دخلت الحرب السورية "مرحلة جديدة" في مسارها، لم يعد بها "قيود" أو "حدود"؛ فكل طرف من أطراف الصراع الداخلي، سواء النظام وأجهزته الأمنية بكل فروعها، أو أطراف المعارضة المسلحة المتعددة الانتماء والتبعية، تخوض صراعاً دموياً يصفه الكثيرون بأنه شكل من أشكال "الحرب الأهلية"، في حال اسـتمرارها لن تُبقي من الدولـة والوطن السـوري سـوى حطام و"بقايا"، أو تدفعها نحو "تقسـيم سـياسـي كياني" ركيزتـه "طائفيـة ـ قوميـة"، ولن تقف نتائج وارتدادات اقرأ المزيد
ثم هنالك المجرمون الذين يمارسون القتل والسطو المسلح، فإن حكم الله فيهم إن وقعوا في قبضة الحكومة حكم قاس شديد، وهو أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو يُنْفَوْا من الأرض، وقد فسر البعض النفي بالسجن. لكن إن تابوا قبل أن يتم القبض عليهم سقطت عنهم العقوبة والملاحقة القضائية، قال تعالى في سورة المائدة: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) اقرأ المزيد
الأمريكان لا يهمهم أن يقتل منا الآلاف أو عشرات الآلاف ظلماً، فمجزرة تدمر في صيف عام 1980 لم تكن غائبة عنهم، والسوريون يومها وصلتهم أخبار دخول عناصر من سرايا الدفاع إلى مهاجع السجناء الإسلاميين في سجن تدمر وإطلاقهم النار عليهم وقتلهم لأكثر من ألف سجين، دون معرفة أسمائهم، ودون ثبوت أية تهمة عليهم. وما كان ذلك إلا انتقاماً لقيام شاب إسلامي كان في الحرس الخاص بحافظ أسد بإلقاء قنبلة يدوية عليه لقتله، لكن لسوء حظ السوريين أو ربما لحسنه، نجا حافظ أسد، وأمر في اليوم التالي بالانتقام من أكثر من ألف إسلامي لا دخل لهم بمحاولة اغتياله. اقرأ المزيد
أكملت الثورة على الظلم في سورية شهرها السابع، والحال كما يبدو ظاهرياً يراوح في مكانه، مظاهرات طيارة سريعة تهدف إلى تسجيل هدف في مرمى النظام، يقابلها عمليات قتل واعتقال وتعذيب حتى الموت، بل وتهديد بخطف النساء وانتهاك الأعراض من أجل بث الرعب في النفوس، المجتمع الدولي مستمر في حربه الكلامية على النظام وفي فرض عقوبات لا تسمن ولا تغني من جوع، والثائرون في سورية يستجيرون بالحماية الدولية، حتى إذا يئسوا من البشر لجؤوا إلى رب البشر فكان هتافهم (ما لنا غيرك يا الله). اقرأ المزيد
الثورة طاقة فاعلة ومتجددة في الحياة, ولا يمكنها أن تركن للسكون والتراخي والاعتقال في سجن ما. وعندما نتأمل مسيرة الثورات العربية في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين, تبرز أمامنا ظاهرة الشك الثوري, فجميع الثورات لبسها الشك وأدى بها إلى الدخول في متاهات الخسران والانهيار والانحراف. فكل ثورة أصبحت فريسة للشك بدرجة أو بأخرى, وحوّلت قادتها أو القائمين بها إلى وجود متصارع ومتنافس, ومتفاعل بسلبية وإرادة محق وتدمير اقرأ المزيد
نحن في حاجة إلى إعادة فهم علاقتنا بأبناء أمتنا الذين نشترك معهم في وطن واحد، لنتخلص من أفكار غير ناضجة انتشرت عند بعض المتدينين وجعلتهم يحلمون بدولة إسلامية خالصة للمسلمين، كالدولة التي يحلم بها اليهود ويريدون أن يعترف لهم العالم أن إسرائيل دولة يهودية، ليكون العرب فيها ضيوفاً وهم أصحاب البلاد الأصليين. علينا نحن الذين ننتمي للأكثرية الدينية في سورية أن نضع أنفسنا مكان باقي اقرأ المزيد
أما القذافي الذي كان الغرب مقتنعاً أن من الخير أن يرحل فإنه ما يزال حتى الآن يقاوم، وله أنصار يقاتلون من أجله، وإن كان في حكم المنتهي. لكن علينا التفكر في الذي جعل سقوط مبارك وابن علي بتلك السهولة بينما سقوط حاكم بغيض وغير سوي من الناحية النفسية يحتاج إلى كل الدماء والأموال التي بذلت. في سورية كان حافظ الأسد رجلاً قوياً ماكراً ويمسك بزمام الأمور بنفسه، ومتحكماً من خلال أجهزة أمنية متعددة تتجسس على بعضها البعض، يساعده اقرأ المزيد
ما كنت أتوقع أن يتجرأ أحد في سورية على الخروج متحدياً النظام السوري ولو بكلمة، لكن ذلك حدث وبجرأة واستبسال رائعين يدلان على أن السوريين تغيروا وصاروا جديرين بحكام أحسن وأقل سوءاً من حكامهم الحاليين. ما حدث في تونس ومصر شجع الشباب في سورية وأعطاهم الأمل في تغيير واقعهم وأعاد لهم الشعور أن الجهود يمكنها أن تؤثر، وأنه لا بد لنا من التحرر من اليأس والشعور أنه لا جدوى من المحاولة اللذين كانا مسيطرين علينا. لقد كان سقوط ابن علي ومبارك سريعاً وسهلاً ومغرياً للجميع بالمحاولة اقرأ المزيد
يبدو أن تونس ستظل لفترة طويلة تعيش في حالة احتقان مجتمعي حاد، وتحت صراع مفتوح، لا يدري أحد إلى أين سيصل مداه، فما يلبث أن يخرج هذا البلد المغاربي، الذي فتح باب الثورات العربية، من أزمة حتى يدخل في أخرى، لكن العامل المشترك الأكبر بين كل أزماته يكمن في محاولة التيار الديني بقيادة حركة النهضة المسيطرة بشكل رئيس على الحكومة، ولجنة صياغة الدستور، في فرض هيمنتها على مجمل المشهد بجميع أبعاده، اقرأ المزيد
واهمٌ من يؤمن بالصدفة في عالم السياسة، وأكثر وهماً من يعتقد أن ما يجري هو من قبيل التزامن "البريء" بين موقف وآخر، خاصة في ظل تبادل الأدوار الممارس في الشأن السوري بين الشرق والغرب وتحديداً بين روسيا والصين من جهة وبين الولايات المتحدة وأوربا من جهة أخرى؛ والذي ظهر جلياً في مهزلـة مجلـس الأمن وعجز العالم عن وقف نزيف الدم السـوري في مجلـس الأمن تحت حجـة الـ (فيتو)، وهو ما لم يكن سبباً للعدوان على العراق أو التدخل في البوسنة وكوسوفو! فجأة لم يعد يشـغل كل هؤلاء إلا السـلاح الكيماوي الذي يسـتعد نظام بشـار لاسـتخدامـه..!! لم يبقَ مسـؤول أو زعيم إلا عبّر عن "قلقـه ومخاوفـه" اقرأ المزيد