حيرة واستعجاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أود أن أشكر موقعكم الجميل وخصوصا قسم المشاكل الاجتماعية والنفسية وفريق الحلول لموقع مجانين دوت كوموموقع إسلام أون لاين جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه.
في البداية أود أن أقول أني تقدمت إلى فتاة ذات خلق ودين وجميلة ومثقفة وقبل الرؤية الشرعية صراحة كنت أخشى أن لا أجدها كما تمنيت أو على الأقل قريب مما تمنيت في مواصفات شريكة الحياة فقد رأيت قبلها بعضهن ولم أوافق ولم أرتح لأي واحدة منهن
فوجدت فيها إنسانة لطيفة وطيبة ومرحة وجميلة ورقيقة وصفات كثيرة أعجبت بها حقيقة وتم القبول وكنت أسعد جدا حينما أذهب لزيارتها ولا أمشي إلا حينما ينتصف الليل ويمر الوقت بسرعة شديدة وأمشي وأنا أتمنى أن أجلس أكثر معها. علما بأنها في مدينة تبعد عن القاهرة ب 100 كلم وأنا الذي كنت أرفض من البداية فكرة الزواج من أي فتاة من خارج القاهرة ولكن سبحان الله أنت تريد ويفعل الله ما يريد.
وأنا أدرس في السنة النهائية لعلوم الحاسب وفي كليتين في نفس الوقت وهذا طبعا ضغط كبير ولكن الله المستعان المهم خططت أنني حينما أنتهي من اختباراتي ومشروع التخرج أن أذهب وأكمل باقي الاتفاقات معها ومع أسرتها وبعدها بأيام يكون أهلي قد جاءوا إلى مصر ويكون هناك عقد للزواج. وخلال هذه الفترة كنا نتواصل عن طريق الانترنت والحقيقة أنه كان قليلا وكانت قد طلبت مني في البداية أن يكون هناك صراحة بيننا وأن نكون صرحاء لأنه بالصراحة يكون هناك تفاهم وبغيرها لكن يكون هناك ألفة وتكثر المشاكل.
المهم اكتشفت فيها أشياء كثيرة أعجبتني أيضا مع مرور الوقت وأشياء أخرى كنت أتمنى أن لا تكون موجودة وفي اعتقادي أنه بالتفاهم يمكن التوصل لنقطة مشتركة فيها وحين يأتي وقت الكلام فيها أتكلم .. لأنه على أي حال لا يوجد إنسان أو إنسانة كاملة بلا عيوب.
وبعد انتهاء الاختبارات وبداية انشغالي في مشروع التخرج أحسست أنه هناك تغير ما طرأ عليها وأنها لا تريد التحدث معي طويلا وأن هناك شيء ما فحاولت الاستفسار كثيرا وكان ردها دائما هو أنه لا يوجد شيء واطمئن كل شيء على ما يرام وطبعا صدقتها فلم أعهد عنها إلا ذلك وظننت أنها صريحة معي. والحقيقة أنه في فترة انشغالي بمشروع التخرج كنت أحلم كثيرا وأتمنى ذلك اليوم الذي سيناقش فيه مشروع التخرج أنتهي وأطير في نفس اليوم إليها هناك لأراها فقد اشتقت لها كثيرا وكنت كثيرا ما أتخيل يوم عقد الزواج بل وكنت أسأل عن المشايخ وأحاول أن أضع ترتيب مبدئي لمن يحضر منهم هذا اليوم وكم كنت أمني نفسي بالصبر في خلال هذه الفترة حتى انجر ما علي بالذات أن الضغط زاد علي بسبب اشتراكي في أكاديمية قناة المجد في التفسير وعلوم الحديث وفي نفس الوقت أتابع على قدر المستطاع العمال الذين يبنون الشقة التي كنت عرضت عليها تصميمها قبل ذلك وأعجبها وفرحت لهذا وظللت أتخيل الشقة حينما تكتمل وهي تراها على الواقع وأفرح لسعادتها.
وكنت في شوق لكي أنهي ما علي لكي أراها مرة أخرى ولكن لم يزل الشك يساورني بأن هناك أمر ما وقلبي يقول لي بأن هناك تغير ما طرأ عليها فأرجع وأقول لنفسي بل هي صريحة إلى أن أتى يوم قبل مناقشة مشروع التخرج بأيام واتصلت بها وخلال المكالمة قالت لي أنني أريدك في موضوع ما فقلت لها تفضلي فإذا بها تصدمني وتقول لي أنها لا تريد الاستمرار وأن هذا هو نتيجة الاستخارة والأفضل أن نكون أخوة في الله وكلام غريب وكانت تتكلم ببساطة شديدة جدا كأنه موضوع عادي! الحقيقة من المفاجأة لم أدر ما أقول قلت لها الله يوفقك وقلت أنا مضطر أقفل وأغلقت وأنا في قمة الاستغراب والضيق!
لم أستطع النوم يومها تقريبا وأنا متعجب ما الذي حدث وكلامها فعلا غامض لا أفهمه.. فاتصلت بها في اليوم الذي يليه معاتبا إياها على اختياراها للتوقيت وقالت لي أنا لم تشأ أن تزعجني في البداية!! ولكن قالت أنها تعرض الموضوع في وقت آخر ولكن قدر الله أن تتكلم فيه الآن وقالت أنها وجدت اختلافات بيننا.. فاستغربت جدا إذا كان هناك اختلافات لما لم أعرف هذا قبل ذلك ؟؟ولم لم نتحدث في أي منها لعل هناك أمر في ممكن إصلاحه وخاصة أنني سهل الإقناع وأعترف بخطئي بسهولة أو هناك أمر أو عيب تظنه موجود قد يمكن إصلاحه أو يتضح أنه غير صحيح وقالت لي أن هذه الاختلافات هي نتيجة الاستخارة !!
وانتهت المكالمة أيضا بالدعاء بالتوفيق حينما أفكر أنني كنت في وادي وهي وادي آخر أحس بأن هناك خطأ ما كبير حدث ..فكلامها في النهاية كان كأنه بلا اكتراث أو باهتمام مشوب بتجاهل لمشاعري أو حتى تجاهل لعقليتي دون استشارتي في القرار أو حتى إطلاعي على مجرد بداية أو بوادر اتخاذه! للأسف توقيتها كان سيء للغاية ((سامحها الله)) وأثر على مشروع التخرج ولم أعمل شيء تقريبا من ساعتها بل كلفت زملائي بعمل ما يجب أن أقوم به وهم يسألوني دائما عن ما بي أجيبهم أنني أعاني من بعض المشاكل فقط ويحاولون الاستفسار فلا أجيبهم بأكثر من هذا، وباقي أيام قليلة جدا على المناقشة أسأل الله التوفيق. طبعا تعجبت جدا... وكنت في حالة من الضيق والحزن الشديد... سبحان الله لم نتشاجر ولا مرة ولم يغضب أحد من الآخر ولم يحدث موقف فيه اختلاف شديد بيننا أدى إلى خصومة مثلا !!
لا أدري هل هناك شاب آخر رأت أنه أفضل مني تقدم لها وقررت التخلص مني بهذه الطريقة أم ما هي المشكلة تحديدا. لقد عرض البعض علي خلال الفترة التي كنت قد تقدمت لها فيها كذا فتاة وقالوا لي طيب على الأقل أذهب لرؤية شرعية لن تخسر شيء ... فكنت والله أرفض وأقول لنفسي كيف وأنا تقدمت وتمت موافقة وهناك اتفاق وأنا معجب بها بل وأحببتها بعد فترة... حتى لو بفرض أني وجدت أخرى مناسبة هل من معقول أن أترك من اخترها لأذهب لأخرى هكذا؟؟ أنا لا أرضى بأن يحدث هذا لي فكيف أرضاه لغيري؟. الحمد لله لا أذكر أنني تعمدت أن أجرح أي مسلم وأخاف على مشاعر غيري وأحافظ عليها وأتمنى أن أظل هكذا. فمن الإيمان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك والحقيقة لا أدري أليس من حقي أن أعرف ما هي المشكلة أصلا أو ما هي هذه الاختلافات؟!
إذا كانت الفتاة المثقفة الواعية صاحبة الالتزام لا تعرف كيفية وجود الاختلافات والتعامل معها وكيفية إيجاد أرضية مشتركة وكيفية إيجاد آلية للحوار بين الشريكين وإيجاد حلول فكيف بباقي الفتيات!. استفساري الأول هو كيف يفهم البعض شريك الحياة... هل يفهم أن هذا الشريك يجب أن يكون موافقا له في كل شيء الآراء والطباع على طول الخط فما بالك إن وجدت هناك اختلافات ولم يكن عليها كلام أو نقاش قبل ذلك فكيف يكون التقييم الذاتي لشريك الحياة من جانب واحد وهل هذا هو سبب أغلب المشاكل التي تعاني منها البيوت؟
استفساري الثاني عن مسألة الاستخارة... وفي كيفية فهم البعض لها.. وأضرب مثال لو اتفق اثنان على الزواج وتمت الاستخارة وتزوجا فإنهما سيقولان الحمد لله هذه والله هذه نتيجة الاستخارة اللهم لك الحمد والشكر ثم إذا تغير الزوج مثلا وأصبح يعامل زوجته بقسوة وعكس ما كان يعاملها في الماضي قالت الزوجة لا إله إلا الله لقد تغير بعد الزواج والله هذه نتيجة الاستخارة.. والزوجة إذا تغيرت بعد الزواج وأصبحت تعشق النكد وتفعل ما يغضب زوجها يقول الزوج سبحان الله لقد تغيرت بعد الزواج هذه هي نتيجة الاستخارة !!! ما عدت أفهم ... هل يعتقد البعض أن نتيجة الاستخارة تتغير تبعا للظروف النفسية؟ أم ماذا؟ ؟
أطلت عليكم كثيرا جزاكم الله خيرا وأنصح شباب وبنات المسلمين بقراءة مثل هذه الأبواب في موقعي مجانين دوت كوم وإسلام أون لاين ففيها فائدة عظيمة وخبرة لابد منها
أسأل الله تعالى أن ينفع بكم اللهم زوج شباب وبنات المسلمين.
24/06/2005
رد المستشار
رغم أن فسخ الخطبة حادث غير سعيد إلا أنه يكون أحيانا فرصة ذهبية!!
فرصة ليفهم الإنسان نفسه ويدرك أن به عيبا كان هو السبب في الفسخ وعليه أن يبدأ في علاجه وفرصة ليفهم "الجنس الآخر" وأن هذا الجنس له طبيعة مختلفة عنه، وأنه يقيم الأمور ويزنها بميزان آخر. وفرصة ليفهم طبيعة العلاقة بين الجنسين، وكيف تنجح، ولماذا تفشل؟
أنت تعيش الآن في هذه (الفرصة)، لذلك فإن أسئلتك كلها تدور حول "الدروس المستفادة"، من هذه التجربة، وكأنك في حالة تريد أن تفهم وتتعلم، ويتعلم معك قراء الصفحة..
- تسأل عن مدى تأثير "الاختلافات الشخصية" على شريك الحياة..
- وتسأل عن "صلاة الاستخارة" وعن استخدامنا السيئ لها كشماعة نعلق عليها قراراتنا.. وأقول لك:
- "الاختلافات الشخصية" نوعان: منها ما هو (محتمل) ومنها ما هو (غير محتمل)..
مع ملاحظة أن الأمور هنا نسبية، فهناك فتاة تتحمل اختلافات لا تتحملها أخرى.. والعكس. وهنا يأتي السؤال: ما هي هذه الاختلافات التي لم تكن محتملة بالنسبة لفتاتك؟
في الحقيقة أنا لا أعرف إجابة السؤال، ولكن عليك أنت أنت تعرف..
ربما –وأقول ربما– أنت لم تعبر عن مشاعرك بالدرجة الكافية، وانشغلت عنها بالدراسة في كليتين، وبمشروع التخرج، وبالتجهيز للشقة وعقد القران، ومن الذي ستدعوه من الشيوخ؟!
ربما لم يكن محتملا بالنسبة للفتاة أن تشعر أنها (ترس) من تروس حياتك، وأنها تظل كما مهملا لفترات طويلة، وأنك رغم اشتياقك لها ورغم قيامك بمسئولياتك وواجباتك العملية إلا أنك لم تنجح في كسب (قلبها) الذي هو أهم من كل هذا !! أقول ربما !!
أنت في حاجة للإجابة على هذا السؤال: لماذا لم تكسب قلبها؟ وما هو الاختلاف بينكما الذي لم تستطع الفتاة تحمله؟
وقبل أن أنتقل لسؤالك الثاني أتوقف عند ملحوظة هامة: من المحتمل أن تكون الفتاة لاهية عابثة وأنها ارتبطت بشخص آخر، ومن المحتمل أن تكون فتاة تافهة لا تعرف ماذا تريد..
اختلافات في الشخصية بينكما ولكن المسألة مسألة (قبول قلبي) وأن هذا القبول لم يكن موجودا منذ البداية، وأن الفتاة تصورت –أو أن الآخرين أقنعوها– أن القبول سيأتي مع الوقت، ثم مر الوقت ولم يأت القبول لا ازدادت الفجوة مع تزايد فترة البعد بينكما .. كل هذه احتمالات واردة .. ولكن يطل السؤال الأهم هو ما ذكرته لك قبل سطور..
والآن سؤالك الثاني:
قلنا عشرات المرات أن الاستخارة هي مجرد "دعاء" وأنه ليس لها تأثير سحري في توجيه الإنسان، فالإنسان بأخذ القرار بعقله 100% ويستخير طالبا من الله عز وجل أن ييسر الأمر إن كان فيه الخير.. وهذا دعاء كأي دعاء وليس مرتبطا بأي علامة أو عرض .. والدليل أن آلاف الزيجات الفاشلة قد استخار أصحابها!!
وآلاف الزيجات الناجحة لم يستخر أصحابها!! هذا الكلام لا يقلل من شان صلاة الاستخارة، فهي دعاء عظيم، ولها كل فضل الدعاء الذي هو سلاح المؤمن والذي هو منح العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولكني أقصد من كلامي أنها – كأي دعاء – ندعوه بقلوبنا مع الأخذ بأسباب الدنيا من تفكير وعمل.. ، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو في غزوة بدر حتى سقطت عنه بردته من حرارة الدعاء، وهو في نفس الوقت كان يخطط للمعركة ويأخذ قرارا ثم يعود فيه..
وهو صلى الله عليه وسلم لم ينتصر في (أحد) رغم أنه لم ينسى أن يدعو، ولكن كانت الهزيمة لأن هناك خطأ عسكري قد حدث من الجنود..الاستخارة هي دعاء كأي دعاء لا نستطيع الاستغناء عنه لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله.. ولكن ليس له أي علامات أو أمارات مرتبطة به ..
(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل (خير) فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل).
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك قبل الاعتذار وبعده، فكم تأخرنا في الرد عليك مع أن إفادتك أروع وأهم من أن تؤجل ولكن الدكتورة فيروز كعادتها تأخرت كثيرا في الرد وكعادتها أيضا أوجزت وأنجزت وأفحمت فلا أملك إلا الدعاء لها بأن يوفقها الله وأن ييسر لها من أمورها حتى تكون أسرع ردا لمجانين وغير مجانين وإلا أرشدتكم إلى ساعاتها على خدمة فضفضة التي تقدمها مشاكل وحلول على إسلام أون لاين، المهم أنك رائع وأنني سعيد بمثل إفادتك ورد المستشارة د.فيروز عمر عليها وأعتذر لك عن أسرة مجانين، ربنا يهديهم جميعا، وأهلا وسهلا بك.
ويتبع >>>>: فسخ الخطبة فرصة ذهبية مشاركتان