الشعوب القوية تصنع قوتها برموزها الأقوياء النابهين الطامحين المتطلعين إلى غدٍ مطلق الإشراق. فالأقوياء الذين ينهضون بعزيمة وطنية وإنسانية مدوية لا تعنيهم لومة لائم لأن الحق رائدهم والقيم العليا قائدهم، ومعنى الحياة الإنسانية السليمة السامية عقيدتهم، وعندما يتواجدون في أي مجتمع فإنه سيكون قوياً مؤثراً وقادراً على صناعة حاضره الأبهى ومستقبله الأرقى. هذه الشعوب ورموزها المكافحة المتيقظة تعيش متأهبة للمواجهة المصيرية مع أية قوة تزعزع وحدة الشعب وتسعى لتأمين مصالحها على حسابه. اقرأ المزيد
أندهش جدا حين أرى التذمر السائد من قلة انضباط قطاعات عريضة جدا من شعبنا، وعدم مراعاتهم لاعتبارات السلامة والصحة والنظام، وبعيدا عن مقتضيات حياة البعض بالنزول، والحركة سعيا وراء الرزق، أو لأسباب أخرى، يجدر بنا أن نتذكر أن كل ثقافة / حضارة تتعهد أبناءها بتعلم أسس الحياة الرشيدة عبر وسائط متعددة منها الترويح !! أسس لا تقوم حياة، ولا تتحقق نهضة إلا بها. يتعلم الناس هذه الأسس عبر أنشطة الحياة اليومية، وفي مناسبات دورية متكررة، اقرأ المزيد
كتبتُ عدداً من المقالات حول هذا الموضوع على مدى السنوات الماضيات، ولازلت أرى أن العلة الحقيقية التي تنبثق منها العلل الأخرى هي فقدان العربي لقيمته كإنسان، فأنظمة العرب السياسية لا تحترم قيمة وحقوق الإنسان، وتحسبه رقماً من الأرقام المسطورة على يسار عروشها العتيدة المتجبرة المتوجة بالبلاء. وفي هذه الأيام تواصل الكلام عن لافتة مرفوعة في الاحتجاجات الدائبة في الولايات الأمريكية على قتل المواطن جورج فلويد، واللافتة تقول "نحن لسنا عربا لتقتلوننا ونصمت" والبعض يؤكد أنها مفبركة وغيرهم يرى أنها ليست كذلك، ومهما كانت فإنها تشير إلى حقيقة فاعلة اقرأ المزيد
الغول: كل ما أخذ الإنسان من حيث لا يدري فأهلكه. العولمة سلوك بشري تطور إلى ذروته في العقود الأخيرة وبسرعة غير معهودة، ففكرة العولمة قديمة لكنها كانت تمضي ببطئ وبواسطة الحروب الشرسة التي حاولت عدة قوى عبر التاريخ الهيمنة على الأرض بأسرها وما أفلحت، لكن امبراطوريات التواصل الاجتماعي والمواصلات السريعة حققت العولمة وبسرعة خاطفة. وعاشت المجتمعات البشرية مرحلة التمازج المعاصرة وباندفاعية تنافسية عارمة معززة بالنمو الاقتصادي اقرأ المزيد
السائد عند المفكرين والفلاسفة العرب أن الفكر لا يغيّر وإنما السياسة هي التي تغير، ولهذا يختصرون عملهم على التفسير والتحليل وبموجبهما يرسخون ويُعزِّزون ويسوّغون ويبررون ويساهمون في المراوحة الحضارية والاستنقاع التدميري للذات والموضوع. وهذه فرية انطلت على أجيال منهم، وأسهم في تأكيدها وتقويتها السلطة الدينية التي لا تريد أن تتصور بأن الأرض تدور والتغيير حتمي في الحياة. كما أن ما واجهه المفكرون من تهديدات وترويعات وتكفير وقتل جعل معظمهم يسلك طريق السلامة والأمان، والنادر منهم مَن يمتلك الجرأة وبتحدى ويواجه. اقرأ المزيد
التوجهات للنيل من العرب ودورهم الحضاري الإنساني تمضي على قدمٍ وساق منذ بداية القرن العشرين، وقد تولّى المهمة عدد من المستشرقين وانضمت إليهم بعض الأقلام التي تبرمَجت لتكون خناجرَ في خواصر الوجود العربي. ويبدو اليوم هناك دفع بهذا الاتجاه القاضي بنفي دور العرب وإنكار فضلهم وبأنهم أقوام ورائية لا يجوز لهم التقدم على الشعوب والأمم، وأن يتيقنوا بأنهم دون غيرهم. وهذه الهجمة تصدّى لها في ذروتها في عصور سابقة (أبو بحر الجاحظ) العربي البصري، فامتشق قلمه وشحذ عقله وواجهها بعنفوان الإبداع وقوة الحجة والقدرة على الإتيان بما يؤكد التفوق العربي وضرورته للحياة الحضارية الإنسانية السامية. اقرأ المزيد
تزدحم المواقع والصحف والخطب وحتى الكتب بادّعاء أن الأعداء صنعوا ما يفرّقنا ويدمّرنا وكأننا موجودات هامدة خارج نهر الحياة، فما أن تشير إلى موضوع أو تتساءل عن حالة حتى تجد قميص "هم" حاضراً ومُفصّلًا على القياس المتصوَّر والرؤية الموهومة. "إنهم وإنهم" ذريعة متفاقمة متورمة طاغية ألغت وجودَ "إننا" ومحقت أي قدرة على التساؤل عن دورنا وعزيمتنا وإرادتنا، وتمعن بتعزيز الإذعانية وتكريس التبعية والاستسلامية والخنوع المطلق لإرادة "هم"!! ومن المعلوم أن الصناعة بحاجة لمواد أولية، وبدون توفرها لا يمكن لصناعة أن تنجح، ولكي يصنع الطامعون فينا ما يريدونه لخدمة مصالحم الوطنية اقرأ المزيد
نمطية التفكير الفاعلة في واقعنا الثقافي والفكري تنطلق من التحليل والتفسير، وتظن أن مهمة المثقف والمفكر أن يقوم بذلك وحسب. وبسبب هذه الآلية السائدة لم يتمكن المفكرون والمثقفون من تحريك المجتمع ورفد الأجيال بما يعينها على التفاعل الإنجازي مع حاضرها ومستقبلها. ومعظمهم يربطون ما يحصل في الواقع بما جرى منذ قرون وقرون، ولا يقدمون ما يساهم في وضع الأسس المعاصرة لرؤية ذات قيمة مؤثرة في صناعة الحاضر واستحضار المستقبل. فماذا يقدّم التحليل للأجيال وبماذا سينفعهم التفسير؟ اقرأ المزيد
من الملاحظات الغريبة المتكررة في واقعنا الاجتماعي والثقافي أن العربي إذا قال أنا عربي أو اعتزّ بعروبته وهويته انهالت عليه التوصيفات السلبية وحسبوه كما تشتهي أنفسهم. وكأن القول بالعروبة يتسبب بإثارة زوبعة من التقديحات. والأمر مُحيّر، فالهندي يعتز بهنديته، والتركي بتركيته، والإيراني بإيرانيته، والفرنسي بفرنسيته، والإنكليزي بإنكليزيته، والصيني بصينيته وهكذا شعوب الدنيا وأممها. فهي تعزّ انتماءها الوطني والقومي، وما سمعنا أو قرأنا عمّن يتهم الإنكليزي أو غيره لأنه يتباهى بهويته وقوميته. لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالعروبة والعرب!! إذ ستنهض بوجهك أقلام تكتب بالعربية وتكره كل ما هو عربي فتحط من قدره ودوره وتلغي اقرأ المزيد
الغِل: الحقد الدفين، الكراهية والضغينة الكامنة. الغِل نار تسري في أعماق المخلوقات بأنواعها، ويتجسد بقوة ووضوح في بعض البشر الذي يُسيّره الحقد ويقض مضاجعه التفاعل المشحون بالكراهية والعدوانية الماحقة. وهذه النار تأكل ما يجيش في الأعماق ويتوارد إلى خيال البشر، وتصطبغ بها أفكاره وتصوراته وما ينضح منه ويبدو عليه. والغِلوائيون هم الذين يُدمّرون الحياة ويسفكون دم وجودنا الجميل فيقتحمونها بما عندهم من مؤجّجات الشرور وباعثات البغضاء والنفور. وكم من غِلوائي عبث بمصير الناس اقرأ المزيد