إما أن يتعاون العرب أو جميعهم إلى عطب, تلك حقيقة دامغة أثبتتها مسيرة قرن من الزمان, وأكدتها متواليات الويلات والخيبات والانكسارات المتفاقمة في بلاد العرب أوطاني, والتي أسهمت ثروات العرب في تأجيج نيرانها وسحق أجيالها. فالعرب ما تعاونوا مع بعضهم, وفشلت جامعتهم العربية فشلا كبيرا في الحفاظ على الحد الأدنى من العمل العربي التعاوني المشترك, وما وقع على العرب من قهر وظلم وحروب بسبب عدم تعاونهم مع بعضهم, بل أنهم تعاونوا وبقوة مع أعدائهم ونفذوا برامجهم المرسومة ضد العرب. فما أصاب العراق وليبيا وسوريا واليمن كان نتيجة مروعة لتعاون العرب مع أعداء العرب للنيل من العرب. اقرأ المزيد
الذي يستحق أن يكون صاحب أمر وقرار عليه أن يكون قارئا جيدا وعارفا حصيفا, وهذا قانون قيادي معروف منذ الأزل, فقادة الدنيا يقرؤون, وقادة العرب في جميع العصور يقرؤون, ولهم مجالس ومحاورات مع العلماء في زمانهم, ولهذا فأن كلماتهم ذات قيمة وخطبهم تزخر بالحِكم والمواعظ الحسنة والآليات السلوكية الصالحة. وقادة الزمن المعاصر يقرؤون وبعضهم مدمن على القراءة, ومن الذين أدمنوا القراءة الرئيس الصيني الراحل "ماو", فهو من أكثر قادة الدنيا قراءة, وفي عالمنا العربي يقال أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان قارئا جيدا ويتفاعل مع المثقفين والمفكرين. ومن الواضح أن القادة الذين أثروا في مسيرة الحياة الوطنية والعالمية كانوا من القراء النشطين, الذين اطّلعوا على تراث مجتمعاتهم وتأريخ الدنيا وتعلموا معاني ومبادئ القيادة من السابقين. اقرأ المزيد
الكتابة عن الأوضاع العربية ضياع للوقت وثريد حول الصحون, وهذيانات مخمورين بالآمال والطموحات والتطلعات الإنسانية المعاصرة, ذلك أن الكتابة لا تمنع من خراب ودمار ولا تُغني من قهر وظلم وضياع وهجيج!! فالمرسوم على الورق يتم تنفيذه بحذافيره من قبل الموضوعين في الكراسي, ولا خيار عندهم إلا التنفيذ وإنجاز المشاريع بدقة وإحكام, وإلا سيتحولون إلى ركام وحطام. وما دامت المجتمعات تلد المؤهلين للتعاون مع أعداء أوطانهم للنيل من أبناء الشعب ومقاتلتهم والفتك بهم, فإن الكتابة لا معنى لها ولا قيمة ولا دور ولا تأثير, فالقوة تؤكد وجودها وتفعل فعلها وتحقق منطلقاتها المفروضة على أي وطن وشعب. اقرأ المزيد
الهوية بجوهر تعريفها هي الذات البشرية بما تحويه وتمتلكه وتتصف به وتعبّر عنه في السلوك والمواقف، والتفاعل اليومي في المحيط الذي هي فيه. والهوية من وجهة نظر نفسية وسلوكية هي "الأنا" الفردية والجمعية والكلية. وهي قائمة في الإنسان ومتواصلة مع العائلة والمدرسة والمجتمع الوطني والقومي والعقائدي والإنساني، وقد تأخذ آفاقا وامتداداتا كونية متسعة وفقا لقدرات وعيها ومعرفتها. والهوية بهذا المعنى السلوكي، هي ثقافة ووعي متنامي لا يمكنه أن يتأسن أو يتخندق في حفرة أو يستكين في صندوق. اقرأ المزيد
قتل العرب بسيط جدا وفي غاية السهولة ولا يحتاج عدو العرب سوى أن يُسلح العرب, فسيجدهم يتقاتلون ويبيدون بعضهم بعضا بالسلاح الذي يستوردون أو يُمنحون. فالعرب ألد أعداء العرب, والعرب يحفرون لبعضهم البعض قبورا, ويدمرون فيما بينهم الجسورا. وتلك عاهة العرب وتبلغ ذروتها عندما يشتد الخطب, فتأملهم كيف يتقاتلون والمفترسون من حولهم يصولون, وينهشون أكتافهم وهم الخانعون الصاغرون, المتفننون بتسويغ قتل العربي للعربي, ووصمه بما يجيز ذلك من التوصيفات والمسميات الفتاكة. العرب أحالوا الذهب الأسود إلى دخان أسود يعصف بديارهم ويمحق وجودهم, ويمنعهم من رؤية وجوه بعضهم البعض, بل كل يرى أخاه وكأنه شيطان رجيم. اقرأ المزيد
جوهر المشاكل الدائرة في الشرق الأوسط يمكن تلخيصه بعدم الفهم المتبادل ما بين الشرق والغرب, ما بين الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وخصوصا العربية. فهذه الدول بعيدة كل البعد عن فهم بعضها البعض, فلا الغرب يفهم ولا الشرق يفهم, ويتركز هذا الجهل في الدول العربية التي يجهلها الغرب تماما وتجهله بالكامل. وقد أسهم في هذا التجهيل معظم العرب المدعين بالثقافة والفكر والمعرفة, من اختصاصيين ومفكرين وسياسيين, وحملة أقلام جاهلين منبهرين متوهمين يقرؤن بمنظار الآخرين, وقد دأبوا على ذات المنوال والنمطية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم, فقدموا صورة مزيفة عن الحالتين. اقرأ المزيد
"وهلْ يصحُ في الأفهامِ شيء...إذا احْتاجَ النهارُ إلى دليل" و"كلكمْ راعٍ ومسؤول عن رعيته" التأريخ العربي الإسلامي ثري بمبادئ وأسس الحكم الرشيد, وفيه منطلقات ومواد دستورية وشرعية, منبعثة من أعماق التجربة الإنسانية المتكررة والمتطورة والمتفاعلة مع زمنها. ومع ثراء الإرث الحضاري, ترانا وعلى مدى أكثر من قرن, نقف عاجزين عن الوصول إلى نظام سياسي معاصر, يحررنا من استنزاف الطاقات اقرأ المزيد
تعوّدنا على سماع مصطلح "الشرق الأوسط", كوصف لمنطقتنا ومضت التسمية لعقود, ويبدو أنها في مرحلة لفظ أنفاسها الأخيرة, وسيتم الاستعاضة عنها بتسمية "الشرق الأسقط"!! فالمنطقة محكومة بثلاثة قوى إقليمية عظمى, حوّلت البلاد العربية إلى سوح وميادين لتصارعاتها وتجاذباتها وتوافقاتها, وهي متفاعلة ومتواصلة مع إرادات القوى العالمية الكبرى, فما يجري في المنطقة العربية يتحقق وفقا لتوازنات تفاعلية ما بين الدول الإقليمية الثلاثة القوية اقتصاديا وعسكريا, وبين القوى العالمية التي تتحرك بالمصالح والغايات والتطلعات, وما توفره من حمايات للقوى التي تريدها أن تكون مهيمنة ومتحكمة بمصير العرب. اقرأ المزيد
عام ألفين وسبعة عشر، عام تفاقم، وعلائمه بدأت منذ الساعات الأولى، ولا تزال تتواصل وتتأزم، فالواقع بقوانينه الشرق أوسطية، والعربية خصوصا، يؤكد مرارا وتكرارا، أن أي خطوة سيئة عليها أن تتطور وتتفاعل للوصول إلى متواليات هندسية تفاقمية متوالدة. فتفاقم المشاكل ومنع حلولها يخدم المصالح الإقليمية والعالمية، ويساهم في نهب الثروات النفطية، واستشراء الفساد والظلم والقهر، واستلاب الحقوق وتدمير الأوطان والإنسان. اقرأ المزيد
الأنظمة العربية من أسهل أنظمة مجتمعات الدنيا انزلاقا وانحدارا للقيعان، فلا حلم ولا روية ولا حكمة، ولا مشاورة وتقدير مواقف وحسابات نتائج وتطورات وما خفي في بطون المنزلقات، وإنما سلوك مبني على منطوق "شيّم العُربي وخذ عباته"!! فما أسهل التلاعب بعواطف الأنظمة ودحرجتها بالإتجاهات المطلوبة لتحقيق المصالح والمشاريع المرسومة، وجميعها وجدت نفسها في مواقف مصيرية يصح فيها القول دوما "سبقَ السيفُ العَذل"!! فما حصل للعراق، وسوريا وليبيا وغيرها ينضوي تحت هذا السلوك الاندفاعي الانفعالي، الذي يوهم العقل ويدفعه لتسويغ القفز إلى ميادين سقر!! اقرأ المزيد