لكننا أحياناً نقع في المرض النفسي فنركز على الاحتمال الضئيل جداً الذي لا وجود له إلا في رؤوسنا وعقولنا، فنتصرف على أنه واقع أو نعيش القلق والخوف من أن يكون وقع بالفعل. • في مرض الوسواس القهري يعاني الكثير من المرضى من الشكوك الوسواسية التي تجعلهم يتأكدون مما شكوا فيه مرات لا تحصى. لو كان التأكد مرة واحدة يريحهم فهم ليسوا مرضى، لكن المرضى يتأكدون المرة تلو الأخرى ويبقى لديهم الشك. على سبيل المثال يتوضأ المريض، وفي نهاية وضوئه يشك: هل هو فعلاً قد غسل كل الأعضاء اللازم غسلها لصحة الوضوء، ولا يرتاح حتى يعيد الوضوء اقرأ المزيد
• سنحاول في هذه الصفحات أن نفهم كيف يعمل دماغنا، وكيف تتحقق حريته أن يؤمن إن شاء، لأنه اختار أن يؤمن، أو أن يكفر إن شاء رغم وضوح الأدلة، لأنه لا يريد أن يؤمن. • من أجل ذلك يستحق من آمن الثواب من رب العالمين، لأنه آمن دون أن يكون عقله مجبراً على الإيمان، ويستحق الكافر الذي بلغته دعوة الرسل العقاب، لأنه رفض الإيمان ولم تكن مشكلته قلة الأدلة. • ما نسميه العقل إنما هو الجزء الواعي المفكر من أدمغتنا شاملاً ما حَوّلَه إلى عمليات عقلية لاشعورية، لكنها تبقى إرادية مع أننا لا نكاد نشعر بها أبداً، فأن تكون لاشعورية لا يعني أنها لا إرادية. • هذا العقل المفكر المنطقي يصل إلى اقرأ المزيد
تشكل الخريطة النفسية مجموعة من الأبنية الفطرية والمعرفية والتي تشكل الإطار المرجعي الموجه لسلوك وتفكير الشخص بمثابة اللاوعي الفطري كما تحدد آلية تعامله مع منغصات وأحداث الحياة المتنوعة والتي تبدأ بالتكوثر بنهاية الطفولة وبداية البلوغ ولكنها تبقى دائمة التكوثر لاحقا فإذا كان التأسيس والبناء صحيحا ومتوافقا مع الغرائز الفطرية زادت قوة ومناعة النفس مع الوقت وتجاه أحداث الحياة المختلفة وليس حدث معين والعكس صحيح. اقرأ المزيد
يتمحور العلاج الفطري على مفهوم القيمة مقابل مفهوم المعرفة فإصلاح الخلل بمفهوم القيمة والتي تمثل المادة الخام أو المادة ما قبل الأفكار التلقائية فإن ذلك يؤدي للتخلص من العوارض النفسية السلبية والتي تمثلها الأفعال والأفكار التلقائية والتي تعتبر واجهة العلاج المعرفي السلوكي حيث يتيه بعض المعالجين بمحاولة تفنيدها واجتثاثها والقضاء عليها دون جدوى غالبا لأنه يتعامل مع العرض وليس المرض. اقرأ المزيد
كلمة قلب تستعمل في جميع اللغات بصورة مزاجية. يتم تعريف القلب من الناحية التشريحية بأنه عضو صنوبري الشكل مودع في الجانب الأيسر من الصدر يعمل هذا العضو كمضخة للدم لتغذية جميع أنحاء الجسم ومنها الجهاز العصبي الجهاز العصبي بدوره يتحكم ويدير فعالية القلب عن طريق إشارات كهربائية، نهاية الحياة تظهر للعيان بتوقف القلب ولكن من الناحية العلمية توقف الجهاز العصبي عن العمل. اقرأ المزيد
علاقة الإيمان الديني بالطب النفساني علاقةٌ متأزمة ولها تاريخها الطويل في ثقافات الشعوب المختلفة. تأزمت هذه العلاقة بين الدين والطب النفساني في نهاية القرن التاسع عشر ووصلت الذروة في القرن العشرين وخاصة مع تحالف بعض المذاهب الدينية مع مدرسة دون أخرى من فروع المدرسة التحليلية النفسية. لم تتحسن العلاقة بين مختلف الطوائف الدينية والطب النفساني بعد طلاق المدرسة التحليلية من الممارسة العملية للصحة النفسية. رغم ذلك فإن العلاقة بين اقرأ المزيد
من كثيرا ما أقرأ هنا وهناك عن "الأسباب النفسية للإلحاد" هذه "الحجّة" يحلو للمؤمنين (ربما بكل أديانهم) أن يقدّموها لتقزيم معتقدات الملحدين ووصمِها "بالانفعال النفسي" لا غير، أي نزع طابع "العقلنَة" منها وتبخيس "السيرورة الفكرية" التي أدّت بهم لتلك الأفكار. وواضح أنّ من كان معتقده نابعا من "أسباب نفسية" صار ذلك مسبّة له ولأمثاله. وفي هذا السياق "التحقيري" بالضبط تُستخدم هذه الحجّة بكل ما تحمله من حجج جزئية فيها. اقرأ المزيد
أراد الله أن يخلق بشراً من طين يقوم بالتصرف في الأرض كخليفة عن الله يتخلق بأخلاقه، ويتصرف كما كان الله ذاته سيتصرف لو كان مكانه، وهذا بالضبط ما يقوم به أي خليفة في غياب من استخلفه ووضعه مكانه ريثما يعود من غيبته أو يفرغ من انشغاله. بالطبع ربنا لا يغيب ولا يشغله شيء عن شيء، إنما أراد استخلاف الإنسان في الأرض ليرى ما سيفعله هذا المخلوق المصنوع من مادة الأرض، حيث يتصرف كما يمكن أن يتصرف الخالق ذاته. إبداع ما بعده إبداع وعظمة ما بعدها عظمة. اقرأ المزيد
ليس في القرآن ولا في الحديث: نحن لا نقول: إن المس لم يرد في آية أو حديث... إنه فعلاً لم يرد بالمعنى الذي اصطلح عليه الناس بعد نزول القرآن، وهو أن الجني يدخل في بدن الإنسي ويتكلم على لسانه، هذا المعنى طرأ على كلمة "مس" بعد نزول القرآن واستمداد المعلومات من ألسنة المرضى، وقبل القرآن كان من معاني "المس" عند العرب "الجنون" دون تحديد آلية معينة، إنما جاءت كلمة "مس" ومشتقاتها في القرآن والحديث بالمعاني المفهومة عند العرب، فهي قد تعني "اللمس باليد" اقرأ المزيد
نفوسنا العاقلة: المعنى الثاني للنفس في القرآن سوى الكائن البشري بكامله هو الشعور الذي فيه العقل وأفكاره، والقلب وعواطفه، وهذه هي النفس التي يتوفاها الله عند نومنا وعند موتنا، فيعيدها لمن له عمر، ويمسكها فلا تعود لمن حان أجله، ولنتأمل هذه الآيات التي وردت فيها كلمة نفس بهذا المعنى حيث النفس تطمئن، وتلوم، وتسوِّل، وتشتهي، وتهوى، ووتطيب بعطائها، وتضمر الأسرار، وتخدع وتنخدع، اقرأ المزيد