لغة الضاد نبض كينونتي، وإيقاع وجودي، وأنياط فؤادي، ونفحات روحي، وفيض أكواني، ولسان حالي، ومداد مشاعري، وأحاسيس أشواقي، ومنهل وعي وإدراكي، وأنغام همساتي، وألحان أمنياتي، وينبوع أحلامي، وفيها أسرار حياتي. لغتي الجميلة كتب بها الأولون روائعهم الشعرية والخطابية، ولها فوارسها الذين اختصروا الأزمان فيها، اقرأ المزيد
أبناء أمة العرب يكتبون ضد لغتهم، فالمقالات السائدة تقترب بسلبية واضحة من لغة الضاد، وتتسبب بإيهام الأجيال بأنها لغة لا تصلح للعصر، وهي السبب في التأخر وعدم المعاصرة. ولا توجد أمة فوق التراب تتكلم عن لغتها بالأساليب التي تحصل في مجتمعاتنا. فهل وجدتم صينيا أو يابانيا أو إيرانيا أو تركيا أو روسيا أو أي أمة تنال من لغتها مثلما نفعل؟ في اليابان انزعج صديقي لأنني شكوت له عن صعوبة وجود مَن يتكلم الإنكليزية، وحسبها إهانة وقال لي: لا نحتاج تعلم لغة أخرى، فلغتنا اقرأ المزيد
الحفاظ على سلامة أية لغة يتطلب قدوات فاعلة في المجتمعات، ومنها المذيعون، والقادة والمسؤولون والذين يتكلمون في المنابر، وأصحاب الأقلام. فلا يوجد مذيع في لغات الدنيا يلحن في كلامه (لحن في كلامه: أخطأ في الإعراب وخالف)، فالمفروض أن يكون المذيع متدربا على النطق السليم، ومتمكنا من اللغة التي يتكلمها، ولديه ثقافة لغوية وافية. اقرأ المزيد
الراسخ في الوعي الجمعي أن العربية ليست بخير، وعلينا أن ندافع عنها، وتنتشر العديد من المقالات التي تشيعها، مثلما فعل (حافظ إبراهيم) بقصيدته (اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها 1903)، فشيعته العربية وما شيعها. فالتوجه العربي تجاه اللغة رثائي وأكثرهم يجيد الكتابة بمداد الدموع، وكأنه يسطر بكائيات، وهذا الاقتراب يتماشى مع المنطلقات اللازمة للانقضاض على أمة العرب. وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورها في ترسيخ المفاهيم السلبية تجاه اللغة، ومنها أن تنشر صور لكلمات عربية مغلوطة وتتخذها ذريعة أو دليل اقرأ المزيد
العرب يتحاملون على لغتهم، وفي مقدمتهم قادتهم ورموزهم ونخبهم الذين لا ينطقون بلسان قويم، وتهلل لهم الجماهير وتمجدهم ليمعنوا بجهلهم وإهانتهم للغة الضاد. وقد أسهم المفكرون والفلاسفة في تأكيد أن العلة في اللغة والدين، وهم يعرفون للمجتمعات البشرية لغاتها وأديانها، وما تشكت منها، وإنما أدركت أن العلم طريقها لصناعة الحياة. ولا توجد لغة لا تستطيع التفاعل مع العلم، فكل لغة مؤهلة لتكون لغة علم، والدليل أن العديد من مجتمعات الدنيا تدرِّس العلوم المعاصرة بلغاتها. اقرأ المزيد
المغرضون أعداء اللغة العربية والعروبة والتأريخ والدين، يطرحون أسئلة ومفاهيم عدوانية يلصقونها بالعرب، ومنها لماذا تأخر الناطقون بالعربية؟ وهذا سؤال لا قيمة له ولا رصيد دلالي وبرهاني، فأية لغة لا علاقة لها بالتقدم والتأخر، الذي يصنع التقدم هو التفكير العلمي بمناهجه ومهاراته، وما يؤدي إلى التأخر هو إنكار العلم وضرورته لبناء الحياة الحرة الكريمة. فأمتنا علتها الجوهرية أنها تنكر العلم أو ترفضه، اقرأ المزيد
الرثاء يطغى في "الشعر ديوان العرب"، ويكاد أن يتسيّد دواوين الشعراء الكبار حتى في القرن العشرين، ويأتي بعده المديح والغزل والافتخار، أما معالجة الحالات الإنسانية والفكرية والجمالية النبيلة السامية، فإنها قليلة وربما غريبة. فأغراض الشعر معروفة وما تبدلت ولا يزال الرثاء سيّدها، ولو تأملتم الشعر الحديث لوجدتم الرثاء هو الذي يسوده أيضا، وتصفحتم أي موقع ثقافي فيه شعر، لتبين أن معظم المنشور رثائي بكائي، وفيه جلد عنيف للذات، والعجيب في الأمر، اقرأ المزيد
علينا أن نكون جريئين وواضحين، ولا نخاف لومة لائم في قول الحق، فما عاد السكوت على هذه الأحوال من حسن السلوك والإيمان. فلا يوجد قائد أيا كان مستواه في مجتمعات الدنيا، لا يجيد التعبير السليم بلغة قومه إلا في مجتمعاتنا، التي تتعثر فيها الكراسي بالكلمات، ولا تجد من يستطيع الإتيان بعبارة خالية من الاضطرابات النحوية بأنواعها. وأكثرهم يتحدثون بلغة أجنبية سليمة ومنضبطة، أما العربية فإنهم مهرة في عدم القدرة على النطق بجملة سليمة نحويا وإعرابيا اقرأ المزيد
الفرق بين التقدم والتأخر يتناسب طرديا مع الذخيرة المفرداتية للمجتمعات, فالتي يختزن أبناؤها مفردات لغوية أكثر تكون متقدمة على المجتمعات التي يفتقر أبناؤها للمفردات اللغوية. ولهذا تجد الدول المتقدمة تضخ في عقول أبنائها ما تستطيعه من المفردات ومنذ بدايات التعلم, وحتى تجد المتخرج من الإعدادية قد امتلك كذا ألف مفردة, بل إن امتحان الدخول للجامعات يهتم بالمفردات, ويؤدي الطلبة امتحانات صعبة في الكلمة ومعناها ومشتقاتها. اقرأ المزيد
العلم يجيد العديد من لغات الدنيا إلا العربية، والعيب في أبنائها وليس في لغتهم، فعزّ اللغات وسطوعها من عز أبنائها وتألقهم، ففي عصور الإشعاع الحضاري والريادي كانت العربية لغة العلم، واليوم صارت المسافة بينها وبينه شاسعة. فأبناء الأمة تخلوا عن دورهم العلمي، وانشغلوا بما يضرهم ولا ينفعهم، فعلى مرّ الأجيال تجدهم منهمكين بحل مشاكل الأموات، والتوحل في موضوعات بائدة، وقد أسهم المفكرون والمثقفون بالاندحار المروع في حالات خالية من قدرات اقرأ المزيد