السلام عليكم
أنا بنت عمري 28 سنة. مشكلتي هي الشعور بالإحباط والحزن على الدَّوام، وهذا الشيء موجود في عقلي وداخلي من يوم ما كنت طفلة، وإلى أن صِرْتُ شابَّة لم يتَغَيَّر رغم تغَيُّر كل شيء.
أُحِسًّ أنَّ عُمرِي ضاع وأنا ما حقَّقْتُ شيئًا بحياتي. ومَضَت سنَتَان وأنا أنتظر وظيفتي، لأنَّنِي قَدَّمْتُ على وظيفة قبل سنتين. أُحِسُّ أنَّ كُلَّ شيء ضِدِّي في هذه الحياة، وأنِّي لا أَمْلِكُ حَظًّا ولا أَمْلك الرَّضا عن حياتي كلها، ولا أتذَكَّر أنِّي بحياتي كلها كنت سعيدة. وأشعر بالوِحْدَة لأنِّي لا أستطيع أن أُواجِهَ الآخرين في الخارج. فهل ما أُعانِيهِ مَرَض نفسي؟
أيضًا أنا أحيانًا أَبْكِي، وأحيانًا أَعْجَزُ عن البكاء، وأقول في نفسي "لَيْتَنِي مِتُّ وأنا في بَطْنِ أُمِّي، ولا أعيش هذي الحياة". رغم ذلك، وأخيرًا: أخاف كثيرًا جدَّا من الموت ومن الحساب.
أفيدوني،
جزاكم الله خيرًا.
14/6/2021
رد المستشار
صديقتي
من المحتمل أنك تعانين من الاكتئاب وقد تحتاجين إلى أدوية ولكن الأدوية لن تجدي على المدى الطويل إن لم تكن طريقتك في التفكير في الحياة أكثر إيجابية.... العمر لم يضع إلا لو قلت هذا لنفسك وأقنعت نفسك به... ليس هناك ما يمنع أن تحققي أي شيء تريدينه ابتداءً من الآن.. ما الذي تريدينه لنفسك ولحياتك؟ ما هي أبسط الخطوات التي يمكنك إتخاذها نحو ما تريدين؟
الوحدة معناها الحقيقي أنك لست صديقة لنفسك، لا تعرفين نفسك، ولا تستمتعين بهوايات أو اهتمامات شخصية.... عدم استطاعتك مواجهة الآخرين معناها أنه ليس لديك ما تضيفين للآخرين ولا تعلمين ما تريدين منهم تحديدا وكيفية التعامل... ليس هناك ما يمنع أن تبدئي الآن في الاستمتاع بحياتك.... ليس هناك ما يمنع أن تبدئي في تنمية مهارات التواصل والحوار.... هناك العديد من الكتب والدورات التدريبية في هذا المجال.
قدمت على وظيفة منذ سنتين.... وظيفة واحدة؟؟؟ منذ سنتين؟؟!! إن كنت حقيقة تريدين وظيفة فعليك بالبحث والتقديم بصفة دائمة حتى تحصلين على الوظيفة المناسبة.... ما هي الوظيفة التي تريدينها؟؟ لماذا هذه الوظيفة تحديدا؟؟ كيف تعرفين وتتأكدين مما تقولين عن هذا؟
مشكلتك تنحصر في عادة سلبية في التفكير والنظر للأمور.... الرضا يحدث عندما نقدر ما لدينا ونكون ممتنين لوجوده.... إن كنت صحيحة جسديا ولا تشعرين بالرضا فجربي أن تحرمي نفسك لمدة ساعتين فقط من نعمة النظر، ثم السمع، ثم الكلام، ثم المشي، ثم استخدام اليدين.... التجربة الحقيقية سوف تجعلك تمارسين مشاعر الرضا عن صحتك.... يمكنك تطبيق هذا على نعم المنزل والمأكل والملبس والأقارب والأصدقاء وأي شيء تنعمين به وسوف يضايقك فقدانه.
وأخيرا، تخافين من الموت والحساب لأنك لست حقيقة تعيشين حياة تريدينها.... من يعيشون اللحظة بالكامل لا يفكرون في الموت وإنما يتقبلون أنه من الممكن أن يحدث في أي لحظة وليس هناك فائدة من التفكير فيه أو الخوف منه.... كلنا سوف نموت وبالتالي فمن الحكمة أن نعيش أثناء وجودنا على قيد الحياة بدلا من أن نكون مجرد أجساد تحافظ على البقاء في انتظار الموت.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح مفاهيمك ووضع خطة لحياتك المستقبلية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
تلاقي النقيضين تمني الموت والخوف منه
ما هو الاكتئاب؟
هل للاكتئاب معنى؟
التعامل مع الاكتئاب (1-2)