الثورة ظاهرة إنسانية لازمت الخليقة منذ بداياتها، وهي فعل اجتماعي موضوعي يهدف إلى التغيير الجذري من خلال التمرد على الواقع القديم لصالح ما هو تقدمي جديد، حقيقة عايشتها الأمم على مرّ العصور المختلفة، إذ يعود تاريخ أول ثورة مدونّةٍ إلى عام واحد وسبعين قبل الميلاد عرفت حينها بثورة العبيد الثالثة بقيادة "سبارتاكوس" رمز الأحرار الأول في العالم ضد الاستبداد والظلم الروماني، أيضاً تطورت أشكال الصراع ضمن سياقات مرحلية تاريخية رافقت نهضة الثورة الصناعية في أوروبا بشكلٍ خاص، حققت نجاحات وإخفاقات تختلف من مكان لآخر بفعل نضوج الظروف الموضوعية ومشاركة القوى المحركة لها؛ اقرأ المزيد
لم ينجح الإسلاميون في سورية ولا في غيرها في إقناع باقي فئات الشعب أنهم مخلصون في مناداتهم بالديمقراطية والمواطَنة طالما أنهم لا ينادون بالعلمانية، وهم إن نادوا بالعلمانية فقدوا صفة الإسلامية. فالجميع يظن أن الإسلاميين ينادون بالمواطَنة والديمقراطية كتكتيك مرحلي ريثما يتمكنون ويصلون إلى الحكم ويحكمون قبضتهم على البلاد والعباد، وعندها سيعودون إلى معاملة الناس على أساس معتقداتهم، وسينسون المواطَنة وسيتمسكون بالديمقراطية من دون علمانية لأنها تعطيهم الحق في الانفراد بالسلطة لأن أغلبية السوريين مسلمون سنة، اقرأ المزيد
وهذا التصور للدولة الإسلامية هو التصور الذي يتفق مع خلق الله للإنسان وجعله خليفة له في الأرض، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة30، ونلاحظ هنا أن الملائكة اعتقدوا أنهم أجدر من البشر بدور الخلافة عن الله، وفاتهم أن هذا الدور مختلف عن دور الجندية الذي هم خلقوا له حيث لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، أما الإنسان المُسْتَخْلَف عن الله اقرأ المزيد
تحريم الربا وفرض الزكاة شيئان نافعان كان يمكن للبشرية أن تصل إليهما بنفسها، لكن الخالق الرحيم أراد أن يحمينا معشر المؤمنين به والطائعين له من أن نتعلم من كيسنا -كما يقول المثل- ومن أن ندفع الأثمان الباهظة قبل أن نكتشف تلك الحقائق، فشَرَّعها في دينه وفرضها علينا وجعل التزامها عبادة يختبر بها طاعتنا له فيثيبنا عليها، ولأن أهواءنا قد تعمي أبصارنا فنتجاهل أضرار بعض الممارسات وننغمس فيها بقصد المنفعة الشخصية العاجلة لنقود المجتمع كله إلى الأزمات والمعاناة. الفرائض والتحريمات في دين الله اقرأ المزيد
قال ربنا في كتابه الكريم: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} القصص5، والإسلاميون مع غيرهم من الفئات التي استضعفت في بلدان العالم العربي على مدى عشرات السنين وكان مكانها المعتقلات والسجون ونصيبها القتل والتعذيب، هم اليوم المرشحون قبل غيرهم ليكونوا أئمة الناس في بلدانهم، وكلمة أئمة في القرآن والحديث تعني رؤساء الناس وحكامهم أكثر مما تعني أئمتهم في صلاة الجماعة. اقرأ المزيد
الثورة لا يمكنها أن تسمى كذلك وتحافظ على زخمها وقدراتها المعبرة عن التغيير المتواصل في الحياة, إذا لم تؤمن بتسلق سلم الصيرورة الإنسانية الأفضل. وليس من الصائب أن تتحول الثورة إلى حالة راكدة ومدثرة بالسكون. ولكي ترتقي الثورة وتتألق لابد لها من الاعتماد على التربية والثقافة المعاصرة والتعليم الحديث, وأن تهتم بالمدارس والكوادر التربوية والتعليمية, وأن تنظر بعين الجد والاجتهاد إلى مساعدة الناس للخروج من حالتهم الصعبة أو الفقيرة. اقرأ المزيد
في غمرة الأحداث والغم والهم، انشغلنا عن كل شيء، ونسينا حتى أنفسنا... لا يكاد أحدنا يفكر في شيء آخر غير ما يجري، إلا وأعادته مجريات الأحداث إلى الواقع ليعيش الحقيقة المُرّة مَرَّة أخرى... وأثناء اهتزاز الجدران والنوافذ من شدة القصف...، لمعت في ذهني بداية أنشودة عن فلسطين لمحمد المطيري، اقرأ المزيد
للوطن لغة وللفتن لغة لغة الوطن ذات أبجديات جامعة مانعة, مدللة على القوة والعزة والكرامة والتقدم والارتقاء الحضاري المعاصر. وتكون ذات طبيعة إيجابية, ونوايا طيبة, ومرامي صالحة, وتسعى إلى تحقيق المصالح العامة للمواطنين. وهي ذات منطلقات دستورية وقانونية وإرادة جماعية, مكللة بالحرص الإنساني الخالص على خصائص وملامح ومميزات اقرأ المزيد
الإنسان الثائر يحمل معاني وتطلعات إنسانية نبيلة, يهبها نفسه ويؤمن بأن الحياة ستكون أفضل, والسعادة أعم, بتحققها وإنتشارها بين الناس. والروح الثورية ليست جديدة, وإنما هي مثل الأمواج أو الأعاصير المتوالدة في أعماق الأجيال المتواكبة في أي مجتمع ووطن. ولا يخلو وطن من الأجيال الثائرة الرائدة المتدفقة نحو التعبير عن طاقات إرادتها, وبهذا تتقدم المجتمعات وتخطو إلى الأمام بوثوب وإصرار وتواصل. اقرأ المزيد
سؤال يلازمني ويتعبني, خلاصته, بماذا نختلف عن الشعوب الأخرى؟ وقد كتبَ الأخوة المفكرون والباحثون الكثير من الدراسات, وطرحوا النظريات, وكلها لم ترسم خارطة الخلاص أو التحرر من قيد المعضلة. وقد كتبتُ العديد من المقالات على مدى العقود محاولا الاقتراب من الحالة بأسلوب علاجي وتصويبي, وانتهيت إلى أننا لا نقرأ ولا نسمع إلا ما فينا, اقرأ المزيد