"اقرأ" هي أول كلمة تنزَّلت على النبي في غار حراء حسب جميع الروايات، وهي النداء الذي زعزع الوعي البشري وأطلق إرادة العقل وفاعلها مع واقعها المكاني والزماني. والبعض يرى أن الإسلام قد أهمل هذه المفردة التنويرية اليقظوية، وجعلها في أواخر صور الكتاب القصار. وفي واقع الأمر أن كتاب المسلمين يُسمَّى "قرآن" وهو مصدر كلمة "اقرأ" والمصدر يدل على معنى الفعل، أي أن جوهر الإسلام يتمركز في فحوى " اقرأ" وبموجب ذلك سُمّيَ الكتاب قرآناً. فكلمة قرآن بحد ذاتها تحث على القراءة وإعمال العقل والتفكر اقرأ المزيد
"حبر على ورق!!" عبارة تجري مجرة الأمثال في مجتمعانا، والمقصود بها أن المسافة ما بين القول والفعل شاسعة جداً، فما يُتفق عليه يكون مجرد كلمات كتبت بحبر الختام والتمام, أما بعدها فلا عمل يأتي ولا إنجاز يُرى. وفي عصر "الكي بورد" يمكن القول أنها مجرد "كلمات على الشاشة" وكأنك تكتب فوق الرمال أو على وجه الماء. وهذا يعني أن الكلمة فقدت قيمتها ودورها في مجتمعاتنا المعاصرة التي كانت الكلمة فيها تخبرنا عن فعل فصارت هي الفعل وحسب. اقرأ المزيد
هولاكو الذي أحرق بغداد على الأرجح في (10\2\1258) كان صاحب عقيدة دينية، ويرى أنه ينفذ عِقاب الرب في خلقه، وما هو إلا مُؤَيَّد ومنصور بقوة ذلك الرب الذي رفع راياته جدّه جنكيز خان ففتحت له الدنيا وأذلت الملوك والقادة والسلاطين فامتلكهم واستباح بلدانهم وعاث فساداً وقتلاً بديارهم. ومن الكلمات التي توضح عقيدته الدينية التي تحكّمَت بسلوكه ما يلي: "من نائب ربّ السماء، ماسح وجه الأرض، ملك الشرق والغرب قان قان". مفتتح رسائل ابن جنكيز خان في رسائله الموجهة لملوك الإسلام يدعوهم للطاعة. (البداية والنهاية لابن كثير ج13-156). اقرأ المزيد
أرسل لي أحد الأصدقاء صورة لطفل يتغرغر ببراءته ودموعه والطين يلطخ ملابسه الرثة، وأرفقها بشعر شعبي نواحي رثائي بكائي يتفجع لحال الطفل، وكان يحسب أن المتلقي سيُعجب بهذا السلوك الذي تعودنا عليه، والناجم عن تبلد أحاسيسنا الإنسانية وموت ضمائرنا، فأصبحنا نحسب البكاء على وجيع الآخرين هو أقصى ما يمكننا أن نقدمه لهم. فالسائد في مجتمعاتنا هو البكاء والرثاء، والمناسبات التي تجمعنا وتفاعلنا هي مجالس العزاء وما يتصل بها من نشاطات بكائية متراكمة. فنحن مجتمعات بكاء، اقرأ المزيد
الحياة لحظة أو ومضة تغيب وتنتفي، وكل حي ينتهي إلى أعماق التراب الذي يفترس الموجودات ويحيلها إلى رميم، وما يبقى منه سوى مواقفه التي عبّر عنها بفعله وقوله ودلالات إبداعاته المتنوعة، فالإبداع موقف. وعندما يكون الموقف واضحاً يُجسّد الحالة التي تصدى لها وأشار إليها بقوة ما فيه من البيان. والأجيال تتعلم من المواقف والتصدي للحالات التي تتجدد في نهر مسيرتها الدفاق. ولولا المواقف لما تواصلت الحياة. فلكي تحيا عليك أن تكون صاحب موقف وإرادة ثابتة اقرأ المزيد
التخلف تهمة التصقت بأمة العرب والمسلمين، وهي من إنتاج وتسويق المستشرقين منذ أكثر من قرنين، حتى توهمت الأجيال بأنها متخلفة ولا يمكنها الخروج من محنتها التي عليها أن تتعفن فيها. وقد انطلت هذه الفرية على المفكرين فأصبحوا يكتبون ويحللون وينظرون وفقاً لذلك، وما توصلوا إلى ما هو نافع ومساهم في صناعة الحياة الأفضل. بينما الواقع يشير إلى أن الأمة في حرب متواصلة لا هوادة فيها، وأنها تقاوم وتواجه وتتحدى وتضحي وتُجالٍد وتكابد وتحقق انتصارات هنا وهناك وهزائم كذلك اقرأ المزيد
كثيراً ما ننبه -نحن معشر النفسانيين- الناس إلى علاقة أسلوب تفكيرهم بمخرجات حياتهم. ولو جاز تغيير والأمثال والأقوال المأثورة، لقلنا: (قل لي كيف تفكر، أقل لك من أنت). وفي بعض الأحيان قد يقع الناس ضحية التناقضات الوجدانية، فيصبح في أزمة حول خياراته وما يريد، والتناقض الوجداني Ambivalence أن يكون لديك عاطفتان متعاكستان تجاه أمر ما، فأنت من ناحية ترغب به، ومن ناحية أخرى تتمنى التخلص منه، ومن المؤكد أنك لو أمعنت النظر في حياتك وظروفها لوجدت لديك بعض التناقضات الوجدانية تجاه اقرأ المزيد
يفخر أكلة الأمة والطامعون بإفنائها بأنهم قد وصلوا إلى ذروة النجاح في خططهم وبرامجهم الهادفة لتقطيعها إرباً إرباً، ووجدوا في لعبة الدين بمذاهبه وطوائفه غايتهم المنشودة فانطلقوا بتخريبها ابتداءً من القرن التاسع عشر، وبعدها تعلموا فأسسوا الأحزاب المؤدينة التي سفكت روح الأمة والدين، وتوالدت وتناصرَت وتعسكرَت وتسلطت حتى أحرقت الهوية الوطنية والقومية. فديدن الأحزاب المؤدينة مقرون بفقه الغنيمة وعدم الاعتراف بالوطن ككيان سياسي وقوة ذات قيمة حضارية، وإنما تطلعاتها عولمية ورؤاها تضليلية اقرأ المزيد
الإسلام ثورة مطلقة، فكيف يكون سببا للتخلف؟!! أحد الأخوة واجهني هذا الصباح برسالة مفادها "الإسلام سبب تخلفنا" مما دفعني للتعليق عليها بهذه الكلمات. القول بأن الإسلام سبب تخلفنا من الطروحات التي تم بثها في واقع أمتنا منذ بداية القرن التاسع عشر للنيل من وجود العرب والمسلمين، لأن القوة الحضارية التي أوجدها الإسلام لا تضاهيها قوة في التاريخ، ولا تزال كامنة في بلاد العرب والمسلمين، ويجتهد أعداؤهما لإخمادها وتبديدها والنيل من مسارها الذي عليه أن يشرق وينير. اقرأ المزيد
يحدث معنا يا زميلي.... أن تجد أحد كتب تطوير الذات "الإستهلاكية " لدى أحد أقاربك أو مقربيك، فقد لفته عنوان من مثل (الذاكرة الحديدية، النجاح بلا حدود، القائد الفذ....) وغيرها الكثير من العناوين البراقة، والتي نعلم كمتخصصين أن العنوان أضخم بكثير من المضمون، فهذه مواد لم ترتقي للعلمية في أساسها، ومنتهية الصلاحية في إفادتها، لكن لحظة!! ما الذي سنفعله حينها مع هذا القريب؟ هل نقول له ما هي حقيقة هذه الكتب؟ أم نصدع رأسه بموضوع عدم تخصصية الكاتب اقرأ المزيد