وسواس ديني
السلام عليكم... أنا مشكلتي منذ مدة طويلة جداً، وهي متعلقة بكلمات غير لائقة في الدين وأفكار شركية وتصرفات متنوعة، وكنت لا أقدر أن أتنفس ولا أشرب ولكن القصة طويلة جداً وسوف أحكيها لحضراتكم لاحقاً.
الآن عندي سوال وأرجو أن تساعدوني... أحيانا حين أجد أن بإمكاني أن أفعل شيء بسهولة مثلاً إذا كانت بجانبي ورقة أقول في نفسي (دون تلفظ) والعياذ بالله "أنا كافرة إذا لم ألمسها" ولا أظن أن هذا من الوسواس لأنني أكون متأكدة أنه بإمكاني أن ألمس الورقة، لذا لا أخاف من الحنث في اليمين فأفكر بتلك الفكرة وأنا مقتنعة ولا أشعر بالخوف لأن بإمكاني لمس الورقة بسهولة.
هذا مجرد مثال للتوضيح ولكن المشكلة أن هذا النوع من التفكير حصل لي مرتان، وفي هاتين المرتين لم أكن متاكدة إذا كنت تلفظت أم لا، ففي المرة الأولى كنت آكل وكان فمي يتحرك ولكن كان لساني أيضاً يتحرك حين فكرت بتلك الأفكار وكأني أتلفظ، ولم أستطع أن أفعل ما هددت نفسي به... وفي مرة أخرى كنت أتذكر ما حصل في المرة الأولى وأنا أشاهد اليوتيوب وفعلت نفس الفعل ففكرت إذا لم أشاهد هذا المقطع المعين فأنا كذا، وأظن أني قد تلفظت لأني شبه متأكدة أني تلفظت بكلمة "كافرة" ولم أفعل ما هددت نفسي به.
أنا لا أريد أن ألوم في كل شيء على الوسواس، ولكن كنت أريد رأي حضرتكم فيما عليَّ أن أفعل،
مع العلم أني قد تبت من هاتين الحادثتين، فهل عليَّ أن أقوم بكفارة اليمين لأني حنثت؟
23/8/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "يارا"، وأهلًا وسهلًا بك دائمًا
أولًا: ما تقولينه ليس يمينًا، إذ لا يوجد فيما قلتِه ذكر اسم الله تعالى، فهي ليست صيغة يمين، ولذلك لا كفارة فيه.
ثانيًا: إذا لم تكوني متيقنة 100% أنك تلفظت بشيء فالأصل أن ذمتك بريئة من أي لفظ ومن أي التزام، فلا يوجد شيء اسمه "شبه متأكدة، ولست متأكدة" لابد من اليقين حتى يصبح لكلامك حكمًا.
ثالثًا: أنت تشفقين على الوسواس وتبرئينه مما تفعلين، ولكن لماذا يخطر في بالك مثل هذه الأفكار السخيفة باستمرار لو لم تكن وسواسًا؟ ثم: لا يحصل الشك وعدم التأكد إلا عند الموسوس، أما غير الموسوس فهو يعلم من نفسه أنه قال أو لم يقل، ويعلم لمَ فعل ذلك؟ ولا يفعله إلا للأشياء ذات القيمة، وليس لأي شيء سخيف كلمس ورقة أو مشاهدة مقطع فيديو.
رابعًا: الحكم بالنسبة للموسوس في هذه المسألة: أن ما يخطر في بالك لا حكم له ولو تلفظت به! لماذا؟ ببساطة لأن الموسوس لا يؤاخذ على ما يصدر منه في موضوع وسواسه، رخصة من الله فاقبليها.
أما الحكم بالنسبة لغير الموسوس فقال الفقهاء: إن كان قصده التشديد على نفسه حتى يبتعد عن فعل ما أو يفعله، أو لم يقصد شيئًا، فلا يكفر سواء فعل ما شدد عليه أو لم يفعله، وما قاله حرام، ويجب عليه أن يستغفر ويتوب. أما إن كان قصده أن يكفر فعلًا إن فعل الأمر، فهذا يكفر حالًا لأنه رضي بالكفر، وعليه أن يعود إلى الإسلام ويتوب.
طبعًا لا علاقة لك بحكم غير الموسوسين، ودائمًا أكرر: أحكام المرضى في الوضوء والصلاة والصيام.... ليست كأحكام الأصحاء، وكذلك أحكام الموسوس ليست كأحكام غيره، الله أراح الموسوسين فلا تصرّي على إتعاب نفسك، فلا ثواب لك على هذا.
عافاك الله وشفاك، وأهلًا وسهلًا بك مرة أخرى
ويتبع>>>>>> : وسواس الأيمان ليست أيمان بل وسوسة! م