لم يقل "نظّروا"، بل اعملوا ليُرى عملكم، فبالعمل تكون الحياة وتتحقق، وبالجد والاجتهاد والمثابرة يدوم العطاء الأصيل، ويتفاعل البديع الذي يلد ما هو أبدع. ما يجري في واقعنا أننا نجيد التنظير والتسطير الفارغ الذي لا جدوى ترتجى منه، حتى أصبحت الكتابة مجردة من روح الحياة وطعم العمل. الكل يأتي بنظريات وتصورات وتحليلات ورؤى ومواقف والواقع آسن، تتنامى في قيعانه آفات السوء والبغضاء، وتتعفن الرؤى والتصورات، اقرأ المزيد
أعلم لدى منكم الكثير من القلق اللامتناهي ولربما أثناء جلوسك في العيادة النفسية لتنتظر دورك، أجزم بأن من يجلس هناك مريضاً أو مرافقاُ يمتلك مقراب هابل المتفحص لأبعد المجرات، تمطرك تلك النظرات من أعلاك لأخمص قدميك، ولربما تبدأ سلسلة الحوقلة لجنونك المعلن. تذهب للفتاة الجميلة وتهمس لها باسمك وموعدك كسر من أسرار البيت الأبيض وتدعوك للجلوس، بالمناسبة لم أذكر يوماً لطبيب اسمي الحقيقي اقرأ المزيد
المقصود بالبطل: المتميز المتفوق في العلوم والمعارف. الأمة منهل أبطال منذ الأزل، فالبطولة تجري بعروقها، وتتأكد في أجيالها. وما تتعرض له منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، أن أقلامها ورموزها وسياساتها وأنظمة حكمها موظفة لتغييب الأبطال، ومحق البطولات وازدرائها، وإن برز بطل رغم التحديات، تبدأ ماكنة التشويه عملها المتواصل ضده، لتقنع الأجيال بأن أمتهم عقيمة، لا تستطيع أن تلد بطلا، يكون قدوة، ومهماز انطلاق اقرأ المزيد
عزيزي وائل ..... قلبي مُدمى وعقلي بُعثرت بقايا خلاياه بمواد ظننتها لوهلة ستسكن ما يمسني من ثنائية الموت، لكني لم أدرك بأني أسقط للهاوية من جديد. أخبرتك يوماً بأن الدموع لا تجد طريقها لي، أظنها تنهمر الآن لأني أعتصر ألماً و قهراً، أوجاع الروح يا عزيزي لا تعرف السكون هذا الألم النابض بكل دقة قلب، بكل نفس يتردد. أجلس ويجالسني ألمي وأنصت للصمت الرهيب، صمت اقرأ المزيد
بَعَجَ: شَقَّ. بَعَجَ بَطْنَه: أي شَقَّها فانْدَلَعَت أو بَرَزَت أَحْشَاؤُها. لماذا الأُمَّة مَبْعُوجَة، بِمَعْنَى أنَّها مَشْقُوقَة أو مَسْرُودَة، وإنْ شِئْتَ مَطْعُوجَة بمَعْنَى أنَّها مَضغُوطَة ما بَيْنَ قُوَّتَيْن، ويمكنك القول بأنَّها مَفْعُوصَة؟! والعجيب في أَمْرِها أنَّها تُكَرِّر ذات السلوك وتُلْدَغ من جُحْرٍ واحدٍ أَلْفَ مَرَّة ومَرَّة! فلماذا هذا الكلام عن أُمَّةِ العَرَب والإسلام؟ اقرأ المزيد
يتحدثون عن المستبد المستنير أو المنوَّر، وكأن الشخص الذي تمكن منه الاستبداد يمتلك عقلا بموجبه يقرر، فالاستبداد حالة انفعالية عاطفية غابية الطباع معبرة عن طاقات أمارة السوء الفاعلة في الشخص، ومستعبدة للعقل ومسخرته لتحقيق نوازعها ومراميها، فلا يمكن لسدود العواطف والانفعالات أن تسمح لنفاذ شعاع نور من خلالها، لأنها صلدة صماء. ولا يختلف مستبد عن آخر إلا بكيفيات التعبير عن نوازعه، وما تأجج فيه من تطلعات محمومة بالسوء اقرأ المزيد
مرت سنين وأنا لا أدري أي شيطان مًسني، حاولت أمي جاهدة قراءة الكثير من الكتاب المقدس لتصرف عفريتاً أم ماردا أو أيا ما كان، بطيبتها وببساطة قلبها الأبيض ظنت أن سحراً أسودَ قد قلب كياني ...نظريات من المؤامرة والدسائس تحاك ضدي ..... حاولت مئات المرات ...أمي لست بذات الأهمية لتمارس طقوس السحر لي، لا مؤامرة ولا نوايا مبيتة مع اقرأ المزيد
الشعوب الحَيَّة المُتَحَدِّيَة تُطعِمُ نفسها، وتجتهد في صناعة الطعام وتوفيره لأبنائها؛ فالشُّعُوب الجائِعَة وَاهِيَة مُستَعْبَدَة بِلا سِيَادَة ولا قُدرَة على التفاعل الحَيّ مع الحياة. والأُمَمَ تعلَّمَت من التاريخ أنَّ الطعام طاقتها الأساسية للقوة والصُّمُود والنهوض، وأنِّ أَمْنَها الغذائي من أولويات أهدافها ونشاطاتها؛ لأنَّهُ يَدْرَأُ عنها أخطار الجوع وَوَيْلات المَجاعات التُي تَدِّمِرُها. اقرأ المزيد
حاولت مراراً الحياة مع القطيع، قطيع الخراف المُطيع، حيث تسمع فقط لا تجادل ولا تناقش، لا تفكر ولا تشكك في مسلمات عشعشت بقاع الدماغ العربي المسكين، كل ما يقال لك صحيح فلا تبدي رأي.... أو شك... وهذ جداً مريع. وعلمت بأن ما يسكن داخلي ذئب يتوق لقيادة القطيع، يفترس بشراسة ويدوس القلوب بدون هوادة وهنا حدث التصادم المريع. اقرأ المزيد
عباس بن فرناس كان سبّاقا لعصره بعدة قرون, عندما حاول تجسيد فكرة البشر الطائر, وها هي فكرته تتحقق في القرن الحادي والعشرين, وأظنها ستتطور في العقود القادمة, حتى ليصبح كل شخص يمكنه أن يطير إذا أراد, بل أن البشر الطائر سيكون حالة عادية تتصل بالصبية اليافعين. فالانتقال من مكان لآخر سيكون بالطيران الفردي أو الجماعي, لأن تكنولوجيا الطيران, وصناعة الأجنحة اقرأ المزيد