الديمقراطية تعني "حكم الشعب بالشعب وللشعب"، أي الأمة هي وليّة أمر نفسها، أما رئيسها وباقي المسؤولين فهم موظفون عند الأمة لا يحق لهم أن يستبدوا بالقرارات الهامة، بل يرجعون إلى الأمة يستأمرونها، أي يطلبون أمرها، هل توافق على ما يقترحون فعله، أم لا توافق، كما يأخذون في اعتبارهم رأي الأمة المسمى في هذا العصر "الرأي العام"، فيعملون على الاستجابة له، أو على تبصير الأمة بخطئه إن كان خاطئاً. اقرأ المزيد
آلية تفاعل لابد من الإيمان بها والرضوخ لنتائجها, وإلا فلا مكان للحديث عن الديمقراطية, والتغني بها, في الخطابات والكتابات وغيرها من منابر التعبير عن الرأي. وفي هذه العملية هناك قبول بالنتيجة حتى وإن كانت لا تتفق وما تريد! فهل لدينا القدرة على أن نكون ديمقراطيين؟! في مجتمعاتنا لانزال نتفاعل وفقا لمنهج "إن لم تكن معي فأنت ضدي", و"إذا إختلفت معي فأنت عدوي"!! اقرأ المزيد
سرّ مَن نظر! بعينيك الواسعتين, وشفتيك الممتلئتين, ووجنتيك المتوردتين, وشعرك الطويل, الذي يسابق الدجى, ويحلم أن يطير, إلى حيث الأجيال, المحملة بالظلام الثقيل, وبكل ما فيك وما عليك من أحلام وأوهام, وصدق وكذب, ودموع وحزن وفرح, وتنهدات شوق وألم, وما تريد أن تبثه نظراتك الحائرة, في فضاء بلا نجوم, ونهار بلا ضياء, وليل لا يريد أن يغادر محطات السكون والنحيب!! اقرأ المزيد
يُعيد مشهد القطع الحربية البحرية التي تتدافع على البحر المتوسط إنعاش ذاكرة الحرب الباردة بين الكتلتيّن الشرقية والغربية في هذا العالم. البرودة العامة لتلك الحرب أتت بعد سخونة لاسعة في مفاصل زمنية عدة كان أبرزها أزمة الصواريخ في كوبا (عام1962) والتي كادت أن تُفجّر حرباً نووية بين الجباريّن. الأمر انتهى حينها بتسوية وتراجعات جديرة بنهايات الأفلام الهوليوودية. اقرأ المزيد
كثُر الحديث بشكل واسع عن ضربة -شبه مؤكدة- على سوريا، وإن لم يتضح حتى لحظة كتابة هذا المقال، هوية بقية المعتدين إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية. الذي دفع جميع المراقبين والمسؤولين لأخذ هذا الأمر بمنتهى الجدية، العديد من الإشارات والتصريحات، التي جاءت لأول مرة تعكس جدية في التعامل مع الملف السوري. كنت دوماً من المُقلين في الكتابة عن الشأن السوري، لأسباب عدة، إلا أن الحديث عن الضربة المحتملة دفعني للكتابة اليوم، لأُقدم تحليلاً يبعد عن المغالاة في تقدير المواقف، أو التحيّز إلى جانب رواية دون غيرها، بهدف إطلاع القارئ على جوانب اقرأ المزيد
"أنوه بداية إلى أنني لا أستعمل هذه الكلمات أعلاه للإساءة، وإنما للإشارة إلى تراث موصوف برعاة البقر، ووصف "الثور الأمريكي" شبيه بوصفي "الدب الروسي" و"التنين الصيني"، وربما بوصف "الحصان العربي"." تقلص حجم زمجرة الرئيس الأمريكي على سوريا، فقرر الاختباء وراء مجلسي التشريع الأمريكيين، أو الكونغرس! ظن بداية أن أمريكا التي كانت ما زالت، ويبدو أنه اكتشف أن تلك لم تعُدْ موجودة؛ كانت تكتفي أمريكا سابقاً بالتهديد والوعيد السريعين، ثم تحشد قواتها وتوجه ضرباتها، وواضح أنها وجدت نفسها الآن غير قادرة على اقرأ المزيد
ليـس من الصعب على المطلع على الثقافـة الأمريكيـة ومختلف السـياسـات العالميـة الأمريكيـة أن يسـتنتج أن الأمريكيين يُفكرون في أغلب الأحيان بعضلاتهم وليـس بعقولهم، وهم أشـبـه ما يكونون في أوقات كثيرة كالثيران الهائجـة التي تظن أن قرونها سـتخرق كل الجدران مهما كانت مسـلحـة. وهذا يعكـس بعداً بنيوياً تاريخياً للمجتمع الأمريكي يتصف بالمغامرة، والاندفاع نحو التملك وكسـب المال، واعتبار تحقيق الأرباح قيمـة عليا تحكم ما عداها من قيم. اقرأ المزيد
يمر العالم العربي بأزمات إنسانية واقتصادية وسياسية منذ أكثر من عامين تجاوزت مأساة الصراع العربي الإسرائيلي على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان. يتميز الصراع العربي العربي اليوم بأنه أكثر دموية من أي صراع إقليمي ودولي يُستباح فيه قتل الأبرياء وتصوير الضحايا وانتهاك الحرمات. كل هذا حدث مع تطلع الشعوب العربية إلى الدخول لما يسميه الغرب العالم الحر وهذا بالفعل ما صرح به أكثر من زعيم غربي هاتفاً مرحباً إلى العالم الحر1. ولكن هل هناك حقاً عالم حر؟ اقرأ المزيد
ما من أزمةٍ عربية، وهي كثيرة، إلا ويتولى الغرب، الأوروبي والأمريكي، قديماً أو حديثاً، كِبر الوساطة فيها، بمبادرةٍ ذاتية منه في الغالب، دون أن يطلب منه أطراف الأزمة ذلك؛ إذ يتصدى لمواجهة الأزمات، ويفرض نفسه وسيطاً، ناصحاً أميناً، ومخلصاً نزيهاً، خائفاً على مصالح العرب وأمن مواطنيهم، وساعياً إلى السيطرة على الأزمات أو تطويقها، والتحكم فيها أو التخفيف من أضرارها، ومنع أطراف أخرى من الإنخراط فيها، والمشاركة في تعميق الأزمة وإطالة أمدها. اقرأ المزيد
في عام 1980 قاد الجنرال (كنعان إفرنْ) إنقلاباً عسكرياً ضد الحكومة الديمقراطية التركية. وكان الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر) في حفل موسيقي بهيج حينما جاءه اتصال من ضابط إرتباط لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. أي.) يقول: "لقد فَعلَها غـلماننا"!! وقد اعترف مدير مكتب (سي آي أي) في أنقرة آنذاك بول هنزي Paul Henze بأن وكالته كانت تقف وراء الانقلاب. وهكذا ابتهجت واشنطن بسيطرة ثلة من الجنرالات المرتبطين بأجهزتها السرية على أزمَّة الأمور في تركيا، وانفتح باب من الاضطراب الاجتماعي والعنف السياسي والجدْب الاقتصادي في تركيا لأعوام مديدة. اقرأ المزيد