الشخصية التجنبية والخروج إلى الحياة
أنا عندي 24 وفي آخر سنة من كلية طب، مشكلتي أني أحس أني أقل من غيري مش عارف ليه! ممكن تقول إن ده شعور وهمي بس أنا مش عارف ده اللي بحسه لما ألاقي مثلا زمايلي عندهم طموح وعارفين هما عايزين إيه في حياتهم وعندهم، أنا مش عارف أنا عايز إيه في حياتي وحاسس إن الحياة أكبر من أني أعيشها وأني مستحقش أعيش مش عارف، أنا دخلت كلية طب وأنا مش عارف أنا كنت عايز أدخلها ولا لأ أنا كنت في الثانوي بكره الأحياء جدا وحتى أقل مادة كنت بذاكرها.
أنا حالتي دي بدأت تقريبا مع تانية ثانوي كنت بحس دايما أني أقل من زمايلي في التفكير حتى أنا كنت بفكر أدخل علمي رياضة كان نفسي أطلع مهندس زي خالي بس لما كنت في دروس الرياضة بحس أني أغبى من من كل اللي دخلوا رياضة فقمت حولت علمي علوم قلت الحفظ أسهل من الفهم لكن المشكلة كنا جبنا في السنة دي كومبيوتر ومعاه بدأت إدمان المواقع الإباحية والعادة السرية وبدأت صلاتي تقل وأوقات ما أصليش خالص وكان أبويا سافر السنة دي برا وكان هو من الناس اللي بتشجعني في المذاكرة جبت تانية ثانوي 95 وتالتة 95 ومش عارف من الوقت ده مابقتش أذاكر زي زمان، أنا كنت كل سنة بطلع من الأوائل بس أنا دايما كنت بحس أني أقل من زمايلي معنديش نفس تفكيرهم ما بعرفش أتكلم زيهم, مبعرفش أهزر زيهم.
أنا عارف إن الكلام ده تافه بس أنا كنت حاسس أني مش عارف أبقى زيهم وأبقى زي الشخصيات اللي تحس أنهم كانوا متريسين على الشلة وكده أنا سافرت بعد كده برا عند أبويا عشان أعيد الثانوية العامة وبعد كده جيت وكان قدامي كل كليات القمة أني أدخلها وماكنتش عارف أنا عايز إيه بابا قال لي خش طب دخلت طب في محافظة بعيدة عن بلدي وهناك ماكنتش عارف أتأقلم مع الوضع كانت الكلية صعبة والغربة كانت صعبة علي مع أن في ناس غيري كانوا متكيفين مع الوضع.
طفولتي أنا كنت كل سنة بطلع من الأوائل بس عمري ما طلعت الأول، أمي كانت بتقوللي لازم تبقى زي الاتنين الأوائل وتقول لي اسمع كلامهم وكده أنا ماكنش عندي شخصية مهمة، أنا كنت وأنا صغير بتنرفز على أتفه حاجة وأتخانق مع المدرسين وبحس أنهم مضطهدني وكان دايما بتخانق معاهم على طول وده كان بيديهم انطباع أني قليل الأدب، أنا كنت لما بتخانق بتنرفز وبس وما باقدرش أرد عليه كنت دايما بارد بالزعيق اللي مفيهوش كلمة مفيدة وإيديا كانت سابقة مخي وكنت بدخل في الضرب وكنت هموت واحد قبل كده، أنا دلوقتي لو حد قاللي حاجة مابعرفش أرد عليه بأي حاجة وببقى نفسي أرد بأي حاجة بس أنا للأسف ما بعرفش ماينفعش أعمل زي زمان واتخانق بايديا بس ماينفعش أسكت وللأسف أنا بسكت لأني ما بعرفش أرد
ماما وبابا كانو دايما بيتخانقو لحد قبل ما يسافر أبويا وكانوا دائما يعايرو بعض أنا ما بستفيدش من خبرات أبويا زي ما أي حدي بيفيد ابنه احنا متخانقين مع كل قرايبنا تقريبا ومفيش حد بيزورنا ولا بيسأل عنا.
أنا مابعرفش أختار أي حاجة حتى لبسي يا إما بشتري لبس كبير أو صغير علي وما بعرفش أقول إن ده صغير وده كبير بتدبس في الحاجة كل مرة بقيت أخاف أنزل أشتري هدوم.
أنا الحياة اليومية مملة أنا كنت طول الوقت وأنا في الكلية حاسس إن الكلية دي كبيرة عليّ وأنا مش قدها ودلوقتي وأنا قربت أتخرج منها حاسس إن الحياة صعبة والمستقبل أنا مش قده لأني مش هعرف أعيش بالعقل اللي عندي وأنا أقل من زمايلي وأن اللي عندهم ذكاء هما اللي ينجحو في حياتهم بعد ما قعدت فيها كام سنة حولت للكلية في بلدي بس نفس الإحساس هو هو وما ارتاحتش.
يعني أنا بدأت أروح لدكاترة نفسيين من أولى كلية وباخد أدوية وحاسس أن الأدوية مش كفاية عايز أعرف أفكر زي زمايلي وأعرف أنا بحب إيه وبكره إيه أنا معنديش هوايات وباكل وبنام كتير وساعات أيام بيعدي وأنا ما عملتش أي حاجة في يومي أنا مثلا لما أتفرج على فيلم أتفرج عشان واحد إن ده حلو لكن حاسس أني ما بعرفش أقيم أي حاجة، آخر دكتور رحت له دكتور مشهور في القاهرة والمفروض هبدأ معاه علاج جماعي بس بعد ما أخلص امتحانات بس أنا خايف أني أكون بحمل أهلي أكتر من مما يحتملون العلاج غالي والجلسات دي هتكون كتير وكمان الوقت مع الدكتور مش بيبقى كفاية.
أنا ماشي دلوقتي على إفكسور وهو كويس إلى حد ما بس حاسس أني بقيت أخاف أكتر من ساعة ماخدته بس هو حلو في أنه خلاني أبطل المواقع الإباحية وطول ما أنا بخده ما بدخلش المواقع دي ولا بعمل العادة السرية خدت قبل كده لفترة طويلة ويلبوترين وسيمبالتا والأخراني ده كان كان كويس أوي أنا قريت في المشاكل عندكم ولقيت نفسي في مشكلات الوسواس والشخصية التجنبية وعدم النضج الوجداني بعد ما قريت مقالة النضج الوجداني. وآسف آوي على أني كاتب بشكل ملخبط اعذرني ما بعرفش أعبر كويس.
12/01/2012
رد المستشار
شكراً لاستعمالك الموقع وأتمنى لك النجاح في اختباراتك النهائية.
في بادئ الأمر أنت الآن في مرحلة حرجة من حياتك ولا بد من التركيز على اجتياز هذه المرحلة من دراستك بنجاح. لذلك سأوضح قضيتك من خلال نموذجين:
1- النموذج المقطعي: عليك أن تنظر إلى حالتك النفسية والوظيفية من خلال تصور الدماغ وكأنه مركب من جزأين:
وعاء عاطفي مسيره وتنظيمه يخضع للجهاز الحوفي Limbic System، الجهاز الإداري وهو في الفص الأمامي من المخ (الفص الجبهي Frontal Lobe)، كلا الجهازين في اتصال مستمر. أنت الآن في حاجة لجهاز إداري يعمل بأفضل قدراته من حيث التركيز والذاكرة والتنسيق. بدون ذلك قد تكون نتائج اختباراتك النهائية ليست بالمستوى المطلوب. بالطبع وظائفك الإدارية تتأثر بوعاء عاطفي لا يزال يحتوي على عواطف سلبية مثل القلق، الاكتئاب، الغضب واليأس. العواطف الأخيرة تأثيرها سلبي على الوظائف الإدارية والوظائف الإدارية طالما كان أداؤها دون المطلوب فإنها تؤثر هي الأخرى سلبياً على الوعاء العاطفي. بعبارة أخرى يتم استحداث حلقة مفرغة لا بد من السيطرة عليها.
في هذه المرحلة لا بأس من استعمال دواء الدلوكستين Duloxietine. إذ يساعد هذا الدواء بجرعة 60 إلى 90 مغم في حالتك على احتواء العواطف السلبية الاكتئابية والقلق وفي عين الوقت ينشط التركيز والذاكرة العملية عكس أدوية الكآبة الأخرى. إذا لاحظت تقلبات في المزاج واضطراب النوم فعليك بجرعة بسيطة من الكوتايبين الاعتيادي Quetiapine وليس طويل المفعول في هذه المرحلة بجرعة 25 إلى 50 مغم. الدواء الأول تأخذه صباحا وقبل العاشرة.
أنت أعلم كطالب طب بأن يتم العلاج تحت إشراف أخصائي في الصحة النفسية وربما قد يختار دواء آخر.
2- النموذج الطولي: لا شك أن شخصيتك بسبب عوامل متعددة تطورت إلى شخصية تجنبية Avoidant Personality ولكن هذا لا يعني بأنك تعاني من اضطراب الشخصية التجنبية. يميل الكثير كذلك إلى استعمال تعبير عقدة النقص التي تعاني منها منذ مرحلة البلوغ بسبب ضغوط يتعرض لها الصبي من العائلة والمجتمع والجميع يتوقع منه إنجازا بعد آخر في المجال الدراسي والفكري والمهني. بالطبع والداك لا يقصدان إلا خيراً لك وكل ما كانوا يبتغونه أن تكون ناجحا ومستقلاً في حياتك. بالطبع هناك عوامل غياب الوالد، القلق من فراق الأهل وعدم وجود علاقة حب تساعدك على فراق العائلة وإعطاء معنى جديد للحياة وبداية عهد جديد من كفاح لبناء مستقبل ملئ بالحب والدفء وحب الآخرين.
هنالك عدة نظريات سوف لا أخوض فيها بعمق الآن لتفسير شخصيتك التجنبية Avoidant Personality لأن ما يهمني في هذه المرحلة هو استعمال النموذج الأول الذي يساعدك في اجتياز هذه المرحلة الحرجة من حياتك.
باختصار إن الشخصية التجنبية لها بعد من الخجل وسرعة الشعور بالفشل والعار يساعد الفرد على الدفاع ضد القلق والحرج ورفض الآخرين له حتى من أقرب الناس إليه إلى أبعدهم. يعيش الكثير منهم خوفاً من كشف جوانب من شخصيتهم في تصورهم ضعيفة وغير مقبولة اجتماعياً وعائلياً وهذا ما يفسر علاقتك بالآخرين وبوالديك. إن الشعور بالعار الذي هو أحد جوانب هذه الشخصية ما هو إلا تعبير آخر للاختفاء ولذلك ترى الفرد يتجنب أي علاقات شخصية حميمية خوفاً من الشعور بالعار الذي لا وجود له أصلاً. لذلك أقول لك ابحث عن علاقة صداقة وحب وابدأ عميلة فراق من العائلة لا تؤدي إلى العزلة بل على العكس تخرجك من عزلة عشت فيها لما يقارب عقدا من الزمن.
ولك التوفيق وتأكد أن ما حدث لك طالما شاهدته في الكثير من تلاميذي وجميعهم الآن أطباء أكفاء.
واقرأ على مجانين:
اضطراب الشخصية التجنبية... راجع المختص
اضطراب الشخصية التجنبية: نصائح عملية
ماذا أريد وماذا حققت؟ الشخصية التجنبية!
الشخصية التجنبية والحياة على الهامش
ويتبع>>>>>>>: الشخصية التجنبية والخروج إلى الحياة م
التعليق: أعجبني في رد الدكتور حديثه عن النموذج المقطعي، وقد جربت هذا شخصيا ونجح إلى حد كبير، بمعنى عندما أفصل عملي الحالي عن مشاعري السلبية أركز أكثر وأنتج أكثر، فعندما تأتيني مشاعر سلبية عند دراستي مثلا، أخاطب نفسي، إن سبب المشاعر السلبية ليس الدراسة نفسها وإنما شيء آخر في نفسي يجب تقويمه .
جرب هذا أخي وسيساعدك كثيرا.
وبالنجاح بامتحاناتك،
وادعوا الله أيضا أن يوفقني بامتحاناتي