يُروج أنصار التطبيع في مصر لأكذوبتين من العيار الثقيل، الأولى: أن المثقفين هم الذين يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني ويدعون إلى مقاطعته، والثانية: أن من شأن المقاطعة أن "تحرمنا" من التقدم العلمي في الكيان الصهيوني وهو الذي أصبح يملك نفوذاً كبيراً في أوساط التجارة والصناعة، وإننا إذا سرنا وراء دعاة المقاطعة فسنعود إلى عصر التراسل بالحمام الزاجل! اقرأ المزيد
لا يزال البعض يعتقد أنه يمكن القيام بحملة إعلامية بحيث يمكن إيجاد أصدقاء في الغرب، وفي أمريكا بشكل خاص، من أجل الوقوف إلى جانب قضايانا العربية والإسلامية والإنسانية العادلة. وأعتقد أن هذا رهان صعب. وابتداءً يجب أن نشير إلى أن إيجاد تفاعل وتعاطف في أوروبا أسهل منه في الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الإنسان الأوروبي يتميز بقدر كبير من الثقافة والوعي. والصحف الأوروبية تنشر أخبارا عن العالم وتطوراته بشكل أكبر مما تنشره نظيراتها في الولايات المتحدة إلى حد ما، إلى جانب وجود اختلافات سياسية حقيقية بين الأحزاب التي تقوم بتوعية المواطنين. لكن مهمة خلق التفاعل والتعاطف، حتى داخل الولايات اقرأ المزيد
"الحقائق الكاذبة true lies" مصطلح في المعجم الغربي يشير إلى حقائق غير مزيفة، ولكنها ليست كاملة، أي أن الحقيقة الكاذبة هي حقيقة جزئية، ومن ثم يمكن توظيفها لتوثيق أي أطروحة مهما كان زيفها، ولتبرير أي سلوك مهما كان ظالماً. ولعل أقرب شيء في تراثنا العربي لهذه العبارة عبارة "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ" الجزئية، وكأن هذا هو الأمر الإلهي وليست العبارة الكاملة "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى". وعادة ما أضرب المثال التالي على ظاهرة "الحقائق الكاذبة true lies"، إذ تذكر التواريخ الصهيونية أن تيتوس القائد الروماني جاء بجيشه وهزم اليهود وهدم الهيكل وشتتهم. اقرأ المزيد
تشهد إسرائيل نقاشا حامي الوطيس يتعلق بظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية، والتي تصاعدت معدلاتها بين الشباب الإسرائيلي بمعدل غير مسبوق. وقد تراوحت الآراء حول هذه الظاهرة بين منتقد ينعي تفكك الهوية الجماعية ونهاية روح الريادة التي عرف بها المستوطنون الأوائل، وبين من يعتبرها حيلة ومناورة جديدة من المؤسسة العسكرية تحاول بواسطته زيادة المخصصات العسكرية من الميزانية العامة. فرئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غابي أشكنازي في خطاب ألقاه في يوم 31/7/2007 (المشهد الإسرائيلي 15/8/2007) في مقرّ سلاح الجو في هرتسليا، شجب ظاهرة التهرّب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ووصفها بأنها "تنهش المجتمع والجيش في إسرائيل". اقرأ المزيد
تحديد المصطلحات والمفاهيم الكامنة وراءها مسألة ضرورية لضبط وتنظيم العملية الفكرية. والاصطلاح في العلم هو إتقان جماعة من المتخصصين في مجال واحد على مدلول كلمة أو رقم أو إشارة أو مفهوم، أي أن ثمة عنصر ذاتي في صياغة المصطلح ومن ثم في مدلوله، (وقد سُمي علم المصطلح علم التواطؤ). ولذا لابد من الحذر في استخدام المصطلحات. ويمكن أن نضرب مثلاً بمصطلح "فكر يهودي". هل الفكر اليهودي هو الفكر الذي له مضمون يهودي؟ أم الفكر الذي خطه قلم مفكر يهودي؟ ولكن ما القول في فكر له مضمون يهودي، وخطة مفكر يهودي، ومعادِ بشكل عنصري لليهود واليهودية، أي معادي للسامية؟ اقرأ المزيد
المجتمعات الاستيطانية (سواء في أمريكا الشمالية أو في جنوب أفريقيا) مجتمعات ذات طابع عسـكري بسـبب رفض السكان الأصليين لها. وإسرائيل لا تشكِّل أيَّ استثناء من هذه القاعدة، فهي مجرد تحقُّق جزئي لنمط متكرر عام. وقد ظهرت منظمات ومؤسسات وميليشيات عسكرية قبل عام 1948 دُمجت كلها في مؤسسة واحدة، هي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أصبحت العمود الفقري للتجمُّع الاستيطاني الصهيوني. ويتميَّز المجتمع الإسرائيلي بصبغة عسكرية شاملة نظراً لأن جميع أفراده يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، فمعظم أفراد الجيش من جنود الاحتياط، اقرأ المزيد
اختفى مصطلح "مركزية الدياسبورا" من الأدبيات التي تتناول علاقة الجماعات اليهودية بالدولة الصهيونية وحل محله مصطلح «قومية الدياسبورا» الذي يشير إلى أن الجماعات اليهودية تشكل شعباً واحداً وقومية يهودية لها مركز واحد. ولكن هذا المركز لم يكن هو فلسطين في سائر اللحظـات التاريخية، وإنما كان ينتقل بانتقال القيادة الفكرية لليهود. فهو مرة في بابل، وأخرى في الأندلس، وثالثة في ألمانيا أو في روسيا، ولعله الآن في الولايات المتحدة أو إسرائيل. ويتفـق مفهـوم قومية الدياسـبورا مع الفكر الصهيوني في عدة نقاط، من أهمها أن اليهود يكوِّنون شعباً واحداً وأن له تراثاً واحداً. ولكن قومية الدياسبورا تختلف عن الصهيونية في قبولها تعددية المركز، وفي رفض فكرة مركزية إسرائيل في حياة الدياسبورا، أي اقرأ المزيد
خارج السرب تتقاطع المؤشرات، والأحداث، والوقائع، وتشير إلى حقبة تاريخية جديدة يتحفز لها العالم برمته، وفي الأخص قلبه منطقة الشرق الأوسط، والعالمين العربي والإسلامي. المؤشرات، والأحداث تعطي الدراسات، والأبحاث التي كان قد سطرها الكثير من الباحثين اقرأ المزيد
ما يعيشه العالم العربي هذه الأيام يجعلنا نؤمن بأهمية التفكير الاستراتيجي الذي من شأنه ضبط بوصلتنا العربية صوب الأهداف الكبرى بحسب أولويات النهضة العربية واحتياجاتها ومشاكلها ومقاساتها في كل بلد عربي وعلى المستوى القومي، وهذا اللون من التفكير يدفعني بصفتي مواطنا ومثقفا عربيا إلى دعوة كافة المثقفين العرب باختلاف أطيافهم الفكرية إلى تأسيس ميثاق عربي يتمحور حول رفض التدخلات الأجنبية في أقطارهم العربية بأي شكل اقرأ المزيد
ثمة جانب في الفكر الصهيوني لم يلق عليه الضوء بما فيه الكفاية، وهي أنه ينطلق من الإيمان بأن معاداة السامية (أي معادة اليهود واليهودية) هي إحدى ثوابت النفس البشرية، التي لا تتغير ولا تتحول مهما تغيرت الظروف والأزمة والأمكنة. وهذا أمر ليس بمستغرب. فالصهيونية ابنة عصرها، أي أوروبا في القرن التاسع عشر، وهو عصر الإمبريالية الذي أفرز الفكر العرقي العنصري والفكر النازي، والفكر الصهيوني هو إحدى الإفرازات الكريهة لهذا العصر. ولذا ليس من الغريب أن يتبنى الصهاينة كثيراً من مقولات المعادين لليهود في الغرب، وكثيراً من صورهم الإدراكية النمطية. اقرأ المزيد