الموسوس لا يؤاخذ لا في الدعاء ولا في النية

رد المستشار

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / "ماهر" حفظه الله  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
 
أهلا وسهلا بك في موقعك، ونرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك، وأعتذر لك عن التأخر في الرد لكثرة المشاغل والارتباطات
 
الأخ الكريم: أنت تعاني من ما يطلق عليه "وسواس الدعاء على النفس"، وهو أحد أنواع الوساوس في اضطراب الوسواس القهري مثل وسواس الطهارة، ووسواس الصلاة.... إلخ، فهذا السلوك جزء من مرضك، وللتغلب عليه عليك الالتزام بالمتابعة الدورية في العيادة النفسية مع طبيبك المعالج، والالتزام بتناول الدواء الموصوف لك بانتظام، وستلاحظ أن هذا السلوك يقل تدريجيا حتى يختفي تماما وستتحسن حالتك.
 
أيضا سيكون رائعا لو أنك تمكنت من التواصل مع معالج نفساني في منطقتك لتلقي جلسات العلاج السلوكي المعرفي للوسواس، وستساعدك هذه الجلسات كثيرا ان شاء الله على تجاوز الأمر، والوعي بأفكارك ومواجهتها بالسلوك السليم الذي لا يسمح لها بالتفاقم، وأريد أن أطمئنك أن الدعاء على النفس بسبب الوساوس يندرج تحت قائمة حديث النفس التي لا يؤاخذ بها العبد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ))؛ أي: إن الله تَجَاوَزَ عن حديثِ النفسِ والخواطرِ، وعَفَا عنه، ولم يُؤاخذ عليه.
 
أخي الكريم : ثق برحمة الله تعالى ولطفه بعباده الضعفاء، ولا تنسَ الدعاء أن يعيذك الله من الشيطان ووساوسه (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، وهو ما جاء أيضا في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم –لمواجهة وساوس الشيطان حيث قال: "فليستَعِذْ بالله، ولْيَنْتَه".ِ
 
نسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أن يَحفظكَ من وَسَاوِس الشيطان، وأن يتقبل منا ومنك صالح الدعاء، وأن ييسر لنا صالح الأعمال.

واقرأ أيضًا:
التردد في النية : لا نية للموسوس !
أكاد أقول ألا نية للموسوس !
الدعاء حين يكون وسواسا قهريا
وسواس الدعاء على النفس !
الدعاء على النفس في رمضان ! وسواس ؟
الدعاء على النفس والأهل دون تفاصيل !
الشك ككل وساوس الصلاة : استعارة القطار !  

المستشار: د. رشا حسني علي