السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عامًا، مشكلتي تكمن في أنه تقدم لخطبتي شاب يكبرني بأربع سنوات، وهو من عائلة محترمة، ولكن ليس من نفس بلدتي، وهو على خلق ودين، والمشكلة هي أن حالته المادية تقل عن حالة أهلي المادية.
ولهذا السبب ترفض أمي فكرة زواجي منه وتخبرني بعواقب القبول به بأني لن أكون سعيدة معه لعدم قدرته على أن أعيش معه في نفس المستوى الذي كنت أحياه معهم، مع العلم أنني رأيت الشاب، وتحدثت معه، وأخبرني بحالته المادية الميسورة.
وقد ارتحت معه جدًا، ولكن أمي تطلب مهرًا كبيرًا كأختي الكبرى، ووالدي مسافر وقد قال لي إن الرأي الأول والأخير لي، وهو ليس معارضًا بسبب الحالة المادية القليلة، وأنا بين نارين: رفض أمي، وانشراح قلبي لهذا الشاب.
أفيدوني!!!
وجزاكم الله كل الخير.
3/12/2021
رد المستشار
ونحن والله أيضًا حائرون بين حديثك مع الشاب عن حالته المادية الميسورة، ورفض أمك بسبب قلة حالته المادية، وعدم معارضة الوالد رغم الحالة المادية القليلة للشاب.. فما هي حالته المادية بالضبط؟!!
يا أختي، هذه معلومة، وليست فكرة تتضارب حولها الآراء حتى نجد فيها أربعة احتمالات في ثلاثة أسطر هي طول رسالتك!!
أختي، قلنا قبل ذلك إن حجر الأساس في الزواج- بعد تقوى الله- هو حسن الاختيار الذي ينبغي أن تتكامل فيه النظرة إلى جميع الجوانب المادية والعاطفية، ولا ينبغي أن يكون رفض أحد الوالدين أو كليهما مبررًا للإصرار على الارتباط بشخص غير مناسب، ولكن ينبغي النظر بموضوعية وتجرد إلى الأمور الجديرة بالنظر.
ومنها التكافؤ الاجتماعي الذي من الأفضل أن يكون متحققًا أو مائلاً لصالح الرجل بغض النظر عن مبلغ المهر، وليست العبرة هنا بمستوى المعيشة بعد الزواج، بمعنى أن التكافؤ السليم يعني التمهيد لقوامة صحيحة من الرجل على زوجته، بدلاً من قوله جئتنا عاريًا فكسوناك، ومسكينًا فآويناك، وهي كلمات لا تقال طبعًا في حال الرضا، والعاطفة المشبوبة، ولكنها تقال وقت الغضب أو الخلاف، ولا تخلو حياة من خلاف.
رفض أمك إذًا ليس هو المشكلة كما تتصورين، ولكن حسن اختيارك لهذا الشاب الذي قد تكون بقية فضائله ترجح على جانب المادة، وعندها ينبغي أن تقتنعي بأنك محظوظة وفائزة حين ترتبطين بهذا الإنسان؛ حتى لا تقولي له يومًا إنك كنت الأغنى أو الأكثر مالاً؛ فالزواج يا أختي رهان العمر، فإذا كنت متأكدة من مشاعرك، ومتأكدة من حساباتك هذه فليس عليك سوى الإصرار على الارتباط بهذا الشاب، الأمر الذي ستتحملين نتائجه، وتستمتعين بمميزاته، وتتضررين من عيوبه، مثل أي زواج.
انظري إلى أحوال هذا الشاب بصورة متكاملة وموضوعية، ووجهي نظر والدتك لمثل هذه النظرة المتكاملة؛ فالمال ليس هو كل شيء، رغم أهميته، وليست المرأة سلعة؛ فتكون الأفضل هي الأغلى والأعلى سعرًا!!
وناقشي أمك بموضوعية في أسباب رفضها، وأنت أدرى بحجم الفارق الاجتماعي أو المادي بينكما، وليس الفارق البسيط كالفارق الضخم، رغم أن مستوى الإنسان الاجتماعي أو المادي لا يعيبه أبدًا، ولكنه قد يجعله مناسبًا لفتاة، وليس مناسبًا لأخرى، ونحن حين نتزوج لا نتزوج شكلاً فحسب، ولا عائلة محترمة فحسب، ولا إمكانات مادية وطبع شخصية فحسب، ولكن نتزوج هذا كله، وبقية جوانب ظروف الشريك.
فتأملي في الأمر بعمق، واختاري ما يناسبك بعد استشارة الحكماء ممن حولك، والحوار مع والدك حين يعود في إجازته، وبعد السماع إلى أمك بإنصات وتفهم، فإذا استقر لديك اختيار القلب المحب، والعقل الحكيم على هذا الشاب فتمسكي به، وسيكون والدك معك، ولن تخسري أمك بإذن الله.