إننا في ارتباك وتشوش، وكثير منا يطلب عن حسن نية ما فيه الشر لنا، ولا أمل لنا إلا في الله والتوكل عليه، فلنجتهد في ذلك ولن نخسر شيئاً، فقولة حسبنا الله ونعم الوكيل ذِكْر يكتب لنا أجره، وحصن نلجأ إليه واثقين من حفظ الله لنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم : {كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل} رواه البخاري. وكانت مكافأة ربنا لإبراهيم الذي توكل عليه في ذلك الموقف الرهيب: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الأنبياء69. اقرأ المزيد
السوريون يلحون على التدخل الخارجي والحماية الدولية كلما أمعن النظام في جرائمه، وهم لطيبتهم لا يعرفون حقيقة الغربيين الذين لا يحرك مقتل الآلاف بل ولا حتى مئات الآلاف منا فيهم ساكناً. ارجعو إلى تاريخ المذابح العرقية في رواندا عام 1994 حيث ذبح خلال ثلاثة أشهر حوالي مليون من النساء والأطفال والرجال العزل من قبائل التوتسي على يد المتطرفين من أبناء قبائل الهوتو، وكان أكثر القتل يتم بالسكاكين والمناجل لأن كلفة الرصاص كانت فوق طاقة القاتلين، ويومها أرسل الفرنسيون والأمريكان ألف جندي ليضمنوا سلامة رعاياهم اقرأ المزيد
إن محاولة التغيير دون عنف ولا حتى بقصد الدفاع عن النفس تساعد كثيراً على توضح الأمور وانجلائها وعلى تغيير قناعات الكثيرين من الذين لا مصالح شخصية لهم مع الباطل الذي نريد تغييره ومن الذين خدعهم هذا الباطل وأوهمهم أنه الحق وأنه الصواب. الصراع عادة له هدفان أولهما تغيير القناعات وثانيهما كسر الإرادات، أما الصراع الذي يهدف إلى إبادة الخصم إبادة تامة فلا يمكن أن يكون له مكان في النضال من أجل التغيير الاجتماعي والانتقال من مجتمع القهر والكبت والقيود إلى مجتمع الحرية والعدل والمساواة. اقرأ المزيد
إن سلمية الاحتجاجات، ومحاربة النظام لها بالرصاص الحي، مع ادعائه أن العصابات المسلحة هي التي تقتل المتظاهرين ضده، بينما لا يصاب المتظاهرون المؤيدون له بخدش، هذه السلمية رغم الاستفزاز ومحاولة النظام جر الثائرين إلى السلاح فضحت النظام وعرَّته أمام الذين كانوا مخدوعين به، وألهبت مشاعر الكثيرين الذين يكرهون الظلم والقهر، فإذا بهم يرون الظلم والقهر مجسدين وواضحين وضوح الشمس في أفعال النظام. اقرأ المزيد
اليوم أكملت الثورة السورية عاماً كاملاً ودخلت في عامها الثاني منذ انطلاقتها المترددة، بينما هي اليوم ثابتة لا تتردد ومصرة على تحقيق أهدافها مهما عظمت التضحيات وكثر الشهداء. الثورة السورية قامت بشكل ارتجالي وكرد فعل على الإهانة ومحاولة الإذلال التي وصلت إلى حد إجبار الناس على تأليه الرجل الذي يطالبون برحيله بل محاكمته وإعدامه، وإرغام الناس على السجود لصورته كما يسجد المصلي لخالقه. اقرأ المزيد
لقد تحققت الغلبة السياسية لتيار الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الأخرى) في أكثر من بلد عربي بعد الثورات التي قامت حديثا وأسقطت الدكتاتوريات العتيدة, وقد تحققت تلك الغلبة من خلال صناديق الإنتخابات (على الرغم من تحفظات التيارات المناوئة على بعض خطوات وإجراءات الانتخابات), ومن الواضح أن الشعوب العربية ذات مزاج ديني يستجيب للدعوات الدينية أكثر مما يستجيب لغيرها, أو أن تلك الشعوب جربت اقرأ المزيد
ويبقى موضوع مُهْدَر الدم الذي على أساسه يستبيح البعض قتل من يعتبره مرتداً أو مشركاً. صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دماء ستة من المشركين عندما فتح مكة، وأمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة، لكن الذي يجب الانتباه له أن ذلك لم يكن منه صلى الله عليه وسلم بمثابة فتوى دينية، إنما كان حكماً قضائياً، بوصفه صلى الله عليه وسلم الحاكم الأعلى، وبوصف هؤلاء الستة رعايا تحت سلطته، بعد أن فتحت مكة وصارت جزءاً من دولة المسلمين. اقرأ المزيد
قد يقول قائل دعها تنفجر طائفية، أليست النهاية ستكون لصالح السنة بحكم كثرتهم العددية والدعم المتوقع لهم من الخارج لأنهم سيقفون في وجه النفوذ الإيراني في المنطقة؟ إن كنا نريد تفتيت البلاد كما تحلم إسرائيل فهذا هو الطريق إلى ذلك. فالنظام تعوَّد على الرئاسة والتَّسَيُّد على الناس، وهو إن عجز عن الاستمرار في السيطرة على جميع السوريين اقرأ المزيد
طالت المدة كما توقعت ولم يسقط النظام في سورية، ويوماً بعد يوم يزداد قلقي على بلدي الحبيب وأمتي الغالية، ويكبر خوفي من المستقبل. يوماً بعد يوم تتصعد في سورية لهجة طائفية مرعبة تنذر بما لا يسر ولا يرضي. كثيرون يظنون أن أمريكا ليست راغبة في التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام، وأنه لا أمل للسوريين بالتغيير إلاّ بمعونة دولية أمريكية بالدرجة الأولى. وقد أصبح من الواضح للجميع أن النظام السوري رغم ممانعته اقرأ المزيد
أزمة العقل العربي الأساسية تتركز في التكبل بقيود الماضوية, والثورة التي تسقط في حبائل الماضوية ستقضي على نفسها وجيلها وتدمر مكانها الذي وُلدت فيه. فالماضوية حالة تدحرجية إلى الوراء, واندفاع متسارع في نفق الاندثار والتوحل في موضوعات لا قيمة لها ولا معنى في الزمن المعاصر. فالعقل العربي في أماكن عديدة منشغل بقوة ونشاط في حل مشاكل سكنة القبور, وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء, وكأن الدنيا تستقيم بهذا السلوك المناهض لقوانين الحركة والتقدم, وفيزياء الوجود الأرضي. اقرأ المزيد