العرب أمة، شئنا أن أبينا... نعم العرب أمة يرتكز كيانها على عراق قوي ومصر قائدة، وبفقدان العراق لقوته ومصر لقيادتها أصاب دولها ما أصابها من التداعيات والصراعات والتدخلات الخارجية، ومن الذل والهوان والتبعية والضياع... ولن تكون دول الأمة بخير دون عراق قوي ومصر قائدة. مصر فقدت قدراتها القيادية منذ معاهدة 1978م، والعراق فقد قوته عند انزلاقه في مطبة الحرب (1980 – 1988م)، ومنذ ذلك الوقت والعرب يتخبَّطُون ويتَوَحَّلُون بمُعضِلَات تستدعي القوى الطامعة بهم للتدخل لإيجاد حل، وما تحقق حل لمشكلة، فمشاكل العرب تم استثمارها من قبل القِوى الطامعة بهم. اقرأ المزيد
ما يتم تسويقه في بلاد العرب والمسلمين أن الدين سبب البلايا والرَّزايا القاسيات التي تَعصِفُ فيهما، حتى صارت لعبة راسخة ومُتَكَرِّرَة، وحالة تُطرَح بصيغة تساؤلات خلاصتها "لماذا هذه البلدان تعيش الصراعات والويلات، وبلاد الدنيا المتقدمة في أمن وأمان ورَفَاهٍ ورقي وسعادة ورخاء؟". وتنطلي اللعبة على العارفين بالدين، أو ربما تُغَذِّي مَطَامِحِهم وأهواءهم ورُؤَاهم، فيُلقُونَ الخطب التبرِيرِيَّة التَّعَسُّفِية التي تبحث عن جواب هو أقبح من السؤال، وتوهم الناس بأن السبب في الابتعاد عن الدين، وكأن الدول الأخرى غارقة بالدين ومُلتَزِمة به وتؤديه على أكمل وجه. اقرأ المزيد
السائد في وعي الكراسي العربية تجاه أمريكا أنهم يستخدمونها لتحقيق أهدافهم، وبعدها ينقلبون عليها... وهذا المفهوم سائد منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، ويشمل بعض الدول المجاورة كإيران، وتجربة الشاه في هذا المضمار معروفة. فكل تغيير لنظام الحكم في المنطقة لابد له من مباركة أمريكية، فيتعاون معها مَن يدّعون بأنهم أعداؤها، وحالما تَتَوطَّد سلطتهم ينطلقون في اتجاهات مُرَاوِغَة خلاصتها "أنهم يريدون إخراجها والتَّحرُّر من قبضتها"، ويتناسون اقرأ المزيد
الهراء: كلام هذيان غير خاضع لمنطق... كلام كثير فاسد بلا نظام له، ولا رابط بين جملة وفقرة... كلمات وعبارات دون معنى لها. الهرائية: من الهراء، وهي سلوك سائد في مجتمعاتنا وفقًا لمفهوم "ما أرخص الكلام"، "مجرد كلام"، وجميعنا "نحجي شيش بيش"!. الهراء يطغى في مواقعنا وصُحُفِنا ووسائل إعلامنا ورسائلنا التي نتبادلها عبر وسائل التواصل المتنوعة، وما نجنيه من وراء الهراء هو الفَضفضة، والتَّروِيح الذاتي، والسعي وراء المُنَغِّصات.... والمصيبة أن الهراء صار هو العمل!.. أما إذا أتيت بكلام منطقي يدعو للعمل فستكون من الخائبين والمنبوذين، فالهرائية عمل متواصل ومريح!. اقرأ المزيد
أنظمتنا تُعانِي مَأزِقًا الافتراق والتناقر ما بين الفكرة والفكرة، فنظام الحكم يعيش في خيمة الكرسي وخندق الحزب، ويمضي في حفر حفرة انقراضه لانعدام تواصله مع متطلبات الحياة الجارية في نهر الوجود الدفاق، ومعظمها يغفل أن الناس تعيش في بحر الدنيا ومحيطاتها وأنهارها المُتَسارِعة نحو خِلجَان الصَّيرُورات الجديدة. فالناس اليوم تتعلم وتتدرب في مدرسة الدنيا وأَروِقَة صفوف العَولَمَة والثقافة البشرية المشتركة، فالكرة الأرضية بأحداثها ونشاطاتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية عبارة عن جهاز صغير بحجم كف اليد ومحمولة في جيوب البشر. اقرأ المزيد
أقلام تكتب بمداد الكآبة واليأس المًقِيت، وتستحضر المفردات السلبية ذات الشحنات العاطفية الحزينة الموجعة لِتَرسم حالة مُتصَوِّرَة ساكنة فيها ومُعَبِّرة عما يَعتَرِيها من عواطف ومشاعر ذات تداعيات وانكسارات نفسية وسلوكية قاتمة. والعجيب في الأمر أن كتابات كهذه تسري في مواقع التواصل وكأنها النار في الهشيم، وكُتّابها من الجاهلين في التاريخ والسلوك البشري، ويضعون لها عناوين على أنها التحليل النفسي للواقع المعاش أو لما يسمونه بالشخصية الفلانية، وينسبون إلى المجتمع تَسمِيَات، فيُعَمِّمُون ويتَّهِمون ويصفون الأحوال بما ليس فيها، اقرأ المزيد
الجدل: النقاش والمحاجَّة. العقيم: لا خير فيه، ولا ثَمَر منه. دَيدَنُنا الجدل العقيم، ويتضح في كتاباتنا وخطاباتنا وأحاديثنا التي تنتهي بالخصومة والعداء وتنمية التباغض والشناء. وموضوعاتنا التي نتجادل فيها لا يمكن إثباتها عمليًا، فهي مُبهَمَة، غيبية، ومن الغوابر الماضيات التي لا علم لنا بها، لكننا نتصورها ونحسب المعرفة بها... وعواطفنا وانفعالاتنا اقرأ المزيد
السهل: اليسير. لا يُعرَف كيف تمَّ غرس مفهوم السهولة في وعي الأجيال، وإيهامهم بأن الحياة سهلة وما نناله فيها يأتي بسهولة دون جد واجتهاد وتحدٍ ومُثابَرَة ومُطاوَلة وإطلاق للطاقات والقدرات الذاتية والجمعية. لا يمكن تفسير هذه الظاهرة، فتجدنا نقرأ المقالات، ونسمع الخطابات والتصريحات التي تشير إلى أن من العسير الوصول إلى ما نبتغيه، وكأنهم يُقِرُّون بالشَّلَلِ وعدم الإقدام على العمل وتفعيل العقل وتنمية الطاقات واستثمار القدرات والتَّوثُّب نحو الهدف المنشود. اقرأ المزيد
واقع الكرسي منذ تأسيس دُوَلِنَا يتميز بالدم، فانطلقت مسيراته لتأمين الحكم، وتواصلت إلى الوقت الحاضر... فالتغيير مّقرُونٌ بالدم، فالأُمَوِيُّون أخذوها بالدم، والعباسيون كذلك، وكل حاكم أو خليفة في الدَّولتين كان يأخذها بالدم، وتواصلت علاقة الدم بالتغيير في زمن الدولة العثمانية، وبعد سقوطها استمر العرب بدولهم ينتهجون التغيير بالدم، والمثل الواضح في العراق وسوريا واليمن والدول الأخرى. إنه الدم الذي نجيد سفكه... دم الأخ العربي المسلم، فنحن نقتل من بعضنا ما لم يقتله أحدٌ منَّا... العباسيون قتلوا من الأمويين العرب المسلمين مئات الألاف، وأبادوهم إبادة جماعية مروعة... وفي مسيرة دولنا أعدم الحُكَّام من مواطني دولهم عشرات الآلاف لأنهم يعارضونهم أو لا اقرأ المزيد
بغض النظر عن طبيعة نظام الحكم القائم، نَتَعجَّب من اصطفاف الشعب الكوري الشمالي حول قيادته، وروعة الانتظام في السلوك، والدِّقة المتناهية في تقديم العروض العسكرية المُبهِرَة، والقدرة الابتكارية والتَّصنِيعِيَّة، والتفوق في المجالات المتعددة التي تضاهي قدرات الدول الأقوى في الدنيا. والسبب الفاعل والكامن وراء هذا الإنجاز المُتَحِّدي الفائق الاقتدار هو التربية الوطنية الصارمة التي تعوَّد عليها الشعب الكوري الشمالي عبر الأجيال.... نعم إنها التربية الوطنية، فهل عندنا قيادات وطنية تُجِيدُ مهارات التربية الوطنية؟! لو تأمَّلنا واقعنا على مدى القرن العشرين اقرأ المزيد