والدي الحبيب: ثرثار شتام شكاء!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مشكلتي مع أبي هو إنسان طيب جداً ولكن تظهر عليه بعض التصرفات الغريبة.
مثلا يتكلم مع أي شخص سواء من أحد أفراد العائلة أو خارجها ويحصل مشكلة صغيرة ينقلب سريعا ويصير يسب ويشتم إذا الشخص قال وجهة نظره وما تعجبه وألا يقتنع بكلام الشخص ويسفل فيه الأرض ثم يذهب إلى أي أحد ويشتكي له عن اللي حصل بس أنه يقلب الأوضاع ويفبرك قصة جديدة يكون هو المظلوم ويسوي نفسه بك ويأخذ دور الضحية.
وبعد ساعات يرجع عادي يضحك مع الشخص اللي كان متخاصمين معه وكأن شيئا لم يكن وهذا الوضع وتر البيت وأشعل المشاكل بين أفراد العائلة أصبح الكل لا يطيق وجوده والكل يهرب منه ويتفادى الحديث معه حتى إذا نصحته وبينت له خطأه يقلب علي ويسبني ويسب زوجي مع أن زوجي دائماً يقف بجانبه ويستمع لكلامه لمدة ساعة أو أكثر، وكل ما أي أحد يجلس يتكلم لساعات طويلة ولا يقدر الظروف بس أهم شيء يتكلم ويجيب في سير الناس ويسب وبس وينتقد كل شي حتى أنه أصبح لا يفكر في أحد أبدا وأمور البيت آخر همه.
وعندي أختي عمرها 12 سنة أصبحت لا تحترمه ونتكلم عليه وعلى تصرفاته
أرجوك ساعدني ما الحل
3/5/2012
رد المستشار
أختي العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
يصعب على أي أخصائي في الصحة النفسية تحليل هذا السلوك بدون الحصول على المعلومات التالية وهي:
1 - معدل تردد السلوك أسبوعياً أو شهرياً.
2 - عمر الفرد.
3 - تاريخ السلوك أو بعبارة أخرى هل هو سلوك منذ أيام المراهقة وبداية البلوغ أم هو سلوك جديد.
4 - مدة السلوك.
5 - هل الفرد يتعاطى عقاقير لغرض العلاج.
يطلق على السلوك الذي تم وصفه في رسالتك تعابير تقنية متعددة منها :
1- اضطراب النوبات السلوكية Paroxysmal Behavioral Disorder.
2- متلازمة فقدان السيطرة العرضي Episodic Dyscontrol Syndrome.
هذا التعابير لا تعني وجود مرض عضوي أو نفسي دوما وهي مشتقة من دراسات شغلت ألكثير من الاختصاصيين على مدى عقدين من الزمن. على ضوء ذلك يميل الكثير في هذه الأيام إلى تصنيف مثل هذا السلوك ضمن فقدان الانتظام الوجداني Affect Dysregulation .
إذا افترضت بان عمر الولد هو بين الخمسين والسبعين عاماً وهذا السلوك حديث العهد فلا بديل من استشارة طبيب عام في بداية الأمر لأجراء الفحوصات الطبية اللازمة وبعدها استشارة طبيب نفساني. أما إذا كان هذا السلوك قديما فعند ذاك يمكن الجزم بأنه جزء من شخصية الإنسان المتميزة بفقدان الانتظام الوجداني.
علاج مثل هذا السلوك يعتمد على البيئة الحضارية والعائلية وتقبل الفرد لتغيير السلوك. هناك العديد من العقاقير التي يمكن استعمالها غير أني لا أود التطرق إليها بدون الحصول على معلومات أكثر. ولكن حتى مع استعمال العقاقير لابد من العلاج السلوكي.
القاعدة التقليدية ( A B C ) في دراسة مثل هذا السلوك هو محاولة تعيين الآتي:
1 - سوابق السلوك Antecedents .
2 - السلوك Behavior .
3 - عواقب السلوك Consequences .
يمكن تنبيه الوالد أولاً إلى عواقب هذا السلوك وتأثيره على بقية أفراد العائلة. يمكن الحديث معه حول سوابق السلوك وكيف يمكن تجنبها. بعد ذلك لا سبيل إلا إلى التفكير بعواقب السلوك بصورة عكسية وبعبارة أخرى مقاطعة الوالد لفترة زمنية معينة عند حدوث هذا السلوك.
أما في هذه الأيام فهناك قاعدة يطلق عليها أحياناً قاعدة إشارات المرور Traffic Lights Principle وهي:
1 - السلوك جيد: أخضر.
2 - السلوك السيئ: أحمر.
3 - بداية السلوك: أصفر.
يتم تنبيه الفرد لسلوكه والاتفاق معه على ضرورة تجاوز هذا السلوك، ومحاولة ربط الألوان الثلاثة بالسلوك نفسه. بالطبع اللون الأحمر في مثل هذه الحالة يؤدي إلى الابتعاد المباشر عن الوالد في حالة غضبه واستعماله للكلمات البذيئة. مع الوقت يبدأ الإنسان الانتباه إلى اللون الأصفر ويبتعد عن السلوك المرضي المرتبط بإشارة مرور حمراء.
أرجو أن لا تتردي في إرسال معلومات أكثر وربما سأستطيع توضيح الأمر مع تفاصيل أكثر. ومن الله التوفيق.