على الرغم من علمي بحاجة ألمانيا خاصة، وأوروبا عموماً، إلى قوى عاملة مهاجرة تسد النقص السكاني الذي تعرضت له خلال السنوات العشر الماضية، ورغم إحساسي بنُبل عواطف (ميركل) وصدق موقفها الإنساني من اللاجئين، لكنني لم أكن متفائلاً على الإطلاق بمستقبل أفضل للنازحين الشرقيين العرب والمسلمين الهاربين من ضنك العيش والإرهاب في بلادهم قاصدين اللجوء إلى أوروبا "الفردوس المنتظر" كما كانوا يرونها أو يعتقدون اقرأ المزيد
احتفظ الإسرائيليون بغموض موقفهم من الأزمة السورية لفترة طويلة من الوقت. في وقت مبكر على بداية الأحداث، نصحت الأوساط الاستخبارية في (إسرائيل) الإدارة الأمريكية بعدم التدخل المباشر لإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد. ومع انتقال الصراع إلى طور الأزمة الدولية، ودخول لاعبين دوليين وإقليميين على خط الأحداث، فتحت (إسرائيل) خطوط الاتصال مع جماعات سورية مسلحة، ووثّقت تقارير إعلامية مستقلة الصلات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وبعض الفصائل المسلحة، خاصة مقاتلي جماعة "النُصرة" الذين لم يترددوا في إرسال جرحاهم للعلاج في المشافي الإسرائيلية. اقرأ المزيد
يقول أحد علماء التاريخ في حديثه عن الربيع الأوربي عام 1848: وصل التاريخ إلى نقطة تحول ولكنه فشل في التحول. وحدثت حركات ثورية أخرى في أوربا عام 1968 أيضاً وكان رد فعل التيار المحافظ قويا في البداية وتلاشى بعد أعوام. التحول الثوري في أي بقعة من بقاع العالم لا تحدث بعد موجة طقس واحدة وإنما تتطلب تغيير المناخ برمته. اقرأ المزيد
المحاور الثلاثة في المنطقة ذات مصير واحد، شاءت أم أبت، توهمت أو تعنتت، تطرّفت أم اعتدلت، فلا خيار وراءها ولا أمامها إلا التفاعل الإيجابي الأخوي التجاوري، الضامن لمصالحها كافة، والصائن لمصيرها المشترك. فما يصيب أي محور يؤثر بالآخَريْن سلبا أو إيجابا، فالجغرافية والتأريخ والثقافة ذات طبيعة واحدة، بجميع مفرداتها ومنطلقاتها وتطلعاتها. اقرأ المزيد
يُحكى وعلى لسان غاندي, أن الشعب الهندي كلما ثار على مستعمره, قام المستعمر بذبح بقرة ورميها في حارات الهندوس, فيُتّهَمُ المسلمون الهنود بالذبح, ويتقاتل الهندوس والمسلمون, وينشغلون ببعضهم, فيستريح المستعمر ويفعل ما يشاء, ويستعبد مَن يشاء, والهنود يتقاتلون بسبب البقرة المذبوحة. وكانت نسبة ذبح البقر تتناسب طرديا مع تنامي الثورة والاحتجاجات ضد الإنكليز. اقرأ المزيد
لقد عانت شعوب العالم عصورا طويلة باستسلامها للعبودية، وعرف التاريخ حركات التحرر وروى قصص كفاح عديدية، بدأها بقصة سبارتاكوس الذي قاد أكبر انتفاضة للعبيد قبل الميلاد في وجه الرومان، وكان تمرد موسى عليه السلام على فرعون مصر، ثورة انتهت مرحلتها الأولى بالخروج من مصر. وكان ميلاد المسيح عليه السلام بداية لثورة تحرر أخرى، حيث قامت دعوة المسيح على عبادة الله والتخلص من عبادة الإنسان التي هي أقصى درجات الرق. اقرأ المزيد
بحلول عام 2011، رأى الكثير أن تركيا قوة إقليمية صاعدة لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها، وتوجهت الأنظار إلى "حزب العدالة والتنمية" كرافع لتركيا وسبب رئيس لهذه النتيجة. إلا أن "الربيع العربي" أعلن بقدومه عن تغيرات جذرية في المنطقة، فبدأت حظوظ تركيا في التراجع رويداً رويداً في حين بدت إيران أوفر حظاً وخاصة بعد توقيع الإتفاق الدولي حول برنامجها النووي. لم تقف مفاجأت هذا "الربيع" عند هذا الحد، بل تعداه ليترك للمنطقة قوة صاعدة جديدة، أرَّقت مضاجع الجميع إسمها: (داعش). اقرأ المزيد
الحرب الأمريكية على أفغانستان في نهاية العام 2001، ثمّ الحرب على العراق في مطلع العام 2003، وما رافق هاتين الحربين من انتشار عسكري أمريكي في محيط دول الشرق الأوسط، وإقامة قواعد في بعضها، كانت أعمالاً عسـكريـة من أجل خدمـة رؤيـة سـياسـيـة لها مضامين أمنيـة واقتصاديـة. فقد سعت إدارة (جورج بوش) الابن في عهدها الثاني (2004-2008) لتوظيف سياسي وأمني واقتصادي لما قامت به الإدارة بعهدها الأوّل في المجال العسكري، ومازالت محاولات التوظيف الأمريكي مستمرّة رغم تغيّر الإدارة في واشنطن. ولعلّ أبرز الأهداف في الرؤية الأمريكية لمستقبل الشرق الأوسط، هو ضمان اسـتمرار التحكّم الأمريكي بأهمّ مصادر الطاقـة الدولية لعقودٍ عديدة قادمة، خاصّةً وأنّ منافسين جُدد للقطب الدولي الأعظم يعتمدون في نموّ اقتصادهم على الطاقة المستخرجة من هذه المنطقة. اقرأ المزيد
إن النظرة المتعجلة للتدخل الروسي عسكرياً في سورية تكتفي بإعطاء انطباع بأنها غيّرت معادلة القوى القائمة في المنطقة بالكامل كما كشفت إلى حد كبير ضعف إدارة (أوباما) وتراجع الدور الأمريكي. ولكن الغوص في أعماق ما جرى يقودنا إلى ضرورة استدعاء تاريخ الدور الروسي في المنطقة، ولقد قرأنا في كتب العلاقات الدولية أن "الدب الروسي" كان يسعى دائماً للوصول إلى المياه الدافئة في شرق روسيا وجنوبها وغربها، وعندما هزمت اليابان روسيا عام 1905 لم يلبث الحكم القيصري طويلاً حيث انتهى بإعدام أسرة (رومانوف) بفعل الأحداث الدموية للثورة البلشفية، وعندما تكسرت قوة الجيش النازي على الأرض الروسية؛ اقرأ المزيد
لا يخلو أيّ مجتمع، مهما كان حجمه، من مظاهر وعوامل انقسام، مثلما تكمن فيه أيضاً عناصر التوحّد والوئام. إنّهّا سُنّة الحياة في الجماعات البشرية، منذ تكوّنها على أشكال تكتّلات عائلية وعشائرية وقبلية، وصولاً إلى ما هي عليه الآن من أُممٍ وأوطان. لكن المحطـة المهمّـة في مسـيرة تطوّر الشـعوب، هي كيفيّـة التعامل مع طبيعـة الانقسـامات فيها. أي، هل يكون الانقسام على قضايا سياسية؟ اجتماعية واقتصادية؟ أم هو تبعاً لتنوّع ثقافي/إثني، أو ديني/طائفي، أو قبلي/عشائري؟ فكلّ حالة من تلك الحالات لها سماتها التي تُحدّد ماهيّة الأطراف المتصارعة وأساليبها وأهدافها. اقرأ المزيد