ماضي زوجتي الإلكتروني.. كيف أنساه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم تحياتي لكم ولهذا الموقع وجعله الله في ميزان حسناتكم ابدأ بملخص عني وعن زوجتي:
أنا شاب بالثلاثين من العمر أدرس دراسات عليا متزوج منذ 8 سنوات من بنت خالي تزوجت بطريقة تقليدية لكني أحب زوجتي ليس الحب الذي نراه في الأفلام لكن حب هادئ ويوجد تفاهم كبير بيننا ملتزم أصلي أغلب الأوقات وأصوم وأبتعد عن الحرام جهد إمكاني حيث طيلة فترة مرهقتي ودراستي الجامعية لم أرتبط بعلاقة مع بنت، زوجتي تصغرني بعدة أشهر تنحدر من عائلة متدينة فهي تصلي وتصوم وتؤدي كل واجباتها الدينية والدنيوية من حقوق الآخرين... متوسطة الجمال تحمل شهادة جامعية لكن لا تعمل بل متفرغة للبيت.
وأعتقد هذا ترك بعض الفراغ في حياتها لكوني مشغول معظم الوقت في دراستي لكني لم أكن أعطيها الوقت الكافي تسعى لإرضائي وأنا بالمقابل أقوم بكل ما استطيع لجعلها سعيدة لدي بعض الغلطات في الماضي لكن أصحح هذه الأغلاط في تعاملي معها كلما فطنت لها... احترمها لم اضربها أو أهينها أو أسمعها كلمة جارحة طوال فترة زواجنا الآن لدينا طفلين والحمد لله يملئون حياتنا فرحا الحادث حصل قبل 3 أو 4 سنين وكان لدين ابن واحد وزوجتي حامل البداية كانت في ليلة شتوية وأنا عائد للبيت بعد أن أتممت الدراسة لامتحان عند أحد الأصدقاء حيث كما أسلفت أني طالب... عندما رنيت جرس البيت تأخرت زوجتي بفتح الباب وكانت غير طبيعية نظرت لجهاز الكومبيوتر لمحت احد برامج المحادثة وكلمة أين ذهبت لكن لم استطع أن أشاهد الاسم وبعدها انطفئ الجهاز لخلل دب الشك في نفسي فسئلت زوجتي ما بك ولما هذا الارتباك ولم قمت بإطفاء الجهاز بطريقة خاطئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد إلحاح من جانبي ونبرة بها بعض التهديد أعطتني سبب لا أتذكره الآن صدقتها أو هكذا أوهمت نفسي لكن بعد أعادة التفكير بموضوع المحادثة قررت التجسس على محادثات زوجتي على الشات فقمت بوضع برنامج لهذا الغرض وبعد عدة أيام قمت بفتح البرنامج فوجدت عنوان بريد وكلمة سر تخصه قمت بفتح البريد لاكتشف ما أعتبره خيانة، مجموعة من الرسائل التي استلمتها زوجتي من شاب يصغرها بالعمر يقيم في بلد ثاني لم تكن رسائل غرامية بمعنى غرامية بل كانت أشبه بصداقة لكن بالنسبة لي هذا الأمر لا يغتفر كما وجدت رسائل من شخص ثاني لكن كما يبدو أن زوجتي لم تكن تجاوبه لكون أسلوبه فيه قلة أدب ناديت زوجتي وسألتها لمن هذا الايميل وكلي أمل أن يكون لأحد الجارات التي تستخدم الانترنت في منزلي لكن الجواب أنه خاص بها فقلت لها أني داخل الايميل الآن وقرأت كل الرسائل التي يحويها فصدمت وكاد يغمى عليها...
حقيقة لا أذكر تفاصيل الكلام والنقاش لكنني كنت كمن ضرب على رأسه غير مصدق لهذا الأمر وبما أننا كنا ننتظر مولود جديد لم أؤذيها بفعل أو بكلام جارح يخص الشرف لكني عتابي وحسابي لها كان شديد. اكتشفت من خلال المحادثات أن زوجتي كانت على وشك قطع العلاقة بهذا الفتى ولكنها أرسلت صورة خاصة بها لهذا الفتى وأنها اتصلت به تلفونيا مرة لإعلامه بأنها أونلاين الآن محتوى الرسائل كما قلت لم يكن غزل عدى بعض الكلمات من قبل ذلك الفتى حيث كان يكتب الشعر ويعرضه عليها لتقيمه وفي بعض الأحيان كان يهديها هذا الشعر أو يكتبه لها...
لا أعرف كم استمرت العلاقة ربما شهر أو اثنين. انتهى هذا الأمر بألف اعتذار ووعد بان لا تعود لهذا الفعل استمرت تداعيات الأمر معي لفترة ليست بالقصيرة لكن وصلنا إلى تفاهم وبالأخص أن فترة سيئة جدا مرت على عائلتينا وبالتحديد عائلتها فكنت خير معين لها لتعبر هذه المرحلة فكنت الصديق والأب قبل أن أكون الزوج مشكلتي أني لا أنسى أو بالأحرى أنسى لفترات وأعود فأتذكر من جديد بسبب فلم أو حادثة أقرأها على النت أو عندما اجلس لمراجعة الماضي...
هذه الحادثة تكون النقطة السوداء في تاريخ علاقتنا وتبعث في الغضب العارم وتمني الموت لزوجتي في بعض الأحيان لكن عندما أنسى هذه الحادثة أعود لحبي لها وعطفي عليها هذا التناقض في مشاعري يقتلني ويسبب لي الازدواجية ولأكون منصف بعد مرور سنتين من هذا الحادث وكان كل شيء بيننا على ما يرام سافرت زوجتي لزيارة الأهل في بلدنا وأنا في تلك الفترة تعرفت على فتاة لكن يشهد الله أني لم أقم بعلاقة معها علما أنها حاولت وبشتى الطرق أن تجرني إلى المحظور حتى في مرة عرضت علي نفسها لكني رفضت وسيطرت على نفسي وأنهيت العلاقة لقناعتي بعدم جدواها قبل رجوع زوجتي من السفر بفترة طويلة قد تتساءل لما قمت بهذه العلاقة من أصله الجواب أردت أن أجرب الصداقة لأني كما أسلفت لم أقم بأًي علاقة من هذا القبيل سابقا قد يبدو السبب سخيف لكنها الحقيقة ومثلما يقال الشيطان شاطر عرفت زوجتي بأمر هذه العلاقة من خلال إحدى المسجات التي بعثتها هذه الفتات لكن المسج كان بها توسل أن أعود لعلاقتي بها وجوابي كان الرفض القاطع فشفع هذا الأمر لي لدى زوجتي واستطعت أن أصلح الأمر معها بكل تعقل واحترام بحيث حاولت أن لا أجرح أنوثتها.
نعود إلى المشكلة الأصلية الآن علاقتنا على أفضل ما يرام لكن بين الحين والآخر عندما أتذكر تلك الحادثة اشعر بألم كبير وأتمنى أن امحيها من ذاكرتي وهذا الأمر يحصل غالبا عندما أكون مسافر حيث يتطلب عملي السفر في بعض الأحيان أي عندما ابتعد عنها اشعر بهذا الألم وتعود الذكرى إلى نفسي الآن أنى معطي زوجتي الثقة الكاملة ولم أشعرها في يوم من الأيام بان تلك الحادثة ما تزال في ذاكرتي لكن أريد التخلص من تلك الذكرى بأي شكل من الأشكال، لا أعرف كيف هل أكلمها من جديد بشكل هادئ وأطلب منها تفسير لما عملت ذلك علما أنها فسرت ذلك في وقته وذلك لكون جزء كبير من يومها تعيشه بفراغ وكذلك كوني كنت جاف معها بعض الشيء عاطفيا وأنها كانت تريد ملأ الفراغ فدخلت بعض غرف المحادثة فقط لتقضية الوقت ومن هناك بدأ البلاء لا اعرف ما العمل أريد أن أنسى الأمر أو أتجاوزه بدون أن أسبب لها آلاما لأن إذا علمت أن هذا الموضوع ما زال يؤرقني فإنها لن تغفر لنفسها
أرجو المساعدة ولكم ألف شكر وتقدير.
19/01/2007
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة؛
عنوان المشكلة "ماضي زوجتي الإلكتروني" جعلني أفكر بمعايير جديدة على الإنسان أن يعرفها وفق المفهوم الحديث للحياة لأننا نعرف الماضي هو الخبرات التي مر بها الإنسان في فترة زمنية سابقة من حياته واقعيا أما الماضي الالكتروني فهو مفهوم جيد وبما انه مفهوم جديد فرضه التطور الحضاري علينا أن نفهم أضراره على الحياة الإنسانية وهو أقل ضررا من ماضي الإنسان الواقعي.
عزيزي صاحب المشكلة، إنك اعترفت ضمن طرح مشكلتك أنك السبب لوجود فراغ عند زوجتك وبالتالي وقعت في هذا الخطأ الإلكتروني الذي لم تعرف القوانين لحد الآن ما هي عقوبته، والحالة الأخرى أنك قمت علاقة مع إنسانة أخرى في حالة غياب زوجتك على الرغم أنك لا تفعل شيئا خاطئا مع الفتاة ولكنك بادلتها الحب، إنكما الاثنان في حالة ماضي الزوجة ماضي إلكتروني وأنت ماضي واقعي أسالك بالله أيهما ماضيه الأكثر خطأ إلا أنك أنت ماضيك الواقعي الملموس أشد من ماضي زوجتك غير الملموس في الواقع وإنما هي نزوات إلكترونية، في الحقيقة لا نريد إدانة كل منكما وأيهما أكثر سوء في ماضية هدفنا أنك تتخلص من مشكلتك وتكون مرتاح البال أخي العزيز عليك ما يلي:
1- عليك أن تعتبر الماضي انتهى لكل منكما.
2- عليك أن لا تترك زوجتك وقت طويل لوحدها.
3- عليكما الاهتمام بالأطفال وأن تكون علاقتكما أماهما صحيحة حتى لا تنعكس الأمور السلبية على الأطفال.
وعليك الآن مناقشة الموضوع بشكل غير مباشر وبروح التفاهم مع زوجتك من خلال القول اسمعي يا زوجتي العزيزة إن ما حدث في الماضي على الانترنيت هو حدث وليك أن تنسي الموضوع وأنا أنسى ذلك ونسعى لخدمة حياتنا الزوجية وأطفالنا وأنا أعاهدك وأنتي تعاهديني أن نكون في خدمة أطفالنا وكل شيء يتم بالثقة المتبادلة وان الله غفور رحيم.
بهذه الأمور والأمور التي يفرضها لقاءكم الودي تذوب المشاكل العالقة في الذهن وتنفتح أمامكم طموحات الحياة اللاحقة وتدفنون الماضي بمختلف أنواعه لأن استمرارك بالتفكير بالماضي الالكتروني سيعذبك ويهدم حياتك الزوجية وأنك إنسان فاهم ومتعمق في العلم ونتمنى لك حياة زوجية هانئة وأطفال ذو تربية موفقة ولعلا لك في طلب العلم خاصة وانك تدرس الدراسات العليا. مع فائق تقديري وأتمنى أن نسمع أخبارك الجميلة.