مساء الخير عليكم
منذ ولادتي إلى اليوم والظروف المحيطة بي تعد جيدة إلى حد ما وبالشكل العام جيدة سواء الأسرية أو المحيطة بها ولكن المشكلة مع نفسي وذاتي وحتى كل رغبتي من هذه الاستشارة أن أعرف قصوري أو واجبي نحو نفسي المهم الوصول للرضا عن نفسي وقرار أقبله وأقتنع به.
مشكلتي منذ طفولتي إلى اليوم واحدة تتزايد وتكبر معي ولا أعلم لها حلا وعاجزة عن فهم نفسي أو تحليلها.... منذ طفولتي أقضي الوقت وحدي بالنهار أسرتي بالعمل وأختي بالمدرسة وبالليل ينامون مبكرا بعد أن أنجزوا فروضهم المنزلية وأظل أنا ساهرة الليل وحدي وأقضى النهار وحدي وأنا في الثالثة من العمر كنا في السعودية لعامين كاملين المهم كنت وحدي تماما بدون تلفزيون حتى لم يكن يتوفر أجلس وحدي فلا أفعل سوى الخيال والتفكير واقتصرت كل فكري لكراهيتي لوجودي هكذا لا أعلم لمَ أنا هكذا ولا سبب وجودي في الحياة، ليس لي أهمية ولكن كل فرد خلق لشيء وأنا لا شيء لا أنتظر سوى أن أكبر ووعدت نفسي أني إلى أن أكبر لأكون أهم إنسان في الكون ويساعد كل الناس وأحل كل أزمات ومشاكل الناس ولن أضيع من وقتي شيئا بل سيكون كل وقتي مزحوما مشغولا ولن أعمل إلا في السفر وزيارة العالم كله ولن أستقر في أي مكان ولا أرغب في العيش والسكن مع أحد وأنني سأقضي بالأيام أعمل دون نوم ولكني أنتظر أن أكبر وربنا يساعدني لأستقل بحياتي وأحقق كل أمنياتي ومش هعمل أي حاجة تزعل ربنا لأنه الوحيد اللي كان يبقى معايا
وكنت على طول لوحدي بكلم نفسي على أني بكلم ربنا ولأنه سامعنا ومش بنسمع شايفنا ومش بنشوفه وكنت دائما عصبية اووووووووووي وخاصة لما كان الأهل معايا بالبيت مكنتش بتكلم معهم كتير ولا أشتكي لهم أي شئ ولا أطلب وأسألهم عن شيء وهم دائما يكلمونني أو يسألونني لو أرغب بشيء وكنت أخبرهم دائما بلا شكرا وأبتسم لهم وأتصرف بهدوء أحيانا وبعصبية معظم الوقت ودائما أنسحب من وسطهم وأذهب للنوم وأتغطى بالبطانية ودا أكثر وقت كنت ببقى عصبية فيه وبشد أعصابي جامد جدا
وحتى أختي لا تلعب معي وهي بطبيعتها هادئة تفضل اللعب بنظام وهدوء ولا تشركني في لعبها ودائما تطلب مني أن أشاهدها في لعبها لا أن ألعب معها دا لو لعبت ولكنها تقضي وقتها مذاكرة وحل واجب حتى أنني سألت أمي أن تنجب لي أخا ولدا أريد ملاعبته وأنني أكره البنات لأنهن هادئات الطباع ولا يلعبن أو يجرين وأنا أكرههن وأريد أخا وأتمنى لو كنت ولدا ولست بنت.
وحتى بعد عودتنا من الخارج وعمري أصبح 5 سنوات أدخلوني المدرسة مبكرا وأصبحت مستمعة فقط ودخلت الدراسة من الترم الثاني لذلك كانت المعلمة لا توكل لي أي مهام ولا أفعل شيئا بالفصل سوى الاستماع والجلوس بالشكل العام فرصة رائعة خاصة أنني كنت أكره المدرسة من قبل دخولها نظرا لواجبات أختي الدراسية ومذاكرتها ولا أرغب في فعل ذلك إلا أن مشكلتي مع الوحدة واللا شئ وفقدان القيمة تزداد يوما بعد يوم
أسرتي رائعة جدا في كونها ربتنا على الاعتدال وحكمة التصرف وأن نعيش الحياة العملية وأن نتعلم ونتصرف بحكمة وعلم والاعتماد على الذات وأنا لا أنكر أي فضل لهم ولا ألومهم على شيء بحق أنهم اتخذوا أفضل الخيارات والطرق الممكنة لأماني وسلامتي منذ طفولتي
مشكلتي أني وحيدة تماما ولا أعرف لا للحياة ولا لوجودي معنى ومع دخولي المدرسة كانت أيضا ظروف مميزة وجيدة بالشكل العام أني دخلت صغيرة ومدرسة خاصة وتجلسني المعلمة مستمعة فقط وليس عليّ أي فروض لأني أصغر من السن المسموح ودخلت من الترم الثاني المهم أني كدت أختنق من أني لا شيء في الوجود
ومع دخولي للعام الثاني بالمدرسة لم أكن لأضيع فرصة هروبي من الفصل وملازمة حوش المدرسة والتنقل بمباني المدرسة والتعرف على مدرسين إعدادي الذين لا يدرسون لي وفي الفسحة تعرفت على كل الطلاب الذين يكبرونني وقدرتي على جذب الناس واجتذاب صديقتي كانت عالية جدا نتيجة لفكري وأنني نتيجة لوحدتي لم يكن لدي سوى التفكير والخيال كنت ناجحة جدا في السيطرة على العقول وجذبها إلي وأيضا لأني صغيرة الحجم والطول وخفيفة ومرحة يحبني الناس بسرعة ويدللونني ومن خلال البنات الإعداي يستخدمونني لضرب الصبيان في الملعب الآخر الغير مسموح بتواجدهم به المهم كانت شخصيتي بالابتدائي قوية ومعروفة ومفتوحة تماما بمعنى أنني أنزل ولا يسير علي قانون محترفة في فعل ما أريد وبرضا الآخرين قوتي لا أحد يجرؤ على ضربي أو إهانتي وكنت في معظم المراحل أموري بالعقل واستخدام الدهاء والجدل في الإقناع
ومع دخولي الإعداي غيرت المدرسة حتى أكون مع والدتي فهي معلمة ولم تكن أمي تعلم عن شقاوة طفولتي شيئا إلا باعتقادها بأدبي وأخلاقي ولكن تفاقمت مشكلتي في إعدادي بسبب وجود أمي معي بالمدرسة فمجاملات لها لا أفعل أي واجبات وأنزل كما أريد من الفصل وأيضا حياة مفتوحة ولم يتمكن معلم بالطبع من أن يرغمني على شيء فقد كنت أستخدم الجدل والدهاء في الإقناع وكنت أغيب في إعدادي كثيرا نظرا لملل يوم المدرسة فليس له معنى وغالبا كنت أتقيد حتى لا تعرف أمي عني شيئا
وفي ثانوي دخلت مدرسة جديدة ملازمة للمنزل مباشرة دخلتها وأنا التي اخترتها لأنها الوحيدة التي تدرس الألمانية وأنا منذ صغري وسهري أمام الأفلام الأجنبي أعجبت بشخصية هتلر التاريخية نظرا لقوتها وأنها تكره القيود والعبيد وتفضل الأحرار ولكن لم أدرس الألمانية بل درست الفرنسية رغم أن الألماني هو حلمي فقد كنت أنتظر وأنا طالبة يوم يتوافر لي اختيار اللغة التي أحبها والبلد التي أريدها هي ألمانيا أعجب بها كثيرا ولكن رفض البيت اختيار سوى الفرنسية نظرا لتوافر عناصر الأمان بها كالدروس والامتحانات عكس الألماني ليس مضمونا وجميع إجاباتهم علي صلي صلاة الاستخارة وشوفي إيه اللي يحصل ولكن الله لم يكن له مشيئة في تعلم الألماني فدرست الفرنسية كراهية مني لها وأسوأ ما كنت أعنيه فيها هو أنها لغة مائعة نطقها سخيف وكأنها لغة بنات تتدلع وأنا أكره البنات وأكره كوني أنثى بالأساس والمدرسة هي الأخرى لم تكن جدية وكانت تافهة كنا نخرج منها مبكرا قبل الظهر وما يعيب فيها هو أننا حتى لو ذهبنا المدرسة ندفع جنيها على الباب بعد تسجيل الحضور ونخرج وبالطبع عدت حياتي لما كانت عليه في الطفولة الوحدة التامة والوقت القاتل واللاشئ واللا قيمة في الحياة حتى أنني في ثانوي يسألون كل إنسان عن كلية سيدخلها لم أكن أعلم ما هي الكليات الموجودة ولا الكلية التي تناسبني وستحقق أحلامي.
بالطبع مستواي الدراسي طوال السنين متوسط 85% دائما طوال حياتي لا أحقق سوى ذلك الرقم دا في الدراسة علما بأني دائما ما أعتمد على مهاراتي العقلية في حل الامتحانات كالفوازير وليس بالمذاكرة فلم أكن أذاكر من الأساس أو أعمل أي واجبات
علمت وأنا أدرس التاريخ في ثانوي وأحببته نظرا لكثرة القصص والعبر التي أتعلمها منه وأنني كونت تجارب الحياة التي حرمت منها كمصدر جيد لي وكنت لا أتعب في حفظه بل إنني أذاكره ببساطة شديدة وأتذكر التواريخ دون الحاجة إلى حفظ فقد كان يمتعني ولم أكن أتعلمه كمادة دراسية بقدر ما كنت أستمتع به وقررت هنا وأعجبت بقصة الانجليزي بطلتها ليلى أن أصبح عالمة آثار لأنها سافرت في رحلة للتنقيب عن الآثار وتسافر بالطائرة وتطير وتتجول البلاد كنت عميقة جدا ومتميزة بمادتي علم النفس والفلسفة دون مذاكرة تماما لأنها تتماشى مع مهاراتي بشكل كامل
ومنذ صغري كنت مميزة بقدرتي على تصنيف البشر وفهم الناس من مراقبة أفعالهم وأستطيع التعامل مع الشخصيات المختلفة وبنجاح وبطرق متنوعة نتيجة لفكري الذي يلازمني دائما فلم أكن أعمل شيئا في حياتي سوى التفكير المهم أنني في كتابة رغبات الكلية كتبت كلية الآثار وعرفت من موقع الجامعة على الإنترنت أنني إذا كنت متقنة للغة الفرنسية وأحصل على تقدير امتياز كل عام أسافر في بعثات متبادلة بين مصر وفرنسا فعلمت أن حلمي الذي أنتظره كل سنين حياتي أخيرا سيتحقق وأنني أسأل أمي لأول مرة في رغبتي في تعلم الفرنسية بتمكن لاستكمال دراستي بها في الكلية لكن أمي قالت علينا انتظار نتيجة الرغبات لأرى كليتي وخاصة أنها أخبرتني كيف تودين تعلم لغة تكرهينها أنسيت كيف أتعبتنا حتى تقبلي بها في ثانوي وردي عليها مش مشكلة المهم أني أسافر أنا مش عاوزة غير أني أسافر وبالطبع كعادتي مع البيت أنني مجنونة في طلباتي أو حتى لو مش مجنونة شايفينها ملهاش لازمة وأنها على حاجة فاضية ملهاش لازمة وأنني سطحية أو تافهة في رغباتي لأنني أضيع وقتي في لا شيء وأنني غير جدية في حياتي وأقضي حياتي في اللعب والهزار لا أفعل ما علي فعله كالمذاكرة
كنت أطلب أن أذهب للنادي فيرفضون بأبسط إجابة النادي دا عشان لهو البنات والأولاد عاوزة تصاحبي ولو لوحدك ممكن يضايقوك هناك وهتعملي إيه لما هتروحي تلعبي العبي هنا ما احنا سايبنك تلعبي هنا براحتك وسايبينك أي حاجة تعوزيها بنجبهالك وكل حاجة في البيت بتعمليها محدش بيكلفك بحاجة ولا بيطلب منك حاجة ولا بنمنعك عن أي حاجة بس يكون في البيت برا البيت دائما يختلقوا لي القصص بنفس أسلوبي في الجدل يتعاملون معي ويكونون متأكدين من عدم تصديقي وتعودوا يصالحونني بأنهم يجيبون لي أي حاجة بحبها يصالحوني بها دبدوب شكولاتة أي حاجة من ذي
وفعلا مع ظهور النتيجة لم يدخلني مجموعي سوى كلية الآداب وكانت أشد صدماتي أن قسم الآثار بها ما هو إلا اسم ومواد نظرية ومحاضرات ولأنها آداب ليس لها عملي وليس فيها أكثر من أبحاث نقدمها وننقلها من كتب المكتبة بالكلية في هذا الوقت جميع من حولي يهنؤنني بكلية الآداب ويخبرونني أنها الأنسب لي في دراستي نظرا لأنني لا أحب الدراسة ولا أذاكر فهي ملائمة جدا ليس بها شيء أفعله ولست بحاجة لحضور محاضرات بل أنني سأقضي وقتي بالكامل وأملكه بالكامل أفعل به ما أشاء ورحمة الله بي أنني تخصصت بمجال الإعلام ولم أكن أعلم ما هو ولا شيء عنه ولكن منذ دخولي له وكان كل قراراتي المدفونة بداخلي وأحلامي التي تصرخ بداخلي وكأن الحياة فتحت مصراعيها لي وليس أمامي سوى الانطلاق وفعلا أنا لم أكن أتهاون في فرصة انطلاقة لي فقد وجدت من المجال والعملي المطلوب في الكلية الأسباب للخروج والنزول والفسح والانطلاق والتجول في القاهرة بكل مكان كما أرغب وكنت دائما أذهب للأماكن المميزة في الإعلام كالصحف وقضيت مرة يوما في الإذاعة المصرية ومشاهدة كيفية التسجيل وهنا توسعت أحلامي أكثر بعد ما تخصصت في مجال العلاقات العامة لأتمكن من العمل في العلاقات الخارجية والسلك الدبلوماسي وما إلى غيرها من أحلام
ومع آخر عام في الدراسة سمعت صدفة لمحاضرات وفيديوهات دكتور الفقي الله يرحمه في محاولاتي لتطوير ذاتي حتى أتمكن من العمل بعد تخرجي مباشرة ولا أقع في دائرة البطالة والواسطة التي تعاني منها البلد ومعه انطلقت آفاقي أكثر وبدلا من محاولاتي واعتمادي على هوايا فقط أصبحت مع دكتور الفقي منظمة ومخططة وعلى أسس وأحاول تحقيقها وتوقع الصعاب لتخطيها
المفاجأة الكبرى في آخر سنتين لي اكتشفت بعد التخصص حتى أنجح في العمل لابد من التدريب وبحثت على تدريب في الشركات وأنا أدرس اكتشفت مرار وحقيقة بلدنا الحلوة فيما يسمى بالواسطة والمظاهر يعني إما إني أكون لي واسطة وحد بيشتغل في الشركة أو أكون ابنة أحد المشاهير لاجتياز عقبات مثلها أو أكون أنثى يعني بدون حجاب وبتكلم لغات ومش عارفة إيه عشان يدخلوني الشركة علما أنا في كل حاجة فيها دراسة فاشلة وحاولت مليون المرة آخذ كورسات إنجليزي لكني جبانة جدا معرفش ليه وبتعلم اللغة بصعوبة ودائما ما عندي اعتقاد بعدم قدرتي على تعلمها
المهم أني فشلت أني أشتغل أو أتدرب وأنا في الكلية والأشد مفاجأة أني لما تخرجت وبدأت أنا بالبحث عن وظيفة ... تخرجت في 2011 عام الثورة لم يكن هناك شغل وبما أني مش معايا لغة ولا قوية بابا يرفض أي شغل عادي بمعنى اللي مش هيطمن فيه عليّ أو أنهم هيعاملوني وحش أو أن مدير الشغل يبهدلني يهزأني يطمن علي وغيرها
بقالي سنتين متخرجة تايهة ضايعة لا قيمة ولا وجود لي في الحياة لا أعمل كل فرص العمل كان مجال المبيعات وبابا رافض الشغل اللي ملهوش قيمة يقولي اصبري وربنا هيكرمك بشغل كويس وله قيمة
ماما بدل ما أنا مكتئبة في البيت قالوا لي كملي دراسات عليا ودا مستحيل أعمله قالت لي ادرسي دبلومة تربوي سنة وبعدها يجوز نقدر نشغلك مدرسة في التعليم وفعلا عملت كدا ليس أمامي شيء أفعله فقبلت ولكن حتى أني أتوظف مدرسة أنا أكره ذلك لأني هتحول إلى الشيء الآلي في الحياة وكل آمالي وطموحاتي في السفر والتنقل والانطلاق مش موجودة .. حياتي وحيدة لا قيمة لا فعل لا شيء لا وجود.
أحلامي كلها عاوزة الحرية والانطلاق الصح الوحد في حياتي لا أنكره أني دخلت كلية الصح التي تناسب شخصيتي ودي الحاجة الوحيدة اللي صح في حياتي مناسبة للشخصية لكني لم أتذوق طعم الإنجاز ولا النجاح ولا أي معنى في حياتي حتى أمنية بسيطة زي تعلم الألمانية اللغة اللي نفسي فيها كل ظروف الحياة والأرض كلها بتتقلب وتقف وتحول عني تعلمها حاولت في الكلية وبعدها أني أدرسها لكن دائما تقفل الحياة أبوابها في وجهي.
أنا حاليا الدبلومة بعملها حتى وأنا مش عاوزاها لا أخرج من البيت سوى يومين بالكثير أوووووووووي وكمان ليس لها أهمية ولا بتعلم شيء ولا بناخد حاجة مفيدة ومستوى منعدم من الفائدة ومن كبتي نفسي أنزل المظاهرات أو أشارك في الثورة في التحرير، وكمان عندي أفكار حلوة أووووي لحل مشاكل البلد والنهضة بها لكن طبعا البيت رافض نزولي لأنني لا أعرف أحد من اللي في التحرير وانتشار معدل الجريمة وغيره وغيره
أنا فعلا حكيمة ومنطقية معتدلة في تفكيري متسرعة وعصبية جدا لكن رغم من كدا كل قراراتي ليست متهورة احتراما لأهلي ورغباتهم لا أستطيع أن أغضبهم خوفا من الله خاصة أني لا أستطيع قولا إلا بناءا على شرع الله إذا كانوا يجبرونني على غضب الله هما عاوزين دائما المنطقة الأمان الأسلم لي، أنا الآن في عز شبابي 22 سنة شخصيتي بطبعيتها متفائلة متفتحة مرحة منطلقة مغامرة اجتماعية جدا العزلة عن الناس كالقتل لي والأسوأ أني صبرت حياتي كلها عشان لما أكبر أحرر نفسي من أهلي وأنفصل عنهم وأستقل بحياتي
لكن على ما كبرت البلد هي نفسها اللي مش أمان والخوف من كل وأي حاجة رهيب والفشل واللا قيمة أمام عيني وبعد ما كانت كل حياتي مقضياها مع ربنا وإرضاءه كل يوم بخاف أنام أو أموت لأني لو رحت عند ربنا وسألني عملت إيه في حياتي هقوله مفيش يبقى لا دنيا ولا آخرة ولا حتى ربنا اللي كنت دائما أناجيه في سري وهو صديقي ورفيقي فجأة أخاف منه ومن سؤاله ومقابلته
أنا غلطت أني كنت بطيع أوامر أهلي حتى لما كان ضد رغبتي أني أجلت نجاحي وحياتي لما أكون قادرة وبالطبع كما كل تأجيل ستظل حياتي للأبد كلها كدا، أنا إيه أرجوكم قولوا لي أنا إيه فكرت كثيرا أنتحر لكني جبانة من أن أفعل ذلك ليس خوفا من الموت ولكن هروح فين بعد الموت هروح لربنا اللي هو هو معايا دلوقتي مفيش مفر من أمري ولا من حياتي ولا مخرج حتى الانتحار مش قادرة عليه فكرت أسيب البيت وأستقر البلد اتقلبت بمعنى الكلمة وليس فيها من مخرج لا برا ولا جوة ولا أمان فكرت أسيب أهلي وأجلس في البلد مع جدتي وطبعا دا صعب لا أكون عبء مصاريف عليهم ولا أحد يعرف عنهم حاجة بمعنى هم في نظر الأهل أنهم ناجحين عاملين أكون أنا بلا قيمة عشان مليش لازمة ولما أروح البلد هما اللي هيخدموني ومش هعمل حاجة فكما أنا لا أعمل حاجة مع أسرتي في البيت لأنهم هما مش عاوزين ولا بيطلبوا وكل واحد هو اللي يعمل حاجته ومليش لغير في حاجة في البيت لأني مش لوحدي ودي مشترك بين الجميع وكمان أني أطبخ أو غيره فلا أعرفه وكمان أنا مش بحب حتى أطبخ لا هي هواية لا أحبها ولا بحب الأكل أصلا ولو طلت مكلش خالص في حياتي مش هاكل.
أنا قادرة بإذن الله على مسايرة حياتي آخذها بجدية أحقق المطلوب مني وأتقن ذلك كمان لي القدرة على إلزام نفسي وكل حاجة لكن أنا مش عارفة إيه مشكلتي ولا عيوبي عارفة أنا عاوزة إيه بالشكل العام لكن تحديدا وأي الخطوات ولا مشكلتي لا أعلم ينفع تساعدوني أو تقترحوا حلا ولا أعرف حتى مشكلتي إيه؟؟ أنا ميهمنيش دلوقتي أهلي شاكرة لكل جهودهم آن أوان أجد ذاتي وأنجز حياتي وأقول لاء بس هقول لاء على إيه محتاجة المشورة في القرار حد أثق في قراره أقتنع وأقرر أنا بنفسي وأفعل وأستقل بحياتي
علما كل رغباتي الآن في الحياة وصلت وكأني لا أريد سوى السفر والترحال والتنقل لا لكلمة استقرار كل اللي نفسي فيه أني أسافر من بلد لبلد مش عاوزة أقضي في البلد الواحدة أكثر من أسبوع ولا أقضي يوم على بعضه في مدينة واحدة عاوزة أكون رحالة أنيسة نفسي أرفض أي رفقة في طريقي عاوزة أكون رحالة وحيدة مش عاوزة حد وأعتمد على نفسي لا أحتاج في حياتي سوى مستشارين أقتنع بالرأي وأن يكون صائبا وأنا سأفعل.
لا أعتذر عن الإطالة فأنا مكبوتة ولم أتكلم مع أحد من قبل عن (أنا) فحياتي رائعة أحقق بها وأساعد بها الناس لنفسهم مش لنفسي آن أوان ذاتي ونفسي أرجوكم تساعدوني
أشكركم على سعة صدروكم في سماعي دا لو كنتم قدرتم تقرؤوا دا كله، آخر أمل لي في اللجوء للمساعدة لم أطلب ولا أسأل إنسان من قبل مساعدتي فأنا أستعين بالله ولم يكن لي غيره في الحياة كنت أناجيه هو فقط
شكرا جزيلا لكم لو في إمكانكم مشورتي
فجزاكم ربنا عني خير
15/1/2020
رد المستشار
صديقتي
إن كنت تريدين دراسة شيء ما أو لغة ما فليس هناك ما يمنعك، خصوصا مع وجود وسائل مجانية عديدة على الإنترنت.
ما تحصلينه من علم ومعرفة في أي مجال هو في الحقيقة اختيارك أنت دائما وليس معتمدا بالكامل على جودة المكان التعليمي أو المعلم أو المنهج الدراسي... هذه الأشياء تكون مؤثرة حقيقة في السن الصغيرة ولكن لا يجب أن تكون مؤثرة في مستوى الجامعة... هذه الفكرة غير معتادة ولكنها حقيقية جدا... هناك الكثير من الناس في دول مختلفة وبظروف في منتهى القسوة ولكنهم ينجزون ما يريدون.
المهم أن تحددي ما تريدين ولماذا تريدينه... سعادتك لن تتحقق من عوامل خارجية ولكن من كيفية تفكيرك وتعاملك مع الظروف المحيطة بدلا من التذمر والملل والشكوى.
إن كنت تريدين السفر فليس هناك ما يمنع ما عدا كسلك من حيث التفكير الإبداعي... تريدين لأحد ما (شخص متخصص مثلا) أن يتخذ لك القرار ثم لا تقتنعين به وتشتكين... هذا ليس باتهام أجوف ظالم وإنما هو شيء واضح في كلامك وسردك للتفاصيل... أهلك ليس هم من يمنعونك وإنما خيالك ومعتقداتك.
الحياة لعبة تتمحور حول مهمة واحدة ومهارة واحدة وهي أن تحافظي على إحساس جيد وبناء بداخلك مهما كانت الظروف الخارجية... أن تستمتعي بالرغم من كل شيء... أن تعي بأن مع العسر يسرا وأن تبحثي عن اليسر الآتي مع العسر... أن تحققي ما تريدين طالما لا تخالفين القانون.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب