الحرب الأمريكية على أفغانستان في نهاية العام 2001، ثمّ الحرب على العراق في مطلع العام 2003، وما رافق هاتين الحربين من انتشار عسكري أمريكي في محيط دول الشرق الأوسط، وإقامة قواعد في بعضها، كانت أعمالاً عسـكريـة من أجل خدمـة رؤيـة سـياسـيـة لها مضامين أمنيـة واقتصاديـة. فقد سعت إدارة (جورج بوش) الابن في عهدها الثاني (2004-2008) لتوظيف سياسي وأمني واقتصادي لما قامت به الإدارة بعهدها الأوّل في المجال العسكري، ومازالت محاولات التوظيف الأمريكي مستمرّة رغم تغيّر الإدارة في واشنطن. ولعلّ أبرز الأهداف في الرؤية الأمريكية لمستقبل الشرق الأوسط، هو ضمان اسـتمرار التحكّم الأمريكي بأهمّ مصادر الطاقـة الدولية لعقودٍ عديدة قادمة، خاصّةً وأنّ منافسين جُدد للقطب الدولي الأعظم يعتمدون في نموّ اقتصادهم على الطاقة المستخرجة من هذه المنطقة. اقرأ المزيد
إن النظرة المتعجلة للتدخل الروسي عسكرياً في سورية تكتفي بإعطاء انطباع بأنها غيّرت معادلة القوى القائمة في المنطقة بالكامل كما كشفت إلى حد كبير ضعف إدارة (أوباما) وتراجع الدور الأمريكي. ولكن الغوص في أعماق ما جرى يقودنا إلى ضرورة استدعاء تاريخ الدور الروسي في المنطقة، ولقد قرأنا في كتب العلاقات الدولية أن "الدب الروسي" كان يسعى دائماً للوصول إلى المياه الدافئة في شرق روسيا وجنوبها وغربها، وعندما هزمت اليابان روسيا عام 1905 لم يلبث الحكم القيصري طويلاً حيث انتهى بإعدام أسرة (رومانوف) بفعل الأحداث الدموية للثورة البلشفية، وعندما تكسرت قوة الجيش النازي على الأرض الروسية؛ اقرأ المزيد
لا يخلو أيّ مجتمع، مهما كان حجمه، من مظاهر وعوامل انقسام، مثلما تكمن فيه أيضاً عناصر التوحّد والوئام. إنّهّا سُنّة الحياة في الجماعات البشرية، منذ تكوّنها على أشكال تكتّلات عائلية وعشائرية وقبلية، وصولاً إلى ما هي عليه الآن من أُممٍ وأوطان. لكن المحطـة المهمّـة في مسـيرة تطوّر الشـعوب، هي كيفيّـة التعامل مع طبيعـة الانقسـامات فيها. أي، هل يكون الانقسام على قضايا سياسية؟ اجتماعية واقتصادية؟ أم هو تبعاً لتنوّع ثقافي/إثني، أو ديني/طائفي، أو قبلي/عشائري؟ فكلّ حالة من تلك الحالات لها سماتها التي تُحدّد ماهيّة الأطراف المتصارعة وأساليبها وأهدافها. اقرأ المزيد
ليس هناك حديثاً منذ أسابيع في العالم الغربي سوى عن أزمة اللاجئين أو المهاجرين أو الباحثين عن اللجوء. هناك اضطراب في استعمال المصطلحات لتعريف الهجرة. إن رحل إنسان من مكان إلى آخر طوعيا وباختياره يصفه الناس بالمهاجر Migrant إن رحل إنسان من مكان إلى آخر خوفاً من القمع والاضطهاد في وطنه فيسمى "لاجئ" وهو تعريف قانوني بحت استناداً إلى اتفاقية دولية بخصوص اللاجئين منذ عام 1951 وقعت عليها معظم دول العالم. المصطلح الذي يستعمله العالم الغربي مشتق من اللغة الفرنسية وينتهي بحرفي eel ويعطي للكلمة إطاراً سلبيا ويعني عدم القدرة على المقاومة. متى ما تم تعريف الإنسان باللاجئ لا يحق للبلد الذي التجأ إليه طرده ويجب معاملته حاله حال أي مواطن آخر. اقرأ المزيد
منذ حوالي أسبوعين أرسل إليَّ صديق سوري صورة وفيديو قائلا "يرسلونهما للضحك، ولكنهما لا تثيران فيّ إلا الأسى!!"... تساءلت في أسى أهكذا أصبح حالنا؟!!وهذه كانت الصورة المقابلة ومقطع الفيديو تحتها فأما الصورة فشارحة نفسها... وأما الفيديو فأبكاني ربما بقدر ما أشعرني من أسى!... السوريون بالنسبة لي شعب مختلف قصتي مع تمني زيارة دمشق التي أسعد بها ذكرتها من قبل في مدوناتي مرة عن زيارتنا لبنان في الحرب 2006 بينما مطار رفيق الحريري مغلق فمررنا بدمشق وبتنا ليلة واحدة وأكلنا الشاورما السورية، اقرأ المزيد
الماموية مشتقة من "ماما", فالعرب مكبلون بعلاقات ماموية مع العديد من القوى الإقليمية والعالمية, وكل دولة تنادي "يا ماما"!! وما أن تنكرها أمّ حتى تُصاب برهاب الإنفصال فتسارع في البحث عن "ماما" جديدة تحل محلّها. وما أكثر مامات العرب!! ماما أمريكا!ماما روسيا!ماما إيران!ماما تركيا!وماما جيران وأغراب وعدوان!! اقرأ المزيد
العرب يقتلون أنفسهم بمحض إرادتهم وخيارهم المطلق الحر, الذي يترجمونه بأفعال يومية وسلوكيات دموية.لا أحد في الدنيا يجبر العرب على قتل أنفسهم إلا أنفسهم, وكل ما يأتون به, ويسمونه تحليلات وتقديرات وتصورات ورؤى وتفسيرات, إنما هذيان وأكاذيب وخداع للنفس لكي تمضي في طريق الهلاك والفعل العقيم. العرب يبحثون عن تبريرات وتسويغات, لكل مصيبة وأزمة وهزيمة وإنكسار وخسران, ويتفننون في قتل التفاؤل والأمل والنجاح والخطو للأمام. وهم في كل ما يسعون إليه ويواظبون على فعله, يمعنون في إبداع اللطم والبكاء والعويل والتظلم والتشكي وإتهام الآخر, وإسقاط ما فيهم على ما هو قائم حولهم. اقرأ المزيد
بلاد العرب.... ما أن يتوقف صراع في بقعة، وإذ بصراع جديد يشب في بقعة أخرى، وما أن تهدأ ولو مؤقتاً نيران في بلد، وإذ بحريق كبير يشتعل في بلد آخر، وبدا وكأنه نظام إقليمي جديد، تتشكل ملامحه بمعطيات جديدة مختلفة عن سابق المعطيات، ويتحرك الفاعلين فيه، بشخصيات جديدة وآليات ومفرزات عديدة. كان بروز دور الفاعلين غير الدوليين أهم معطيات هذا التغير، وتدحرج دورها ليُصبح مارق للحدود وعابر للبلاد، غير آبه بأحكام الواقع، الذي حكم المنطقة لعقود طويلة. كان للفاعلين غير الدوليين -وتحديداً الحركات الإسلامية- دوراً محدوداً قُبيل ثورات العرب أو ما سُمي بـ "الربيع العربي". وقبل التطرق لدور الحركات أو الفاعلين غير الدوليين، يجب الإشارة إلى أن تسمية "حركات الإسلام السياسي" أو "حركات الإسلام المعتدل" هي مصطلحات وصفية تُعطي صِبغة معينة بعيداً عن المضمون؛ فالإسلام دين شامل جامع لا يصح إلصاق صفة السياسة أو صفة الإعتدال به، ودون غيرها من الصفات. وما هذه التسميات والمصطلحات إلا إبتكارات "خلاّقة" للتفريق بين مجموعات وأخرى. اقرأ المزيد
مصطلحات متعدّدة (احتجاج، عصيان، تمرّد، انقلاب)، تقع أغلبها تحت مسمى إرهاب، وخاصةً منذ بدايتها، أو إذا ما تم إفشالها، وهي تعبّر عن حالة آنيّة ناتجة عن سياسة ما، أو عن حالة متأصلة ناتجة عن ثقافات وأفكار يرغب أصحابها في بسطها على الواقع، وهي موجودة منذ الأزل، وستظل قائمة على مدار الأمد، وإن كانت بدرجات من العلو والانخفاض، نتيجة قوّة وضعف من جهة الفئة المحتجّة، أو لشِدّة أو تراخِ، من الجهة المقابلة أي الدولة والسلطة الحاكمة. اقرأ المزيد
انتهي العرس الديمقراطي في نسخته السودانية، وكعادة كل الأعراس الديمقراطية في هذه البقعة الرديئة من الكون كان مجرد استربتيز سياسي رخيص من الواضح جدًا أن الغرض الوحيد منه هو إضفاء لون من ألوان شرعية الصناديق علي مجرد استفتاء تشتعل ملامحه كفضيحة تدق أجراسها في كل ألاروقة السياسية علي سطح الكوكب، هذا هو النصف الفارغ من الكوب يا سادة، أما النصف الممتلئ فهو أننا كعرب قد ظفرنا بعُرفٍ أصبح الآن دارجًا، وهو تمديد أعراسنا الديمقراطية يومًا إضافيًا أخذ السودانيون فيه "غسطًا" من الراحة بين "ليلة الحنة" و"ليلة الدخلة"! اقرأ المزيد