الوضع العربي الراهن يُشيع "الإحباط" ويجعله "سمة ثابتة" لدى شرائح اجتماعية متزايدة، بعد أن كان "حالة عارضة مؤقتة" في عقود خلت. لقد أضحى الأمر أكثر بؤسا وأشد خطرا من حالة شيوع الإحباط، وهو توصيف ظللنا نردده في السنوات الماضية، مما جعلني ألوذ بكلمة عربية جديدة عبر الاشتقاق اللغوي، وهذه الكلمة هي: "الاحتباط"، والتي أحسب أن لها قدرة توصيفية وتفسيرية أعلى. فما هو "الاحتباط"، وما سماته وما مستوياته وما آثاره؟ وما مسوغات إيجاد هذه الكلمة من الزاوية اللغوية والاصطلاحية؟ هذا ما سوف أعالجه في المحاور التالية. اقرأ المزيد
دولنا في بداية القرن العشرين كانت مُستعمَرة, ولم تتحرر من الاستعمار كما توهمنا إلا لبضعة عقود, وبعضها بقيت مستعمرة بصورة غير مباشرة, وفي فترة اللا استعمار فشلت دولنا في صناعة وجودها القوي المعاصر الذي يمنع الاستعمار المباشر، وفي بداية القرن الحادي والعشرين, قدمنا الأدلة الدامغة على أننا مجتمعات غير قادرة على المعاصرة والاستثمار الاقتصادي النافع لدولنا ومجتمعاتنا, فأمعنا في تبذير ثرواتنا وتسخيرها لقتل الشعب وتدمير البلاد. اقرأ المزيد
مرتكز القوة العربية يتحدد في ثلاثة دول هي العراق وسوريا ومصر, هذه الدول هي الركيزة الأساسية لقدرة العرب, وأي إضعاف لها يتسبب في انهيار القِدر العربي وانسكاب ما فيه. وبانهيار العراق كدولة وجيش وقوة ذات قيمة إقليمية وكذلك سوريا, اندلع ما في العرب وانسكب فوق رمال وجودهم المتصحر, وبقيت مصر تريد الحفاظ على استقامتها وثبات عمودها, لكن أوتاد الخيمة العربية تقطعت, والعمودان الآخران قد انكسرا. وهكذا أخذت الرياح والعواصف تعبث بالوجود العربي, واجتاحته أعاصير المصالح والتطلعات وتصفية الحسابات, وخرجت من جحورها الآفات والوحوش المفترسة, التي تريد الانقضاض على فرائسها بلا هوادة. اقرأ المزيد
(وإن اختلفت مع كاتب المقال في اعتباره أن ثورة 52 لم يكن لها بعد قومي عربي، وفي عدم تعرضه لسوء استغلال اسم عبد الناصر وتجربته بالسلب والإيجاب من خلال صراع الانقلاب الفاشي مع معارضيه، إلا أن المقال حوى كثير من الأمور التي يجب ألا نغفلها في ذكرى رحيل القائد) "عاش من أجل فلسطين ومات من أجلها" هذا هو الشعار الذي رفعه شعب فلسطين عقب وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، ففي 28 أيلول/سبتمبر 1970، مات عبد الناصر بعد أيامٍ طويلة من الإرهاق والسهر المتواصل لوقف اقرأ المزيد
أصبحت تستفزني جدا كلمة إرهاب في الآونة الأخيرة إضافة إلى عدد من المسميات كالتكفيريين، والإسلاميين والجهاديين والنصرة وداعش .. إلخ! فأما التكفيريين فقرأتها أول ما قرأتها في مقالة أو مدونة لأحمد الكناني طالب الفلسفة العراقي في أمريكا حتى ربما 2005 وبعدها انقطعت صلته بالموقع هو العراقي الشريد أي أنني عرفت مصطلح التكفييرين أول ما عرفته بعد الهجمة الأنجلومتوسطية والشرق أوسطية على العراق .. اقرأ المزيد
استقر عند كثير من الدول الديمقراطية مقولة «لا تفاوض مع الإرهابيين أو من يهددون باستخدام العنف ضد المواطنين السلميين»، أي سنظل نقاتلهم ونطاردهم ونسجنهم حتى نقضي عليهم. بعبارة أخرى: الديمقراطيات لا ينبغي أن تقدم تنازلات معلنة في مواجهة الإرهاب أو مستخدمي العنف أو المهددين به، ولا أن تعطي مكافآت للإرهابيين، مهما كانت أسبابهم أو مبرراتهم. لماذا؟ عادة تكون حجج هؤلاء في ثلاثة اتجاهات: أولاً التفاوض يعطي شرعية للإرهابيين، كما يعطي لاستخدام العنف وللتهديد به وزناً سياسياً اقرأ المزيد
بدا لافتاً امتناع تركيا عن توقيع وثيقة مكافحة “داعش” التي وقعتها الولايات المتحدة الأمريكية مع عشر دول عربية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستكون خارج المعادلة، كل القصة أن تركيا لها حساباتها المختلفة ورؤيتها المتمايزة كذلك. تُدرك تركيا، قبل غيرها ربما، أن الحلف أمر واقع وأن الحرب قادمة لا محالة، وتعرف بما لها من خبرة سياسية وعلاقات دولية أنها لا تملك ترف الرفض القاطع للمشاركة في الحلف، ولكنها تسعى -من خلال موقعها وعناصر القوة لديها -إلى تقليل أضرار الحرب وزيادة فوائدها قدر الإمكان. اقرأ المزيد
مضى 13 عاماً على الأعمال الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر 2001. وها هي أمريكا تقود الآن تحرّكاً دولياً لمواجهـة نسـخـة جديدة من جماعات الإرهاب، لكنها جماعات بالمضامين نفسـها التي تُسـيء للإسـلام فكراً وممارسـة، وعلى السـاحات العربيـة ذاتها التي تدفع الثمن الباهظ نتيجـة وجود هذه الجماعات والتوظيف الدولي لهذا الوجود ولكيفيّـة مواجهتـه. أيضاً، التساؤلات مازالت مستمرّة حول أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001: هل كانت فعلاً عملاً إرهابياً من صنع جماعة "بن لادن" اقرأ المزيد
طروادة مدينة يونانية ذكرتها الملاحم والأساطير ووردت في الأشعار والسّير .. مدينة كانت عصيّة على الغُزاة .. حربٌ ضروس خاضتها ولم يتمكن الغُزاة من النيل منها فلجأوا إلى الحيلة، صنعوا ذاك الحصان الضخم وأهدوه لأهلها إكراماً لصمودهم .. لكن ذلك الحصان كان فخّاً أسقط المدينة الصامدة وأنهارت في لحظات. لا أحد يعرف بالضبط كيف نشأ هذا الكيان الهُلامي المدعو "داعش" فجأة خرج من القمقم كالمارد وانتشر من سوريا إلى العراق وصار بقدرة قادر "دولة" "الدولة الإسلامية" وصار يمتلك العُدة والعتاد والاستراتيجية! اقرأ المزيد
العلة الليبية تتداعى على دول الجوار، والمعضلة الليبية أضحت هاجسا اقليميا دوليا، يستدعي تدابير لا سيطرة للليبيين عليها. لا أستغربُ أن ترتسمَ ابتسامة شماتة على شفاه سيف الدين القذافي في سجنه هذه الأيام. حذّرَ الرجل _ بما يشبه التهديد _ الليبيين بتقسيم وتشرذم ليبيا إذا ما سقط نظام اقرأ المزيد