السلوك البشري الاقتداري المعاصر تحالفي الطباع والنزعات، فلا يمكن لقوة واحدة أن تتسيد وتقبض على أعناق القوى الأخرى وترتهنهم، كان ذلك نسبيا صحيحا على مدى العصور التي كانت تتحكم فيها إمبراطورية واحدة بمقدرات الوجود الأرضي ومن حولها قوى تخاف منها، لكن ذلك السلوك أدى إلى ولادة قوى ونهوضها وانحسار القوة الكبرى، أي أن أية قوة ما أن تنهض اقرأ المزيد
طرق الأبواب عادة أتقنها الشعراء المداحون في الأزمان العربية السالفة, فكان ذوي النعمة والقوة والسلطان, هدفا لكل مداح يريد أن يملأ جيوبه بمال. وكأن هذه العادة قد تطورت وانعكست بالسلوك السياسي العربي, فأنظمة العرب السياسية ومنذ تأسيس دولهم وحتى اليوم, لا تعرف إلا الوقوف على أبواب الأقوياء واستجداء القوة والسلاح منهم. وبعضهم لا يجرؤن الاقتراب من عتبة أبواب الأقوياء, أو طرقها, اقرأ المزيد
الدول التي تكونت وصارت معاصرة ومؤثرة في الدنيا، أرادت أن تكون فكانت، ودولنا خالية من إرادة أكون ولهذا فهي لا تكون. وما تحتاجه الدول العربية هو نداء أكون أو قدحتها وصوتها وإرادتها لكي تتحقق وتنطلق في مشوار دنياها السامق العزيز. فلا يعوز العرب شيئا سوى هذا النداء الذي عليه أن يسري في عروقهم وأعماقهم، اقرأ المزيد
صار العربي رقما على يسار رقم الوجود الصاخب, فلا قيمة ولا معنى له وإنما هو رقم من الأرقام الباهتة المهملة التي لا تعني البشرية ولا تستأهل أي نظرة أو اهتمام. العرب أرقام, فهل وجدتم حكومة عربية واحدة أخذتها الغيرة والحمية على مقتل أبناء دولتها؟!! العرب أرقام وليفخر الحكام!! عرب أرقام... والرئيس الفلبيني تثور ثائرته ويتوعد ويهدد ويتخذ إجراءات لمقتل فلبينية واحدة في الكويت, ويقيم الدنيا ولا يقعدها. اقرأ المزيد
ليس عدوانا على الديمقراطية أو ضدها, وإنما لتوضيح حقائق قد تغيب عن الأذهان أو تحجبها الغفلة وماكنة الإعلام النزقة المشحونة بالانفعالات, والخالية من الموضوعية ومن الأدلة, والمجانبة للحقيقة والمنهمكة بالأضاليل والافتراءات والتمريرات المطلوبة. فما أروع الديمقراطية الحقيقية وما أجمل الانتخابات المسؤولة الواعية!! اقرأ المزيد
ديمقراطياتكم باطلة, وحكوماتكم فاسدة, ومعظم أنظمتكم تابعة وتعيش على فتات الأقوياء, وتدين بالولاء المطلق للأسياد, ليس ذلك رجما بالغيب, وإنما إقرارا بالعيب, فالبلدان منقوصة السيادة, وتعيلها الدول الأخرى, فتطعمها وتسلحها وتعد لها أسواق صراعات وسوح نزالات تستثمر فيها وتستنزف ثرواتها, والأمثلة واضحة متكررة وقائمة من حولكم. فلا ديمقراطية تنفعكم ولا ديكتاتورية ترحمكم, وما عليكم إلا أن تعيدوا النظر بواقعكم وتستنهضوا هممكم وتقتدوا بالصين, فنظامها هو الأنفع لكم من أي نظام سياسي على وجه الأرض. النظام السياسي الصيني اقرأ المزيد
الأنظمة الجمهورية العربية حطمت أنظمة حكم راسخة وذات تقاليد محكومة بدستور وقوانين, وما تمكنت من الإتيان بما هو راسخ ومتطور, فتحطمت وحطمت بلدانها معها. وهذا واضح في العراق ومصر وليبيا واليمن, حيث كانت هذه البلدان ذات أنظمة ملكية وفيها قادة مولودون من رحم الحرب العالمية الأولى, ولديهم خبرات إمبراطورية ومهارات للتعامل مع القوى الأخرى, فتم إزاحتهم والقضاء عليهم والإتيان بشباب عديم الخبرة والحكمة والقدرة على استشراف المخاطر والتداعيات, فحكم باندفاعية ونزق ووفقا لدساتير مؤقتة أخذت البلاد والعباد إلى ما هي عليه اليوم من دوامات التفاقم والخسران. اقرأ المزيد
الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق ومصر, تدعو للقلق وتُشير إلى ما لا تحمد عقباه, لِما سيجري قبلها وأثناءها وبعدها من تداعيات وتفاعلات يتم الاستثمار فيها للإيقاع بالبلدين وتحويلهما إلى كينونات متنازعة حتى تبيد. ففي العراق هناك أكثر من مئة حزب وكتلة وفئة تسعى للتنافس على مقاعد برلمانية, وفي العرف الجمعي أن الديمقراطية هكذا وحسب, وكأن الانتخابات لم تكن موجودة قبل ألفين وثلاثة, بل ومنذ تأسيس دولة العراق, فهل هذا يعني أن الأنظمة التي تجري فيها الانتخابات ديمقراطية؟ اقرأ المزيد
السائد في الواقع العربي أن العديد من الآراء تُطرح والمواقف تتخذ من قبل المواطنين لكنها بلا تأثير أو صدى, ولا تتحقق أية استجابة لها, ولا يتم النظر إليها أو اعتبارها, وهذه ظاهرة غريبة في المجتمعات التي تدّعي بأنها ديمقراطية, مما يستوجب أن كل ما يهتم به المواطن أو يعاني منه ويشير إليه يؤخذ على محمل الجدية لأن قوة الحكومة والممثلين مستمدة من الشعب. وفي أقوى الدول الديمقراطية لا يمكن إغفال حاجات الناس ورؤاهم وانتقاداتهم, وتشخيصاتهم للسلوكيات التي لا تحقق مصالحهم, ولهذا يخشى البرلمانيون من المواطنين ويجتهدون في تحقيق حاجاتهم وحل مشاكلهم والاهتمام بطروحاتهم وآرائهم ومواقفهم. اقرأ المزيد
الديمقراطية ليست انتخابات وحسب، فالانتخابات ركن مهم منها، لكنها لا تستوفي شروطها وقدرتها على التعبير الأمثل عن الإرادة الشعبية إلا بتوفر أركانها الأساسية الأخرى، وهي البنى التحتية ، والتعليم المعاصر، والقوة الاقتصادية والعسكرية والأمنية. فلا توجد دولة ديمقراطية في العالم بلا قوة عسكرية فائقة وانتعاش اقتصادي واضح، وشعب متعلم معاصر، بعيدا عن الدين وأضاليل المتاجرين به. بينما الواقع العربي يفتقد لجميع الأركان الأساسية للديمقراطية، ويحصر معناها في الانتخابات التي لا يمكنها أن تكون نظيفة ونزيهة مهما توهمنا وتصورنا، اقرأ المزيد