خطيبي وتقلب مشاعري ماذا أفعل ؟
لا أشعر بالرضا أبدا
حياتي ظاهريًا سعيدة ولكنني من الداخل منطفئة. حلمتُ وكنت أظن أنني سأكون في غاية السعادة إن تحققت أحلامي، بالفعل تحققت.. حتى الأحلام البسيطة تحققت، ولم أشعر بأي سعادة أو رضا. تزوجت بخطيبي كما نصحتني، اكتشفت أنه زوج عظيم، ونعم الزوج هو والحمد لله، ما ألطفه.
حياتي المهنية، والعلمية، مواهبي تطورت وأبهرت كل من حولي، زفافي وبيتي، كل شيء حدث كما تمنيت وكما تتمنى كل البنات. ولكنني لست راضية، ولست سعيدة.
حسنًا نجحت، وماذا بعد؟ حسنًا تزوجت وماذا بعد؟ سأجتهد في مشروعي.. ثم ماذا؟ لديّ طموح ولكنني أفتقد الأمل وأفتقد المعنى.
لا أريد أن أنجب، لأنني سأكون أم تعسية لطفل مسكين. سأكون حزينة إن اكتشفت أنني حامل، أدعو الله ألا أحمل الآن.. اللهم استجب، وكيف يحملني الله ما لا طاقةَ لي به!
كنت في السابق أسخر ممن يفكرون في الانتحار، وأقول في نفسي يا لهم من سُذّج! كيف يكون هذا مخرجهم!.. لكنني الآن أتفهمهم من أعماق روحي، كان معهم حق، كان هذا المخرج الوحيد. الابتسامة ثقيلة على قلبي، الحياة أصبحت ثقيلة.. أصبحت تمثيل، لقد أرهقني التمثيل.
كم أريد أن أُنهي حياتي، الأفكار والخطط الانتحارية تزورني كل دقيقة من يومي، لولا أني أخاف الله، ولا أريد أن أدخل الجحيم مرتين.
أشعر أن هناك شيئًا ما ناقص، هناك شيئًا ما خطأ، أبحث عن شيء ولا أعرف ما هو.
كيف تكون السعادة سهلة لكل من حولي وصعبة معي بهذا الشكل؟!
كنت من قبل مرحة وسعيدة كالفراشة، لكن في الأعوام الأخيرة بدأت بالانطفاء بالتدريج، وازداد الأمر في الشهور الأخيرة، والآن كل ما بداخلي هو ظلام دامس.
وكأن نقطة سوداء ظلت تكبر بداخلي حتي ملأت جسدي.
أشعر أنني في لعبة وأريد أن أخرج منها، لا أريد أن ألعب بعد الآن، لماذا لا يوجد زر خروج؟
العالم أصبح رماديّ، لوني أصبح رماديّ بعدما كان أخضر..
كم أنا تعِسة!
26/1/2020
رد المستشار
صديقتي
أوافقك تماما على عدم الإنجاب في الوقت الحالي... ولكن يجب عليك منع الحمل ولا تحمليها بالكامل على الله... خذي بالأسباب بالكامل. نعم أنت تفتقدين الأمل والمعنى لأنك اكتشفت أن الحصول على الأهداف لا تدوم أو تستمر سعادته أو متعته لمدة طويلة.. هذا بسبب الفكرة الشائعة والمتعبة والمريضة أن المتعة سوف تأتي من الوصول إلى الهدف... يجب أن نستمتع في كل لحظة على طريق الحصول على الأهداف... في كل خطوة نتخذها نحو الهدف وحتى في أوقات الانتظار... يجب أن يستخدم الانتظار في التخطيط للمزيد من الخطوات نحو الهدف أثناء الاعتناء بكل جوانب الحياة الأخرى والتي يجب أن تتناول بنفس التوجه وهو الاندماج والاستمتاع وزيادة المهارات في كل ما نفعل وفي كل خطوة على الطريق.
وماذا بعد؟؟ المزيد من الاستمتاع... اجعلي من نفسك خبيرة فيما تفعلين وحافظي على الرغبة في الأداء المحترف المنطقي الذكي... الإنسان يسعد أثناء تنمية مهارته في شيء ممتع... من الرياضة إلى الدراسة إلى الجنس إلى الدين إلى الزواج إلى الإنجاب والتربية... الإنسان يسعد عندما يمارس الفكر الإبداعي الخلاق المنفتح على الاحتمالات والمعاني الإيجابية.
المنتحرون والذين يفكرون في الانتحار وصلوا إلى حد الغرور الغبي في افتراض أن رؤيتهم للظروف ولاحتمالات الخروج من الأزمات أو استحالتها هي الرؤية الشاملة الجامعة الحقيقية الوحيدة... هم لا يفهمون أن شعورهم اليائس هو بسبب هذه الرؤية الضيقة وافتراض صحتها... المعاني التي نحتفظ بها أو نؤمن بها هي التي تنتج عنها الأحاسيس والمشاعر، فما هو جيد لأحدهم قد يكون الجحيم بعينه لشخص آخر... أي شيء مادي أو فكرة معنوية، يمكن النظر إليها من وجهات نظر لانهائية... عدم الرضا وفقدان الأمل والمعنى سوف يتلاشون عندما يكون توجهك أن الرحلة أهم من الوصول إلى الهدف وأن السعادة الآن وعلى الطريق وأنها سوف تزيد عند الوصول إلى الهدف ثم تعود إلى مستوى مرضي ومبهج بالنجاح في تخطي العقبات بحرفية عالية والاستمتاع بتنمية الحرفية.
الانتحار هو إنهاء حتمي كامل لكل شيء بسبب مشكلة مؤقتة... كل المشاكل مؤقتة... أليست الحياة بكاملها مؤقتة؟ ولكن أن نكتئب بسبب أنها مؤقتة هو نفس الغباء المستحيل الذي يجعل من يشاهد فيلما دراميا ملهما ومعلما (أحيانا كوميدي وأحيانا تراجيدي) في حالة تعاسة وملل وإحباط بسبب أن الفيلم سوف ينتهي بعد ساعتين أو ثلاثة.
السعادة تأتي من الداخل وليس من أي شيء خارجي... كذلك التقدير الذاتي والثقة بالنفس والحب والإحساس بالأمان... كلها يجب أن تصنع بالداخل ولا يجب أن تعتمد على العوامل الخارجية أو الأشخاص والعلاقات وإنما تتفاعل معها بطريقة صحية وكريمة.
إن لم تندمجي في لعبة الحياة من وضع الفاعل وليس المفعول به فيما يخص هذه الأشياء فلا بد أن تكوني تعيسة... اللعبة ملخصها أن تفعلي وتفكري بالطريقة التي سوف تجعلك في حالة جيدة وشعور جيد مها كانت الظروف الخارجية... أن تقبلي على الحياة بطريقة من تمارس هواية ممتعة ومليئة بالتحديات اللازمة لزيادة البراعة والحرفية... مثل ألعاب الفيديو... ممتعة ومليئة بالتحديات التي يزيد الرصيد بتخطيها وتؤدي إلى مستويات أعلى من الإثارة والمتعة والتحدي... الأذكياء يأخذون بالأسباب ويستمتعون بالتحدي والإنجاز والنجاح في كل خطوة بقدر الإمكان ويعيشون اللحظة بالكامل وينهلون منها أكبر قدر من المتعة عن طريق التذوق المتريث المتفائل لكل شيء ولو كان كوبا من الشاي، بدلا من الشكوى والنكد والهم والحزن والاكتئاب... هناك دائما من هم أقل منك حظا ووفرة وصحة... كوني ممتنة أنك لست في مثل حالهم...
لو حدثت السعادة والرضا أو الحالة التي تريدينها وأصبحت واقعا محسوسا ملموسا... كيف ستكون حالتك؟ أراهن أنك ستكونين مرحة وسعيدة كالفراشة... في الماضي كان ما يساعدك في هذا هو أشياء خارجية وتوجه إيجابي داخلي... ابدئي في التصرفات المتسقة مع السعادة والمرح... لو كنت سعيدة، ما الذي ستفعلينه بيومك؟؟ ماذا تريدين والذي هو ممتع أو مثير للفضول في حد ذاته؟ ما الذي أنت مولعة به؟ ما الذي في مصلحتك التركيز عليه وتنميته بطريقة ممتعة؟ ما هي هواياتك واهتماماتك؟ ماذا كانت في الطفولة والمراهقة؟ كيف تمارسينها بطريقة أفضل الآن؟ كيف لا تمارسينها أو بعضها؟؟ لماذا؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ووضع خطة صحية ناضجة للمستقبل
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>>>>: خطيبي وتقلب مشاعري،... بعد الزواج م1