- الفرق في آليات التفكير يحدد طبيعة الاختلاف ما بين المجتمعات البشرية التي كيفما تفكر تكون، وهذه الآليات تكون جماعية، أي أنها كالمنهاج الموحد الذي تمضي عليه أجيال المجتمع وتتواصل وتتطور. وعندما نقارن آليات تفكيرنا مع آليات تفكير غيرنا من مجتمعات الدنيا المتقدمة علينا يبدو واضحاً وساطعاً أننا نغرق في الماضوية ونتعبّد في محراب "كان" بينما المجتمعات الأخرى مُنهمكة في آنِها، أي أنها في حاضرها وتتفاعل معه بأقصى قدراتها لاستيلاد اقرأ المزيد
- هل نحن أمة مُستخردة؟! فعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم لم نحظى بقادة يعرفون ويستطيعون النهوض بها والأخذ بمسيرتها إلى مكانتها التي تستحقها. - قادة هذه الأمة منذ تأسيس دُولها لم يتمكنوا من وضع الرؤية الصحيحة الصائبة لصيرورتها الحضارية المعاصرة، ومُعظمهم كانوا من الكلاميّين المُدجّجين بأحلام يقظة هوجاء. وقد تبيّن أن الأمة تقبض على ثلثي طاقة الأرض، وفيها ثروات أخرى هائلة لكنّها وظّفتها وفقاً لأجندات جهلها وغفلتها فيما يضرها ولا ينفعها، فهي تسخّر عائدات النفط للخراب والدمار وزيادة الفقر والشقاء والقهر والعناء بين أبنائها وتدفعهم إلى حروب عبثية اقرأ المزيد
الجهل مقدس والفقر مقدس في عُرف الأحزاب المؤدينة أي التي تسمي نفسها دينية، فلكي تحكم وتقبض على مصير الناس عليها أن تضفي القدسية على الجهل والفقر، وتتمثل هذه الآلية التفاعلية بترسيخهما واعتبارهما من ضرورات الدين والفوز بنعيم الآخرة المنتظر. ولهذا لن تجد حزبا متأدينا واحدا يسعى للعمل على إزالة الفقر أو تعليم الناس، لأن في ذلك تهديد لأهم ما يمتلكه من آليات الحكم والتسلط، وبموجبه يتمكن من تحقيق الفساد العارم الذي سيكون مقدسا كذلك، لما لديهم من مسوغات يقرنونها بالدين، فيضللون ويخادعون، اقرأ المزيد
ارتهن الدين صراط رحمة ونقمة!! الدين سيف ذو حدين، ووسيلة ذات غايات متنوعة، فالدين حصان غائر والذي يركبه يفوز بما فيه!! والنفس الأمّارة بالسوء عدوة الدين والمستعبدة له!! الدين طريق ذو اتجاهين!! قد نستغرب مما تقدم، لكن وقائع السلوك البشري المتكررة تؤكد هذه النمطية المتقاطعة ما بين البشر والدين. اقرأ المزيد
ارتهن بالأمر: تقيّدَ به الأجيال العربية أمضت عصورها رهينة أحداث تأريخية لا يمكنها التحرر من أسرها، ولا زالت تجتر تفاصيلها وتستهلك طاقاتها في النظر المتكرر فيها دون جدوى أو منفعة حضارية، حتى تحول التأريخ إلى داء عضال وطاقة سلبية مدمرة للحاضر والمستقبل، بل أنه ألغى هذين البعدين وأمعن في تضخيم الماضي وهيمنته على الوجود بأكمله. وبسبب الارتهان فإن العرب يتحركون وكأنهم العربة التي تدور عجلاتها في الوحل اقرأ المزيد
"شفيت به نفسي وأدركت به ثؤرَتي" قبل سنوات التقيت بأحد الأخوة الصينين من الذين عاصروا الحياة في الصين منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، وتحاورنا في موضوعات متنوعة، وسألته أن يحدثني عن الثورة الصينية، التي تمكنت من الفيضان الكاسح في أرجاء البلاد. اقرأ المزيد
مجتمعاتنا رهينة التضليل والبهتان والخداع والتجهيل، وتعزيز سلوكيات التبعية والخنوع وتأكيد الإرادة القطيعية، وعدم الاعتراض والتحدي والإصرار على طريق غير الطريق الملقن والمكرر والمعطر بما يقدّسه من الأوصاف. وتلعب النخب بأنواعها دورها في تأمين ارتهان المجتمعات وأسرها وانقيادها لهذا وذاك من الأدعياء والمأجورين، ووكلاء الآخرين القائمين على ديمومتهم في المناصب وتسنم السلطات واتخاذ القرارات. ومن الواضح أن المجتمعات مرهونة بالعمائم بألوانها ودرجاتها، اقرأ المزيد
سؤال مطروح على الساحة المعرفية والثقافية العربية، وقد تصدى له المفكرون العرب وأسهموا بقراءاتهم وتحليلاتهم وما توصلوا إلى الحلول، مما يعني أن لا بد لنا من العودة إلى التشخيص، وهي قاعدة معمول بها في الطب، فعندما لا يستجيب المرض للعلاج لابد من السؤال: هل أن التشخيص كان صحيحا؟ وفي واقعنا العربي، تركزت جهود مفكرينا الأجلاء على الدين والتأريخ والتراث، وحسبوا أن العلة فيهم وحسب، لكنهم عجزوا عن كتابة الرؤية المنقذة اقرأ المزيد
المنطقة رهينة الاقتدار العالمي ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وما يجري فيها بحسبان وتخطيط مسبق. فلكل احتفالية دموية جهات تطلقها وتديمها وتقضي عليها . ولكل نظام حكم قوة ترعاه. فلا سيادة كاملة، ولا حرية تقرير مصير. فالأنظمة السياسية بأنواعها لخدمة المصالح، ومَن يتوهم غير ذلك ينتهي إلى مصير مهين. اقرأ المزيد
في القرن الماضي أمضيت بضعة أشهر في عمّان وكان معظم وقتي في مكتبة أمانة عمان، وفي مكتبة جامع الملك عبدالله في الطابق السفلي. وفي هذه المكتبة اطلعت على أمهات الكتب التراثية وحاولت أن أقرأ ما استطعت منها، والدهشة تحفني والحيرة تغمرني، والأسئلة تتوافد في مخيلتي تبحث عن جواب قد أدركته بعد أسابيع وأسابيع في المكتبة، مفاده أن لا يمكن لشخص بمفرده أن يستوعب ما كتبته الأجيال في مواضيع الدين اقرأ المزيد