علاقة الإيمان الديني بالطب النفساني علاقةٌ متأزمة ولها تاريخها الطويل في ثقافات الشعوب المختلفة. تأزمت هذه العلاقة بين الدين والطب النفساني في نهاية القرن التاسع عشر ووصلت الذروة في القرن العشرين وخاصة مع تحالف بعض المذاهب الدينية مع مدرسة دون أخرى من فروع المدرسة التحليلية النفسية. لم تتحسن العلاقة بين مختلف الطوائف الدينية والطب النفساني بعد طلاق المدرسة التحليلية من الممارسة العملية للصحة النفسية. رغم ذلك فإن العلاقة بين اقرأ المزيد
من كثيرا ما أقرأ هنا وهناك عن "الأسباب النفسية للإلحاد" هذه "الحجّة" يحلو للمؤمنين (ربما بكل أديانهم) أن يقدّموها لتقزيم معتقدات الملحدين ووصمِها "بالانفعال النفسي" لا غير، أي نزع طابع "العقلنَة" منها وتبخيس "السيرورة الفكرية" التي أدّت بهم لتلك الأفكار. وواضح أنّ من كان معتقده نابعا من "أسباب نفسية" صار ذلك مسبّة له ولأمثاله. وفي هذا السياق "التحقيري" بالضبط تُستخدم هذه الحجّة بكل ما تحمله من حجج جزئية فيها. اقرأ المزيد
أراد الله أن يخلق بشراً من طين يقوم بالتصرف في الأرض كخليفة عن الله يتخلق بأخلاقه، ويتصرف كما كان الله ذاته سيتصرف لو كان مكانه، وهذا بالضبط ما يقوم به أي خليفة في غياب من استخلفه ووضعه مكانه ريثما يعود من غيبته أو يفرغ من انشغاله. بالطبع ربنا لا يغيب ولا يشغله شيء عن شيء، إنما أراد استخلاف الإنسان في الأرض ليرى ما سيفعله هذا المخلوق المصنوع من مادة الأرض، حيث يتصرف كما يمكن أن يتصرف الخالق ذاته. إبداع ما بعده إبداع وعظمة ما بعدها عظمة. اقرأ المزيد
ليس في القرآن ولا في الحديث: نحن لا نقول: إن المس لم يرد في آية أو حديث... إنه فعلاً لم يرد بالمعنى الذي اصطلح عليه الناس بعد نزول القرآن، وهو أن الجني يدخل في بدن الإنسي ويتكلم على لسانه، هذا المعنى طرأ على كلمة "مس" بعد نزول القرآن واستمداد المعلومات من ألسنة المرضى، وقبل القرآن كان من معاني "المس" عند العرب "الجنون" دون تحديد آلية معينة، إنما جاءت كلمة "مس" ومشتقاتها في القرآن والحديث بالمعاني المفهومة عند العرب، فهي قد تعني "اللمس باليد" اقرأ المزيد
نفوسنا العاقلة: المعنى الثاني للنفس في القرآن سوى الكائن البشري بكامله هو الشعور الذي فيه العقل وأفكاره، والقلب وعواطفه، وهذه هي النفس التي يتوفاها الله عند نومنا وعند موتنا، فيعيدها لمن له عمر، ويمسكها فلا تعود لمن حان أجله، ولنتأمل هذه الآيات التي وردت فيها كلمة نفس بهذا المعنى حيث النفس تطمئن، وتلوم، وتسوِّل، وتشتهي، وتهوى، ووتطيب بعطائها، وتضمر الأسرار، وتخدع وتنخدع، اقرأ المزيد
لسنا شبحاً في آلة: وبالعودة إلى النظرية النفسية الإسلامية نذكر أن الروح ليست هي النفس، وليس الأمر كما يظن أتباع الديانات الهندية ومن ورائهم المتصوفة وكثير من الناس -حتى الفيلسوف الفرنسي الكبير ديكارت- أن الشيء العاقل المدرك لذاته، الذي يفكر ويشعر بالعواطف وله الإرادة والاختيار، هو كائن آخر غير المخ، بل هو كائن غير مادي، اعتقد ديكارت أنه يتصل بدماغ الإنسان من خلال الغدة الصنوبرية بالمخ. لا نقول ليس في الإنسان روح كما يقول الماديون، لكن نقول إن الدماغ هو الذي اقرأ المزيد
الدكتور مِسْمَر والمغناطيس: في القرن الثامن عشر ميلادي خطر ببال طبيب ألماني من النمسا اسمه فرانز آنتون مِسْمَر Franz Anton Mesmer أن الأمراض النفسية والبدنية سببها اختلال في المغناطيسية الحيوانية الموجودة في جسم الإنسان، وأن إعادة موازنتها تشفي الناس من أمراضهم، وبدأ يسقي المرضى شراباً غنياً بالحديد ويمرر مغناطيساً على أجسادهم، فيتحسن كثير منهم ويشفى مما كان يشكو منه. في موطنه فيينّا اعتبر مِسْمَر Mesmer دجالاً وسحبوا منه الترخيص، فرحل إلى باريس حيث نجح اقرأ المزيد
المعضلة: معضلة المشكلات أمام المسلم المعاصر هو ما يعتقده الناس أن الجني يدخل في الإنسي ليَضُرّه، وقد ينطق عند الشيخ على لسان هذا الممسوس، وقد يخرج منه أو يأبى الخروج. هذا ما رأيته عندما كنت أرافق الشيخ علي خشان في دبي عامي 1990 و1991 حيث كان يدعى إلى بيوت الناس ليعالج مرضاهم. يقرأ الشيخ، ويبدأ المريض بالتشنج في أجزاء من بدنه، وبالدخول في نوع من الوعي، هو بين الوعي المألوف وبين النوم، فلا هو في وعي تام ولا هو نائم، ويبقى غالباً قادراً على الكلام. اقرأ المزيد
هناك إحصائية مشهورة (الصورة) تدلّ على أنّ معتنقي الديانة الإسلامية أقل عرضة للانتحار، أما أعلى نسبة فهي تخصّ الملحدين.(1) هذه الدراسة تعزز نظرة المسلمين للدّين كعامل معالج ووقائي للأمراض النفسية التي تؤدي بالإنسان للانتحار. وطبعا هذا كلام غير صحيح من جهات عدّة، وسبب هذا التعنّت أو الميل لاعتقاد هذا هو أنّ الناس لا تزال ترى اقرأ المزيد
علاقة الإيمان الديني بالطب النفسية علاقةٌ متأزمة ولها تاريخها الطويل في ثقافات الشعوب المختلفة. تأزمت هذه العلاقة بين الدين والطب النفسي في نهاية القرن التاسع عشر ووصلت الذروة في القرن العشرين وخاصة مع تحالف بعض المذاهب الدينية مع مدرسة دون أخرى من فروع المدرسة التحليلية النفسية. لم تتحسن العلاقة بين مختلف الطوائف الدينية والطب النفسي بعد طلاق المدرسة التحليلية من الممارسة العملية للصحة النفسية. رغم ذلك فإن العلاقة بين المعتقدات الدينية المختلفة والطب النفسي لم تتحسن كثيراً، والقواعد المهنية الطبية في العالم ال اقرأ المزيد