدين له ولا بدّ كذبات أخرى ستصير وقودا للخلاف بينكما، هذا إن لم يتعدّى هذا الشك إلى أمور كتعامله مع النساء أو الخيانة وستعيشين كئيبة متعبة.
لذا لا يُمكنني أن أعطيك نصيحة مباشرة بتركه أو الزواج به، لكنّي إن كنتُ ناصحا سأنصحُك بعدم الزواج به لأنه لن يشفَع له صدقه العام مع كذبات تُحصينها له لتكون مصدر خوفك وقلقك، مما يؤثر على طريقة تعاملك معه ورقّتك معه كزوجة لتتفاقم الأمور.
أما عن الحيرة التي تشعرين بها وتساؤلاتك : هل تفريطي فيه قد يكون خسارة لاقتصار عيوبه على هذه الكذبات الصغيرة. وهل قبولي بأحد يبدو عليه الصدق والصلاح لكنه لا يفهم في الزواج شيئا وعيوبه أخطر من ذلك... هذه حيرة طبيعية ومشروعة لكن الواقع وحده من سيُعطيك عنها الإجابات.
تمنياتي لك بحياة سعيدة مع ما ستختارينه كيفما كان.
ويتبع >>>>>>: هل أنا شخصية شكاكة ؟ م1