لا يخلو أيّ مجتمع، مهما كان حجمه، من مظاهر وعوامل انقسام، مثلما تكمن فيه أيضاً عناصر التوحّد والوئام. إنّهّا سُنّة الحياة في الجماعات البشرية، منذ تكوّنها على أشكال تكتّلات عائلية وعشائرية وقبلية، وصولاً إلى ما هي عليه الآن من أُممٍ وأوطان. لكن المحطـة المهمّـة في مسـيرة تطوّر الشـعوب، هي كيفيّـة التعامل مع طبيعـة الانقسـامات فيها. أي، هل يكون الانقسام على قضايا سياسية؟ اجتماعية واقتصادية؟ أم هو تبعاً لتنوّع ثقافي/إثني، أو ديني/طائفي، أو قبلي/عشائري؟ فكلّ حالة من تلك الحالات لها سماتها التي تُحدّد ماهيّة الأطراف المتصارعة وأساليبها وأهدافها. اقرأ المزيد
ليس هناك حديثاً منذ أسابيع في العالم الغربي سوى عن أزمة اللاجئين أو المهاجرين أو الباحثين عن اللجوء. هناك اضطراب في استعمال المصطلحات لتعريف الهجرة. إن رحل إنسان من مكان إلى آخر طوعيا وباختياره يصفه الناس بالمهاجر Migrant إن رحل إنسان من مكان إلى آخر خوفاً من القمع والاضطهاد في وطنه فيسمى "لاجئ" وهو تعريف قانوني بحت استناداً إلى اتفاقية دولية بخصوص اللاجئين منذ عام 1951 وقعت عليها معظم دول العالم. المصطلح الذي يستعمله العالم الغربي مشتق من اللغة الفرنسية وينتهي بحرفي eel ويعطي للكلمة إطاراً سلبيا ويعني عدم القدرة على المقاومة. متى ما تم تعريف الإنسان باللاجئ لا يحق للبلد الذي التجأ إليه طرده ويجب معاملته حاله حال أي مواطن آخر. اقرأ المزيد
منذ حوالي أسبوعين أرسل إليَّ صديق سوري صورة وفيديو قائلا "يرسلونهما للضحك، ولكنهما لا تثيران فيّ إلا الأسى!!"... تساءلت في أسى أهكذا أصبح حالنا؟!!وهذه كانت الصورة المقابلة ومقطع الفيديو تحتها فأما الصورة فشارحة نفسها... وأما الفيديو فأبكاني ربما بقدر ما أشعرني من أسى!... السوريون بالنسبة لي شعب مختلف قصتي مع تمني زيارة دمشق التي أسعد بها ذكرتها من قبل في مدوناتي مرة عن زيارتنا لبنان في الحرب 2006 بينما مطار رفيق الحريري مغلق فمررنا بدمشق وبتنا ليلة واحدة وأكلنا الشاورما السورية، اقرأ المزيد
الماموية مشتقة من "ماما", فالعرب مكبلون بعلاقات ماموية مع العديد من القوى الإقليمية والعالمية, وكل دولة تنادي "يا ماما"!! وما أن تنكرها أمّ حتى تُصاب برهاب الإنفصال فتسارع في البحث عن "ماما" جديدة تحل محلّها. وما أكثر مامات العرب!! ماما أمريكا!ماما روسيا!ماما إيران!ماما تركيا!وماما جيران وأغراب وعدوان!! اقرأ المزيد
العرب يقتلون أنفسهم بمحض إرادتهم وخيارهم المطلق الحر, الذي يترجمونه بأفعال يومية وسلوكيات دموية.لا أحد في الدنيا يجبر العرب على قتل أنفسهم إلا أنفسهم, وكل ما يأتون به, ويسمونه تحليلات وتقديرات وتصورات ورؤى وتفسيرات, إنما هذيان وأكاذيب وخداع للنفس لكي تمضي في طريق الهلاك والفعل العقيم. العرب يبحثون عن تبريرات وتسويغات, لكل مصيبة وأزمة وهزيمة وإنكسار وخسران, ويتفننون في قتل التفاؤل والأمل والنجاح والخطو للأمام. وهم في كل ما يسعون إليه ويواظبون على فعله, يمعنون في إبداع اللطم والبكاء والعويل والتظلم والتشكي وإتهام الآخر, وإسقاط ما فيهم على ما هو قائم حولهم. اقرأ المزيد
بلاد العرب.... ما أن يتوقف صراع في بقعة، وإذ بصراع جديد يشب في بقعة أخرى، وما أن تهدأ ولو مؤقتاً نيران في بلد، وإذ بحريق كبير يشتعل في بلد آخر، وبدا وكأنه نظام إقليمي جديد، تتشكل ملامحه بمعطيات جديدة مختلفة عن سابق المعطيات، ويتحرك الفاعلين فيه، بشخصيات جديدة وآليات ومفرزات عديدة. كان بروز دور الفاعلين غير الدوليين أهم معطيات هذا التغير، وتدحرج دورها ليُصبح مارق للحدود وعابر للبلاد، غير آبه بأحكام الواقع، الذي حكم المنطقة لعقود طويلة. كان للفاعلين غير الدوليين -وتحديداً الحركات الإسلامية- دوراً محدوداً قُبيل ثورات العرب أو ما سُمي بـ "الربيع العربي". وقبل التطرق لدور الحركات أو الفاعلين غير الدوليين، يجب الإشارة إلى أن تسمية "حركات الإسلام السياسي" أو "حركات الإسلام المعتدل" هي مصطلحات وصفية تُعطي صِبغة معينة بعيداً عن المضمون؛ فالإسلام دين شامل جامع لا يصح إلصاق صفة السياسة أو صفة الإعتدال به، ودون غيرها من الصفات. وما هذه التسميات والمصطلحات إلا إبتكارات "خلاّقة" للتفريق بين مجموعات وأخرى. اقرأ المزيد
مصطلحات متعدّدة (احتجاج، عصيان، تمرّد، انقلاب)، تقع أغلبها تحت مسمى إرهاب، وخاصةً منذ بدايتها، أو إذا ما تم إفشالها، وهي تعبّر عن حالة آنيّة ناتجة عن سياسة ما، أو عن حالة متأصلة ناتجة عن ثقافات وأفكار يرغب أصحابها في بسطها على الواقع، وهي موجودة منذ الأزل، وستظل قائمة على مدار الأمد، وإن كانت بدرجات من العلو والانخفاض، نتيجة قوّة وضعف من جهة الفئة المحتجّة، أو لشِدّة أو تراخِ، من الجهة المقابلة أي الدولة والسلطة الحاكمة. اقرأ المزيد
انتهي العرس الديمقراطي في نسخته السودانية، وكعادة كل الأعراس الديمقراطية في هذه البقعة الرديئة من الكون كان مجرد استربتيز سياسي رخيص من الواضح جدًا أن الغرض الوحيد منه هو إضفاء لون من ألوان شرعية الصناديق علي مجرد استفتاء تشتعل ملامحه كفضيحة تدق أجراسها في كل ألاروقة السياسية علي سطح الكوكب، هذا هو النصف الفارغ من الكوب يا سادة، أما النصف الممتلئ فهو أننا كعرب قد ظفرنا بعُرفٍ أصبح الآن دارجًا، وهو تمديد أعراسنا الديمقراطية يومًا إضافيًا أخذ السودانيون فيه "غسطًا" من الراحة بين "ليلة الحنة" و"ليلة الدخلة"! اقرأ المزيد
بغض النظر عمّا واجهته الدولة اليمنيّة من صراعٍ ومشكلات داخليّة قاسية، فهي الآن تُعاني صراعاً آخر، هو أشد وطأة، وقد أصبحت مسرحاً مواتياً لتواجد قوىً أكبر، تتوق لأن تحافظ على مكانتها في المنطقة، على حساب القوى الأخرى، فالولايات المتحدة لا تألوا جهداً في إثبات سيطرتها بالكامل على المنطقة تبعاً لتكاثر مصالحها الاستراتيجية، في مقابل إيران، التي تحاول اقتطاع أجزاء مهمّة من هذه السيطرة لحسابها على الأقل، باعتبارها جديرة بها، كون المنطقة تقع ضمن مجالاتها الاقتصادية والأمنية والدينية أيضاً، ومن ناحيةٍ أخرى فهي تُنافس المملكة السعودية على تعظيم النفوذ، منذ نجاح الثورة الإسلامية عام 1979. اقرأ المزيد
من النظريات الأكثر قبولا لتفسير إنقراض الديناصورات, أن تلك المخلوقات العظيمة كانت تأكل النباتات وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات. ومع توالي القرون ودوران الأزمان برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين وأنياب حادة, ومخالب يدين كبيرة وشرسة, وهذا النوع من الديناصورات لا يقدر على صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع, فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب والثيران وغيرها من أهداف الحيوانات المفترسة, فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات التي تأكل النباتات, وهي عظيمة الجسم بطيئة الحركة, فتهاجمها مجموعات منها وتفترسها, ومع تواكب القرون, إزداد عددها وراحت تفتك بالديناصورات النباتية, حتى تمكنت من القضاء عليها, فوجدت نفسها بكثرتها الهائلة غير قادرة على توفير الطعام, فراحت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها, حتى إنقرضت وصارت متحجرات, نقرأ عنها ونكتشف هياكلها. اقرأ المزيد