وسواس الصيام: قبلت طفلا! وهل صلاتي صحيحة؟ م9
المسؤولية عن الأفعال
السلام عليكم بعد أن علمت أن لا شيء يؤثر على صحة صلاتي وأصبحت أفضل.. انتكست وأصبحت كل صلاة بوسواس جديد مثال: بسبب الشد لا يكون نفسي منتظما فأخذت نفسا عميقا وبدأت في القراءة وأنا أخرج النفس.. للحظة قلت يجب أن أهدأ كي لا يخرج الريح ثم أكمل قراءة لكن أكملت قراءة فخرج الريح.. فكرة أنني كان يجب أن أهدأ أولا تشعرني بالمسؤولية حيث إن أثناء الكلام نبذل مجهودا أكثر فيزيد الشد فيخرج الريح وتفاصيل مملة .. وأشعر الآن أني مسؤولة عن خروجه.
المرة الأخرى كان هناك شد لكن أحاول أن أخفف منه وأهدئ نفسي لكن كنت أريد التخلص من الفكرة وشعرت أنني أريد أن أتخلص من هذا الشد حيث تعبت وعند خروج الريح أشعر أن الفكرة تختفي فأخرجت لينتهي الأمر، ولكن فكرة إنني كان يجب أن اُهدئ نفسي وكان يجب أن أصبر أكثر أشعر أنه اختياري وأنني كان يمكنني أن أصبر أكثر.
فالمرات السابقة كان الشعور مختلفا وكنت أشعر أن لا اختيار.. حتى لو كان اختياري هل أعيد هذه الصلاة؟ ... كل صلاة بفكرة مختلفة وهمٍّ مختلف؟
أعتذر على كل هذه الرسائل
وشكرا لكم جزاكم الله عنا خيرا
9/7/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "إسراء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين (بعد أن علمت أن لا شيء يؤثر على صحة صلاتي وأصبحت أفضل.. انتكست وأصبحت كل صلاة بوسواس جديد) .. فهل تقصدين أن الوسواس الجديد يؤثر على صحة صلاتك؟ .. للأسف لا يؤثر ولن يؤثر وسأشرح لك لماذا؟، لكن بداية دعينا نصحح عبارتك لنقول ((بعد أن علمت أن لا شيء يؤثر على صحة صلاتي وأصبحت أفضل.. احتال -ضحك- عليّ الوسواس فرجعت كما كنت))
نعود لموضوع لا يؤثر فهو لا يؤثر لأنه وسواس يصيب موسوسا فلا يستطيع تجاهله وبالتالي لا يفسد العبادة، ولعل من المفيد أن نتأمل فيما نستطيع استنتاجه من أسباب شارحة لماذا يرخص للموسوس أو مريض الوسواس القهري، هناك حقيقة أسباب كثر ولكنها تتجلى في آليتين معيقتين على الأقل:
إحداهما هي المحتوى المعرفي الوجداني لمريض الوسواس القهري (وهو محتوى يختلف عما لدى غير الموسوس لأن الموسوس مثلا بالصلاة أو الوضوء تملؤه مشاعر الخوف والقلق والضيق وربما الغضب بينما يتوضأ أو يصلي الخوف من إفساد العبادة، ثم الضيق من "توهم" حدوث ذلك أو الشك في حدوثه، ثم مقاومة الرغبة في التكرار والضيق والغضب...إلخ وهذه المشاعر تبين بوضوح كيف أن أبسط كلمة تصف حال الموسوس بالعبادة أثناء أداء عبادته ستكون أنه في موقف صعب! أو شاق، ومن القواعد الفقهية المهمة هنا قاعدة المشقة توجب التيسير)، وغني عن البيان أن للخلفية المعرفية للمريض (قيمه ومبادؤه ومعنى تدينه، وصفاته ...إلخ) علاقة بمستوى ما يشعر من مشاعر.
طبعا حضرتك تسمين هذا كله باسم "الشد" وحقيقة حرام عليك لأن ما تصفينه هو الاستعداد لدخول معركة الصلاة خيب الله وسواسك ... شد إيه حضرتك الذي يقطع النفس ويفلت الريح؟؟! ... أنت تدخلين في حالة نسميها المتلازمة الإدراكية الانتباهية Cognitive Attentional Syndrome وهي حالة مرهقة ومؤذية نفسيا ومعيقة للأداء، هذا فقط يكفي ليرخص لك الشارع على أمل العلاج وإصلاح خلل فهمك للصلاة والعبادة والذي من خلاله يعبث بك وسواسك.
وأما الآلية المعيقة الثانية فهي عمه الدواخل أو ضعف قدرة مريض الوسواس القهري على قراءة موجوداته الداخلية بمستوى كاف من الثقة، وهذا ما شرحناه كثيرا يا "إسراء" تحت عنوان التفتيش في الدواخل وكذلك ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل... وهذه تعفيك من موضوع الإرادة والنية والتعمد والاختيار والمسؤولية أيا كانت التسمية لأن كل هذه الأشياء تحتاج تواصلا طبيعيا مع الدواخل... إذن أنت غير مسؤولة لا عن ريح ولا عن إرادة ... خروج الريح لا يفسد صلاتك لا هو ولا غيره .. فقط صلي وكفي عن التعمق والتفتيش فلا تراقبي نفسك ولا تفكري في الفرض بمجرد أدائه... فلا إعادة عليك ولا شيء إلا أن تتقي الله في نفسك وتصري على العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: وسواس الصيام : قبلت طفلا ! وهل صلاتي صحيحة ؟ م11