زوجي الغالي سمين
السلام عليكم ورحمة الله.
بارك الله فيكم على جهودكم الطيبة معنا.
أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات ولدي طفلان نعيش في الغربة منذ بداية زواجنا تقريباً... عندما تقدم لي زوجي كان أكثر شيء أعجبني فيه وجعلني وأهلي نوافق عليه أنه وأهله ذوو خلق رفيع ويتحلون بالصدق والتدين....
والحمد لله أنه وفقنا لهم... وإلى الآن وأنا أحمد ربي كل يوم على أن رزقني إياه...في فترة الخطوبة كان وزنه أربعة وتسعون كيلو وطوله مائة وواحد وثمانون سم...وقد كان تعليق الجميع عليه حتى أمه بأنه تخين ولا يحاول أن ينقص وزنه...
بعد كتب الكتاب وقبل الزواج صرت ألح عليه أن ينقص وزنه... وقد عرفت منه أن أهله جميعاً يطلبون منه نفس الطلب... وقد وعدني أنه سيحاول قدر المستطاع أن يخفف من وزنه عشرة كيلو على الأقل... ولكن وللأسف فإن هذه العشر كيلووات زادت بعد زواجنا بشهر فدخل إلى المائة وأربع وهو إلى الآن يزداد ويزداد...
لا أدري ماذا أفعل... أحبه جداً جداً... فأخلاقه وتدينه وهدوءه وشعوره معي وشدة تعاونه يجعلني أغض الطرف عن وزنه... ولكن عندما أنظر إلى الرجال حولنا وأجده أتخنهم فإن الشيطان يدخل لنفسي ويبدأ بالوسوسة...
أنا أحب النظر إلى الجسد المتناسق الجميل وأحرص دائماً على المحافظة على وزني قليلاً (وزني 55 وطولي166) وهذا الوزن والطول هما ما يحب زوجي بي...لا أدري لماذا دائماً تنصحون المرأة لأن تحافظ على جسدها ولا توجهون نفس النصيحة للرجال... أليس للنساء أعين تشتهي النظر أيضاً!!!
لا أدري ما الحل معه عندما حاول أن يخفض وزنه نزل بأقل من شهر 10 كيلو... هذا يعني أنه قابل للنزول إن حاول ذلك.. أنا حريصة على تقليل الدهون أو إعدامها من طبخي، لكن هذا لا يكفي خاصة أن جسده قابل للتخن بسرعة أيضاً...
والآن عمره أصبح 34 عاماً أشعر بأن فرصة التخفيف من الوزن بدأت تقل... تكلمت معه بكل الطرق... والآن ومنذ سنة لم أعد أتكلم معه في الموضوع فقد تعبت من ذلك، وهو لا يستمع بل بالعكس أشعر بأنه يعاند أحياناً...
أرشدوني للحل... فأنا أحبه بجنون ولن أتخلى عنه في يوم ما ولكن أريد إن أغض بصري عن أجساد الرجال غيره...
وبارك الله فيكم
24/06/2005
رد المستشار
الأخت الكريمة:
أهلا ومرحبا بك زائرة لموقعنا ومعذرة لتأخري عليك فمشكلتك رغم أنها تبدو بسيطة في ظاهرها إلا أنها من المشكلات التي حيرتني كثيرا، وكنت أؤجلها دوما وأرفض أن أجيب عليها وأنا على عجلة من أمري وأفضل أن أنتظر حتى يسنح وقتي بإجابة مفصلة أخوض فيها محللة جوانب مشكلتك مع زوجك.
في البداية تعالي نتخيل موقفا مشابها بينك وبين زوجك ولكن مع تبادل الأدوار... تخيلي لو كنت أنت التي تعانين من السمنة والكل من حولك يضغط عليك من أجل إنقاص وزنك.. الكل يرفض شكلك بهذه الصورة ويستمر هذا الوضع لسنوات ولسنوات.. حتى زوجك المحب لك والذي لا تتوانين في تقديم كل ما هو جميل له لا يرضى عن شكلك بهذه الصورة .. ودوما يلح عليك أو يلومك لأنك لا تبذلين أي جهد لإنقاص وزنك... أرجوكِ تخيلي هذا الموقف وعيشيه لحظة بلحظة.. بكل مشاعره وكل إحباطاته وأخبريني عن رد فعلك.. ألا يدفعك هذا الموقف للإحباط ولسان حالك قبل مقالك يردد كما في المثل المصري: "ما لقيوش في الورد عيب قالوا: أحمر الخدين"؟
ألا يعني هذا بالنسبة لك أن كل ما تبذلينه من جهد وكل ما تتمتعين به من ميزات لا يساوي شيئا عند المحيطين بك وأهمهم بالنسبة لك زوجك المحب؟ ألا تتوقعين أن يدفعك هذا الإحباط للكف تماما عن محاولة بذل الجهد من أجل تحسين صورتك في عيني زوجك والمحيطين بك؟ وأذكر حالة عرضت على أحد الزملاء لسيدة تعاني من اكتئاب شديد وبدانة مفرطة لأن الاكتئاب يدفعها لتناول الطعام بدون وعي... هذه السيدة كانت ممتلئة بعض الشيء ولكن زوجها ظل يلح عليها ليل نهار ويلومها لأنها سمينة... أصابها الاكتئاب وكان من أعراضها إقبالها على الطعام بصورة مبالغ فيها مما ضاعف من بدانتها وبالتالي نقد زوجها لها .. وعاشت هذه المرأة في دائرة مفرغة من اللوم والنقد والاكتئاب، وبداية علاجها كانت بقطع هذه الدائرة المفرغة والتوقف عن لومها وانتقادها من جميع المحيطين بها..وتقبلها كما هي والاحتفاء وتشجيع أي تحسن ولو طفيف في جسدها.
هذا هو وضع زوجك لو وضعت نفسك مكانه وقبل أن نتحدث سويا فيما يجب عليك فعله... أجد لزاما على توضيح بعض الأمور التي قد تكون خافية عليك... فمن المؤكد أن اغترابك في مجتمعات تعلي من شكل صورة الجسد وتروج لمعايير معينة لازمة للجسد المثالي وتصدر لنا هذه المفاهيم حتى أصبحنا لا نكف عن الحديث عنها... كل هذا يضغط عليك ويبدو أنك قارئة جديدة لموقعنا أو لم تطلعي عليه بما فيه الكفاية فنحن لا ندعو الزوجات للحفاظ على جمال أجسادهن من أجل أزواجهن ولكن دعوتنا للجميع رجالا ونساءا تركز على أهمية الرضا عن صورة الجسد ومحاولة الوصول لجسم صحي من خلا غذاء متوازن، وطالعي من أجل هذا ما كتب عندنا عن الحمية والأكل.
مرة أخرى وقبل أن أبدأ معك في وصف ما يمكنك فعله سأحكي لك قصة حدثت لي منذ سنوات وبعد زواجي بشهور قليلة... حيث التقيت بإحدى الصديقات وطلبت مني أن أقدم لها النصيحة من اجل تحقيق السعادة في الحياة الزوجية لأنها على وشك الزوج، وقلت لها بالحرف الواحد: "السعادة في الحياة الزوجية تبدأ بالحرص على تجنب تضخيم عيوب شريك الحياة ... وتجنب وضعها تحت الميكروسكوب أو العدسة المكبر" ... ضحكت صديقتي وتعجبت من قولي... وقالت لي: هذه نصيحة غريبة جدا منك ولم يمر على زواجك شهور لا تتعدى أصابع اليد الواحدة بأي حال من الأحوال والمصادفة الغريبة أنني قابلت في اليوم التالي أختها والتي تزوجت منذ سنوات... ووجدتها تبثني شكواها من زوجها لأن به العيب الفلاني والعلاني وكأنها رسالة من الله لتخبرني بصدق ما ذهبت إليه... وأنت يا حبيبتي... مشكلتك مع زوجك ليست في زوجك ولكن مشكلتك نابعة من داخلك أنت فزوجك عيبه أنه سمين ولا يستمع لكلامك ولا يحرص على تخفيض وزنه ويتم تضخيم هذه المشكلة بداخلك لتصبح جبلا من المشكلات فهو لا يهتم بك ولا يحرص على تلبية احتياجاتك وهو عنيد ولا يلقي لك بالا.. وهو لا يحرص على أن يعينك على غض بصرك عن غيره من الرجال... أليس كذلك؟!!!
وبجانب هذه المشكلة العظيمة تتضاءل كل حسنة وكل ميزة له فهل فكرت مرة في حالك لو كان زوجك عصبيا أو عنيفا أو يتعمد إهانتك وسبك باستمرار؟!!! وهل فكرت في حالك لو كان زوجك يغير عليك غيرة مفرطة ويعذبك بشكه فيك آناء الليل وأطراف النهار؟!!! وهل فكرت في حالك إذا كان زوجك لا يتحمل مسئولياته عنك وعن أولاده؟ وهل فكرت في حالك لو كان زوجك دائم التطلع للنساء الأخريات ويخونك مع غيرك؟ وهل فكرت في حالك وأنت تعيشين مع زوج شديد البخل يقطر عليك وعلى أولاده؟ وهل فكرت في حالك وأنت تعيشين مع رجل جاف الطباع بخيل في التعبير عن مشاعره وعواطفه؟ وهل فكرت في حالك وأنت تعيشين مع رجل فرض عليك ولم تتقبليه ولا تكنين له أي مشاعر وكرهك له ونفورك منه يزداد يوما بعد يوم؟ وأشكال معاناة البشر مع شركاء حياتهم لا تنتهي ... وبذلك يمكن تخيل قائمة لا نهاية لها من الأسئلة على هذه الشاكلة... ولا يعني هذا بالطبع أنني أهون من مشكلتك أنت بالذات ولكنها دعوة لكل امرأة (وكل رجل) بالكف عن تضخيم عيوب شريك الحياة، وتسليط عدسات الميكروسكوب على ميزات الشريك بدلا من عيوبه.
وبنهاية مشكلتك الداخلية والتخلص منها تماما يمكنك التعامل مع مشكلة زوجك بهدوء اكثر وصفاء ذهن فلا يوجد ما يضغط عليك ... لا تلوميه ولا تشعريه بعدم تقبلك له ولكن حاولي مساعدته على ممارسة رياضة يحبها داخل أو خارج المنزل.. خططي معه من أجل ذلك، وساعديه على تجنب المواقف التي تدفعه لأكل طعام يزيد من سمنته... فلا مانع من أن تمديه بطعام منزلي لو علمت أنه سيتأخر في عمله حتى لا تضطريه لتناول طعام "التاك أواي" عالي الدهون، ويمكنكما سويا البدء بممارسة البرنامج الغذائي الموجود على موقعنا والمستمد من السنة النبوية، ومع دعواتي أن تقر عينيك بزوجك وأن يرزقك الرضا عن حالك وأن يعينك على نفسك
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعدما نبهتك إليه مجيبتك الدكتورة سحر طلعت غير أنني أودُّ فقط إحالتك إلى ما تعرفين منه كثيرا عن مخاطر التعلق بالصورة ومخاطر الحمية المنحفة (الرجيم) التي تكادين تجبرين زوجك عليها، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
أكذوبة الأيزو الإنساني: تصحيح مفاهيم
لماذا تفشل أساليب الرجيم الغذائية? Why Diets Fail?
عقاقير تثبيط الشهية ( أدوية الرجيم Diet Drugs)
الأصل وصورة المرآة: وما أدراك ما المرآة
الجوع والشهية ومعامل الشيع
رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي
أكذوبةُ الوزن المثالي
هل البدانة مرض؟
مسارُ البدانة من الصحة إلى المرض
وفي النهاية أتمنى أن تراجعي أفكارك وتابعي معنا ما ننشره على صفحة البدانة والنحافة وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.