استشارة عامة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإخوة في شبكة مجانين جزاكم الله خير فيما تقدمونه ونفع بكم الأمة الإسلامية. أصبت بالوسوسة في جانب العقائد وصرت قلقا على نفسي منها حيث التبس عليّ هل هذه الأفكار والشكوك نابعة مني أم لا هل اعتقدتها والعياذ أم ما أشعر به هو من أثر الوسوسة؟
ماهي أشكال وصور الوسواس أفكار وتصورات فقط أم تدعمها بمشاعر وأحاسيس تجعل الشخص يظن الفكرة حقيقية؟
الوسوسة في الوضوء وغيرها هي واضحة تشخيصها أريد أن أعرف كيف يتم تشخيص الشخص أنه مصاب بالوسوسة في جانب العقيدة؟ هل من سمات الوسواس أنه يجعل الشخص عنده صعوبة في التيقن من الشيء أم فقط دور الوسواس هو إلقاء للفكرة ومسألة اليقين حسب تأثر الشخص بالفكرة الوسواسية؟
ما الفرق بين الشخص الطبيعي والموسوس.. مثلا الاثنان تأتيهم أفكار وشكوك ولو افترضنا وجدوا جوابا لتساؤلهم الشخص الطبيعي يرتاح والموسوس يرتاح وبعد فترة مؤقتة تجده يسأل، هل هذا من سمات مرض الوسواس أم يعني إن الموسوس يحتاج إجابات أكثر وتزول الفكرة بعدها؟
أرجو شرحا وافيا منكم لتساؤلاتي
مع تقديم النصائح والحلول
2/8/2022
رد المستشار
المتصفح الفاضل "مهند" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أي نعم للوسواس القهري حيل عديدة يوقع بها المرضى في فخاخ متتالية من حيل الوسواس أنه يلبس على المريض دواخله، هو لا يحتاج ربما إلا إلى دفع الموسوس إلى التفتيش في دواخله أي أن يستبطن نفسه (للتيقن من إحساس أو معنى أو نية أو ذكرى أو مبدأ أو رأي أو موقف..إلخ) وربما يقف دوره عند هذا الحد ... على أساس أن عمه الدواخل سمة في ذوي القابلية للوسوسة، عمه الدواخل يعني أن الموسوس إذا أراد قراءة دواخله شعر بشيء يحول بينه وبين التيقن مما يقرأ أو يجد في دواخله، فيدفعه ذلك إلى محاولة ثانية وثالثة ... لاستبطان دواخله محاولا التيقن والتثبت مما يجب أن يكون داخله، فلا هو يجد ما يبحث عنه واضحا بما يسكت الشك والحيرة، ولا هو يكف عن المحاولة طمعا في الاطمئنان وكلما زادت محاولاته ازداد شكه في ما يجد داخله أو لا يجد... بالتالي ربما يكتفي الوسواس بإلقاء الوسوسة ويكمل المريض بنفسه الطريق، أو ربما يتدخل الوسواس في إحداث عمه الدواخل وربما في إحداث الظواهر الحسية والتي فعلا تجبر المريض على تصديق أن الوسواس حقيقة هذا ما يزال مجال بحث.
أظن أني أجبت على السؤال الثاني عن تشخيص وسواس العقيدة، فسنجد مريضا يشتكي من الشك في ما يؤمن به رغم أنه لم يكن يشك وما يزال على عباداته قائما لكنه يعذب مثلا بالأفكار الكفرية أو التشكيكية أو الشركية أو السباب .... إلخ.
الفرق بين الإنسان الطبيعي والموسوس مبحث كبير وليس مجاله رد استشارة لعلنا نكتب فيه مقالا في وقت قريب، لأن من المهم في رأيي للفقيه أن يعرف الموسوس من سؤاله وهناك سمات في محتوى وطريقة سؤال الموسوس للفقيه وكذا في طريقة استجابته للرد ... وهذا أيضًا مبحث فقهي وطب نفساني يحتاج كثيرا من العمل ما يزال... ولا يفوتني تداخل ما تكتبه مع ما يرسل من حساب مختلف لسوداني من بلدك باسم زول سوداني لعلك زول غير الزول.
الشرح الوافي للرد على كثير من تساؤلاتك موجود في ملف طيف الوسواس القهري وملف العلاج السلوكي المعرفي أكثر مما هو في الاستشارات يا "مهند".
وأهلا وسهلا بك دائما يا ولدي على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: ما هي الوسوسة؟ ومن هو الموسوس؟ م. مستشار