السائد في وسائل الإعلام بأنواعها هو الأخبار الناقلة لما هو سلبي وعدواني على كافة المستويات، ولا يُعرف لماذا هذا الميل نحو الأخبار السيئة. البعض يقول أنها تجتذب المشاهدين والمستمعين والقراء، والبعض يرى أنها ميول كامنة في أعماق البشر تدفعهم للبحث عما هو سيء، وتجاهل ما هو عكس ذلك. ويبقى المتأمل لتيار الأخبار الدامية في اقرأ المزيد
السبيكة هي اتحاد كلي أو جزئي بين عنصرين كيميائيين أو أكثر مع بعضهما البعض على أن يكون أحدهما فلزا، وتكون السبائك ذات خواص مختلفة عن العناصر المكونة لها وأقوى منها. والسبيكة تتكون من صهر العناصر في بودقة واحدة، فتختلط وتتفاعل لتنتج مركبا قوي القوام. فالألمنيوم عنصر ضعيف لكنك، إذا صهرته مع الحديد والرصاص، سيصنع سبيكة أقوى من أي العناصر الثلاثة على انفراد. اقرأ المزيد
"أسْوأُ في تسعينيات القرن العشرين كنت أواظب على حضور الحوارات الشعرية والأدبية في المكتبة العامة في المدينة التي كنت فيها، وكانت أسبوعية تتوجه شهريا جلسات لقراءات شعرية وأدبية متنوعة لكتاب وشعراء، يتم دعوتهم لهذه النشاطات المنتظمة والتي يحضرها الكثير من أبناء المدينة. وكنت مولعا بما يدور ومشاركا في القراءات الأدبية بأنواعها وبلغةٍ غير العربية، واكتشفت من هذه التفاعلات أن الموضوعات التي يتناولونها في إبداعاتهم ذات روح مستقبلية اقرأ المزيد
"أسْوأُ مَصائبِ الجَهلِ أن يَجهلَ الجاهلُ أنّه جاهلٌ" مَن يتمعن في الحياة ويتبحر بالعلوم والمعرفة يتوصل إلى حقيقة كبيرة مفادها, أننا لا نعرف إلا القليل القليل, ومهما توهمنا بالمعرفة والعلم, فإن قدراتنا متضائلة أمام قدرات مبدع الأكوان, وما نعرفه لا يساوي قطرة من محيطات ما نجهله. نحن مخلوقات ضعيفة تتوهم أشياء كثيرة, ولا قابلية لنا ولا قوة على التفاعل مع المطلق البعيد. ونتمحور حول نظريات وتصورات متنوعة, بل وأوهام مهيمنة على وجودنا الدنيوي. اقرأ المزيد
من البحث عن الحكمة أو محبتها وعشقها، والجد والاجتهاد لسبر أغوارها، والتسابق في مدارات مداركها، والتمكن من إزالة الحجب والأستار التي تمنع العقل من التمتع بأنوارها، والانغماس في أفياضها الفكرية والمعرفية المتسعة الثراء، كالكون الذي يريد التمدد والارتقاء إلى ما بعد الانفجار. هذا السلوك الإنساني الاندهاشي السامي النبيل الفائق الارتقاء والعلاء يسمى "قلسفة". ولكي ترتقي الموجودات وتتسامق المجتمعات لا بد لمحبة الحكمة. اقرأ المزيد
من تلوّث: تلطّخ، توسّخ، تشوّه. التلوث الدماغي مرض فتاك ينتشر بسرعة مثل الحصبة والجدري والطاعون، وفيروسات هذا المرض تشبه فيروسات الأنفلونزا، التي تخترق حواجز الخلايا والنويّات، وتطلق جيناتها نسخا جديدة ذات تأثيرات معدية، مما يدفعنا إلى اكتشاف لقاح جديد كل عام، يقينا من أضرارها الفادحة. ولا ندري كم من اللقاحات الوقائية من التلوث الدماغي علينا أن نكتشف يوميا، في هذا المعترك الالتهابي المعدي الفتاك. اقرأ المزيد
من المعروف أن الواقع المعاش مؤلم وقاسي وفيه من تداعيات العصور ما لا يخطر على بال البشر في الدنيا بأسرها، وفيه رؤوس لا ترى النور وتعمه في ظلمات الأنفاق والجحور. ومن المعروف أيضا أن الشعوب تمر بمحن وملمات وانهيارات، لكنها تنهض وتكون، وسر النهوض هو التفاؤل والشروع بالتحدي والعمل والجد والاجتهاد والتحرر من أصفاد الذي مضى. وعلة بعض المجتمعات أنها تتوحل فيما مضى، ولا تمتلك القوة والإرادة للخلاص من ركام الماضيات بما فيها من التفاعلات السيئة والمريرة. اقرأ المزيد
في مجتمعنا وبصورة عامة لدينا القدرة الفائقة على قتل العقل ورعاية العاطفة والانفعال، والانسياق الأعمى والمبرمج خلف نعيق الغربان. ولهذا فإن كل سلوك انفعالي ومؤثر في المشاعر البشرية يكون له صدى وأتباع، أما السلوك العاقل فإن له أعداء أكثر من البشر أنفسهم، فأعداء العقل يتعاونون مع أعداء المجتمع لقتل العقل، لأن العقل قوة والعاطفة ضعف. وبسبب هذا الاقتراب السلبي من العقل، ترانا قد خسرنا مئات الآلاف من العقول خلال السنوات الماضية وما قبلها، ولا نزال ننزف عقول مجتمعنا ونصدرها إلى الخارج. اقرأ المزيد
تنتشر في الصحف والمواقع الكتابات الفلسفية التي تتناول مواضيع متنوعة ويهدف كتابها لنشر الثقافة الفلسفية وتنوير العقل الجمعي في المجتمعات، وهم يكتبون بأساليب أكاديمية ثقيلة ومعقدة تتسبب بتنفير القارئ مهما بلغت ثقافته من التواصل بالقراءة. وهذه معضلة تواصلية ربما يغفلها المعنيون بالكتابات الفلسفية، وبهذا يعززون ما هو سلبي عن الفلسفة في مجتمعات ما أحوجها للتنوير الفلسفي والتحفيز العقلي، والتحرر من الآليات القمعية والتبعية وما يساهم بتعطيل العقل. اقرأ المزيد
الأحداث تتواكب وبعنفوان يتناسب طرديا مع إرادة المصالح ومشاريع الهيمنة والاستحواذ على الآخرين، والبشرية بين قوى متحركة وراكدة، بين فاعل ومفعول به، بين تابع ومتبوع، بين قوي وضعيف، وفقير وثري، وغيرها من المتناقضات التي لا تحصى ولا تعد. فالماء الفعّال يجري والساكنون القانطون يتآكلون كما يتآكل الجرف ويتهاوى ليكون طعما للجريان، والأمم الجارية ذات سرعة متوافقة مع قدرات العصر الوثاب، والأمم الهامدة تمعن بالتدحرج المتسارع إلى الوراء البعيد، فتميت أحياءها وتحي أمواتها، وبين أحياء تتجدد وتسعى وبين أموات تتداعى وتطغى، يمكن رسم المسافات ما بين الأمم والشعوب والمجتمعات. اقرأ المزيد