4 - (وجعلت قرة عيني في الصلاة) في هذا العصر الذي تعقدت فيه الحياة، وزادت فيه الضغوط على النفس البشرية وفقد فيه الإنسان الكثير من الطمأنينة التي كانت توفرها له بساطة الحياة قديماً، وقلة متطلباتها، وقناعته التي كانت كنزه الذي لا يفنى، في هذا العصر الذي قلّ فيه العمل اليدوي الذي يتطلب انهماك الفكر واليد والتركيز فيما يصنع الإنسان، وحلّت الآلة محله إلى حد كبير، وصار يمكن للإنسان أن يدير آلة بقليل من التركيز، وكثير من الملل والسأم. في هذا العصر الذي تكدست فيه الملايين في مدن مليئة بالضجيج والحركة، وحرم فيه هؤلاء من هدوء الحقل والجبل والشُطآن. اقرأ المزيد
2- بين الخشوع وحضور القلب في الصلاة - "عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وذقنه على رحله متخشعاً" رواه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. - عن أنس قال: "لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استشرفه الناس فوضع رأسه على رحله تخشعاً" رواه أبو يعلى في مسنده. - روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن رجل قال: رأى سعيد بن المسيب رجلاً وهو يعبث بلحيته في الصلاة فقال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه". اقرأ المزيد
إن واحدة من أهم مزايا الإنسان: قدرته على أن يفكر بما وراء اللحظة الراهنة، وبما وراء المكان الذي هو فيه.. إنه قادر على تذكر الماضي، وعلى التفكير بالمستقبل وعلى العيش من خلال خياله في أماكن ومواقف غير التي هو فيها. إنه قادر على استباق الأحداث، وتصوّرها والتخطيط لها وقادر على إعادة النظر في الماضي، ومراجعة النفس، والحكم على ما فعلته ليستحسن ما يراه صواباً، وليلومها على ما أخطأت فيه. وهذه القدرة على تجاوز الواقع الراهن، واللحظة الراهنة مفيدة جداً للإنسان، ولا بدّ منها ليتمكن من الإبداع والتخطيط في أي مجال. اقرأ المزيد
10. الصّيام تهذيب نفسيّ يتفاوت الناس في فضل الله عليهم، ففيهم القوي وفيهم الضعيف، وفيهم الغني وفيهم الفقير، وفيهم صاحب الجاه والسلطان، وفيهم الشخص العادي الذي لا سلطان له؛ وعندما يعطي الله من فضله أحداً أكثر من غيره، قد ينسى هذا الإنسان أن قدرته وقوته، أو غناه أو سلطانه، إنما هو فضل من الله وامتحان واختبار له، أيشكر أم يكفر هذا الفضل، فإذا ما نسي ذلك غرته قدرته، وغره ماله، ودعاه ذلك إلى أن يتكبّر ويتجبّر على الآخرين، ناسياً قدرة الله عليه، وأن الله هو الجبار، وهو القاهر فوق عباده. اقرأ المزيد
7. "في السَّحُورِ بَرَكَة": كتب الله علينا الصيام لنتدرب على التقوى ونزداد منها لا لنتعذب بالجوع والعطش، فالمبالغة في الجوع والعطش ليست مطلوبة ولم يرد أنها تزيد من أجر المؤمن على صيامه، ثم إن رحمة الله تتجلى في أن جعل الصيام لساعات محدودة كل يوم بحيث يبقى الليل لنا نأكل ونشرب ونتمتع بما أحل الله لنا.. لقد كتب الله علينا الصيام حيث نصبر على الامتناع عما تشتهيه أنفسنا من طعام وشراب وشهوة حلال، فإذا ما غربت الشمس أبيح لنا كل ذلك وامتلأت أنفسنا بالرضى عن أنفسنا وبالثقة إذ اكتشفنا أننا قادرون على التحكم بأنفسنا إلى حد معقول، أما نبينا ﷺ الذي كان بالمؤمنين اقرأ المزيد
5. الصِّيَام لا يُسبِّب العَصبيّة بعض الصائمين يجدون صعوبة في السيطرة على انفعالاتهم الغضبية، فيثورون لأبسط الأمور، وبعد ثورتهم هذه يدركون أن رد فعلهم كان مبالغاً فيه، ويشعرون بالأسف والندم لأنهم عجزوا عن أن يكونوا على المستوى الراقي المتوقع من المؤمن الصائم. وليست العصبية وسرعة الاستثارة دليلاً على سوء الخلق دائماً، بل كثيراً ما تنتج عن خلل كيميائي أو كهربائي في المخ يجعل الإنسان على حافة الغضب دائماً، فيغضب ثم يندم لكنه ما يلبث أن يغضب في موقف أخر ويتكرر منه الندم.. ومن الحالات التي تتأثر فيها قدرة اقرأ المزيد
"فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء" روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخلت مع عَلْقَمَة والأسودِ على عبد الله، فقال عبد الله: كُنّا مع النبيّ ﷺ شباباً لا نجد شيئاً، فقال لنا رسول الله ﷺ: "يا معشرَ الشَّباب، من استطاع الباءَةَ فليتزوج، فإنَّهُ أًغَضُّ للبصر، وَأَحْصَنُ للفرجِ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنّهُ له وجاءٌ" (ورواه مسلم أيضاً في صحيحه). إن تفوق الإنسان على جميع الحيوانات التي خلقت قبله يكمن في تحرره من الغرائز إلى حد كبير يكاد يكون تاماً، والرغبة الجنسية لدى الإنسان تنبني على أساس عضوي مرتبط بالهرمون الذكري الذي يزيد هذه الرغبة عند اقرأ المزيد
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183] ... إذاً التقوى هي الثمرة المرجوة من الصيـام. ولكن كيف يؤدي الصيام إلى التقوى؟ إن التقوى اتقاء لغضب الله، والسبيل إلى اتقاء غضبه هي اجتناب ما حرم، والامتناع عن الوقوع فيما نهى عنه، لكن أهواء النفوس ودواعي الانحراف عن هدي الله تحيط بالمؤمن وتغريه بالوقوع فيما حـرم الله، والشيطان قد كرس حياته ليزين للناس معصية الله، ويجعلهم يشتهونها، لما يظنون فيها من متعة أو منفعة اقرأ المزيد
• ويبقى السؤال: أليس في المعجزات التي يأتي بها الرسل إكراه لعقول الناس على الإيمان، إذ كيف يكفرون بعد أن يروا معجزة رسولهم؟ هذا صحيح والإيمان بعد رؤية معجزة لا يكون إيماناً بالغيب حقيقة، لأنه لا يشترط أن نرى الله بأعيننا، المهم أن نرى أفعاله التي تدل عليه متجاوزة طبائع الأشياء ومستعلية على القوانين الطبيعية. • وهنا تتجلى حكمة ربنا في إنزال ملائكة يعلمون الناس السحر الذي يتم فيه تجاوز القوانين الطبيعية تجاوزاً ظاهرياً، حيث يستطيع السحر أن يخلق صورة تراها عقولنا وتصورها آلات التصوير لأشياء لا وجود حقيقياً لها. اقرأ المزيد
• من يستعرض القرآن الكريم يجد الحب هو الأساس الذي يقوم عليه الإيمان وليس الاقتناع العقلي، وهذا يؤكد حرية الإنسان حتى عقلياً في أن يؤمن أو يكفر، فهو إن أحب الله أقر بوجوده وآمن بكتبه ورسله، أما إن استحب غيره أي جعل غيره أحب إليه من الله، أطاعه عقله وصور له أنه على حق، فالله غير موجود أو من يدعي الرسالة كاذب. • قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ {165}" البقرة. اقرأ المزيد