نوبة الهلع Panic Attack تداهم الكثير وتشير الإحصائيات الميدانية بأن ما لا يقل عن ٢٥٪ من الناس تمر بهذه التجربة مرة واحدة على الأقل. تتميز هذه النوبة بسرعة حدوثها وأعراضها ببساطة:
١- قلق شديد.
٢- أعراض جسمانية.
العلامات المصاحبة لنوبة الهلع متعددة مثل الخفقان، التعرق، سرعة التنفس، الشعور بالاختناق، الغثيان، الدوخة، تنمل الأصابع، ووشوشة في الأذن. حين تداهم هذه النوبة الإنسان لأول مرة يتصور بأنه يعاني من نوبة قلبية. مدة نوبة هلع هي خمسة دقائق إلى عشرين دقيقة في الغالبية العظمى من الناس.
آلية نوبة هلع هي دخول الجسم في مرحلة الإنذار، ويبدأ الانسان باستنشاق المزيد من الأوكسجين لذلك تزداد سرعة الزفير. يتم إفراز هرمون الإنذار المعروف بأدرينالين وهذا يؤدي إلى الخفقان وتشنج العضلات.
اضطراب الهلع Panic Disorder
نوبة هلع كثيرا ما تحدث بسبب ضغوط بيئية واضحة يدركها الإنسان وينتهي أمرها. ولكن هناك مجموعة من الناس لا تستطيع تحديد هذه الظروف، وتكرار النوبات بالتالي يؤثر على أداء الإنسان الوظيفي والاجتماعي ويشعر بالقلق من حدوث النوبة في أَي وقت. عند ذاك يتم استعمال مصطلح اضطراب الهلع.
متى ما تغير سلوك الانسان وبدأ يتجنب مكان ما أو مواقف اجتماعية يتم استعمال مصطلح اضطراب رهاب قلق Phobic Anxiety Disorder مثل رهاب الساحة Agoraphobia أو رهاب اجتماعي Social Phobia. نوبات الهلع أو اضطراب الهلع قد يصاحب جميع الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الجسيم، الحصار المعرفي (الوسواس القهري)، والفصام. عند ذاك يكون التركيز على علاج الاضطرابات الجسيمة وليس اضطراب هلع.
اضطراب الهلع أكثر انتشاراً في العديد من الأمراض الجسدية مثل القولون العصبي، الربو، صداع الشقيقة، والصرع.
يتحسن أكثر من ٨٠٪ من المراجعين خلال ٦ أشهر مع علاج نفساني أو عقاقير، ولكن هناك ما لا يقل عن ١٠٪ يعانون من اضطراب هلع مزمن. استعداد المريض للإصابة بنوبة قلبية أكثر من غيره، والسلوك الانتحاري أكثر انتشاراً، لذلك لابد من علاجه.
المعالجة
معالجة الهلع تتضمن ما يلي:
أولاً: التشخيص الدقيق والسريع
ثانياً: النصائح النفسية
ثالثاً: العقاقير
رابعاً: الوقاية
يتم تشخيص الهلع واضطراب الهلع سريرياً من دراسة الحالة والفحص الطبي. هناك أحياناً الحاجة إلى عمل فحوص مختبرية، ولكن ذلك يجب أن يتم بصورة علمية وحين يصل الطبيب إلى قناعة سريرية بأن هناك اضطرابا آخر غير الهلع. ما يعنيه ذلك هو عدم عمل الفحوص الطبية من أجل الطمأنينة والعثور على اضطراب آخر عن طريق الصدفة فذلك السلوك لا يؤدي إلا إلى زيادة قلق المريض وهدر المال.
النصائح النفسية، والتي يتم تقديمها عبر العلاج الكلامي أو السلوكي، تستهدف ما يلي:
نوبات الهلع شائعة وليست خطيرة
الهلع هو رد فعل الجسد الطبيعي للضغوط البيئية
مدة النوبة قصيرة وتنتهي
لن تفقد السيطرة كما تتصور
النوبات ستصبح مشكلة طبية وتتكرر إذا لم تتوقف عن التفكير بها
ثم بعد ذلك يتم التركيز على ما يلي:
تحدي الأفكار المرعبة حول نوبات الهلع
تجنب التجنب أي تجنب المواقف والآخرين
توقف عن قياس النبض وقوة العضلات والرعشة
تلعب العقاقير دورها في علاج اضطراب الهلع. استعمال العقاقير المهدئة مثل دايزيبام Diazepam لفترة لا تزيد عن ستة أسابيع وتجنب عقاقير أخرى مثل ألبرازولام والمعروف شعبيا بالزاناكس لشدة الإدمان عليها. لا تختلف فعالية عقاقير الاكتئاب المختلفة في علاج اضطراب هلع. هناك عقاقير أخرى منها بريكابلن Pregabalin في الحالات المزمنة والشديدة.
المحافظة على إيقاع يومي منتظم وتجنب الشاي والقهوة والتدخين وكل ما يحتوي على كافيين يساعد على العلاج والوقاية من تكرار النوبات.
واقرأ أيضاً:
الفصام (شيزوفرنيا) (3-3) / الطب العصبي النفسي للفصام